أسرع وأيسر طريقة لحفظ القرآن
القرآن الكريم
يُعرّف القرآن الكريم على أنه كلام الله -تعالى- المنزل على نبيّه محمد -صلى الله عليه وسلم- وحياً بواسطة جبريل عليه السلام، المحفوظ في الصدور، والمكتوب في المصاحف، والمنقول إلينا بالتواتر، وهو المصدر الأول للتشريع الإسلامي، وينقسم إلى ثلاثين جزءاً، ويبلغ عدد سوره مئة وأربع عشرة سورة، وذهب أهل العلم أن كلمة قرآن مشتقة من فعل قرأ بمعنى جمع، كما في قول الله تعالى: (إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ* فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ).[1][2][3]
أسرع وأيسر طريقة لحفظ القرآن
يمكن اتباع الخطوات التالية لحفظ القرآن الكريم بطريقة سريعة وميسرة:[4]
- الخطوة الأولى: البدء بحفظ السورة بتكرار قراءة الآية الأولى عشرين مرة، ثم تكرار قراءة الآية الثانية عشرين مرة، ثم الآية الثالثة عشرين مرة، ثم الرابعة عشرين مرة، ثم تكرار قراءة الآيات من الأولى إلى الرابعة عشرين مرة للربط بينهم، ثم تكرار الآية الخامسة عشرين مرة، وتكرار الآية السادسة عشرين مرة، والسابعة والثامنة كذلك الأمر، ثم قراءة الآيات من الخامسة إلى الثامنة عشرين مرة للربط بينهم، وبعدها تكرار الآيات من الأولى إلى الثامنة عشرين مرة لتثبيت الحفظ، وبذلك يتم حفظ الصفحة الأولى، ولحفظ الصفحة الثانية تُستخدم نفس الطريقة، ولكن يُنصح عدم الزيادة في الحفظ خلال اليوم الواحد عن الثمن حتى لا يكثر المحفوظ ويتفلّت الحفظ.
- الخطوة الثانية: قبل الانتقال إلى حفظ صفحة جديدة ينبغي مراجعة الصفحة السابقة من خلال تكرار قراءتها عشرين مرة حتى يتثبّت حفظها، ثم الانتقال إلى الصفحة الجديدة وحفظها بنفس الطريقة التي سبق ذكرها.
- الخطوة الثالثة: ينبغي مراجعة الحفظ باستمرارٍ حتى لا يتفلّت، ولذلك يُنصح بتقسيم القرآن الكريم إلى ثلاثة أقسام، في كل قسمٍ عشرة أجزاء، ثم القيام بحفظ صفحة ومراجعة أربع صفحات يومياً إلى أن يتم حفظ القسم الأول من القرآن الكريم، ثم التوقّف عن الحفظ لمدة شهرٍ كاملٍ والتفرّغ لمراجعة القسم الأول.
- الخطوة الرابعة: بعد الانتهاء من مراجعة القسم الأول، يتم البدء بحفظ القسم الثاني من خلال حفظ صفحة أو صفحتين يومياً، ومراجعة ثمانية صفحات إلى أن يتم الحفظ، وينبغي بعدها التوقّف عن الحفظ لمدة شهرين كاملين، والتفرّغ لمراجعة القسم الأول والثاني، وهما عبارة عن عشرين جزءاً، وبعد انقضاء الشهرين يُشرَع بحفظ القسم الثالث من خلال حفظ صفحةٍ ومراجعة ثمانية صفحاتٍ يومياً حتى يتم حفظ القسم الثالث، وبذلك يتم حفظ القرآن الكريم.
قواعد تساعد على حفظ القرآن الكريم
هناك العديد من الوسائل التي تساعد على حفظ القرآن الكريم، وفيما يأتي بيان بعضها:[5][6]
- قوة العزيمة وصدق النية: حيث إن حفظ القرآن الكريم عبادة، والعبادة لا تُقبل إلا بالنية، فإذا صلحت نية الحافظ قُبل منه العمل، ونال الأجر العظيم، وأما إن فسدت نيّته كأن يبتغي بحفظه السمعة، أو المال، أو الشهادة ضاع عمله، ولم يدرك شيئاً من الأجر.
- الاستعانة بقارئٍ متقنٍ: يُنصح الاستعانة بشيخٍ متقنٍ للقراءة وأحكام التجويد، أو الالتحاق بأقرب مركزٍ إسلامي، أو الاعتماد على أحد الأصدقاء المجيدين للقراءة، حتى يُعرض عليهم ما تم حفظه من القرآن الكريم، وتصويب الأخطاء إن وُجدت.
- اجتناب المعاصي: البعد عن المعاصي من أفضل الوسائل المعينة على الحفظ، كما قال وكيع ابن الجراح رحمه الله: "ترك المعاصي ما جربت مثله للحفظ"، ورُوي عن الإمام الشافعي -رحمه الله- أنه قال: "شكوت إلى وكيعٍ سوء حفظي، فأرشدني إلى ترك المعاصي، وأخبرني بأن النور علم، ونور الله لا يؤتاه عاص"، ونُقل عن ابن مسعود -رضي الله عنه- أنه قال: "إن الرجل ليحرم العلم بالذنب يصيبه".
- إثارة الدافع الذاتي للحفظ: ومن الأمور التي تشجّع العبد على حفظ القرآن الكريم؛ معرفة فضل الحفظ، وما أعدّه الله -تعالى- للحافظ وأهله من الخير والرفعة في الدنيا والآخرة، بالإضافة إلى استشعار عظمة القرآن الكريم وعلو منزلته.
فضل حفظ القرآن الكريم
وردت الكثير من الآيات والأحاديث النبوية التي تدلّ على فضل حفظ القرآن الكريم، وفيما يأتي بيان بعضها:[7][8]
- اتباع سنة الرسول صلى الله عليه وسلم: ثبت أن النبي -عليه الصلاة والسلام- كان يحفظ القرآن الكريم، وكان جبريل -عليه السلام- يدارسه في كل عام.
- رفعة المنزلة يوم القيامة: حيث يُقال لحافظ القرآن الكريم اقرأ ورتّل كما كنت ترتّل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها، ورُوي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (مَثَلُ الذي يَقْرَأُ القُرْآنَ، وهو حافِظٌ له مع السَّفَرَةِ الكِرامِ البَرَرَةِ، ومَثَلُ الذي يَقْرَأُ، وهو يَتَعاهَدُهُ، وهو عليه شَدِيدٌ فَلَهُ أجْرانِ).[9]
- نيل الرفعة في الدنيا والنجاة من النار في الآخرة: فقد رُوي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (إنَّ اللَّهَ يَرْفَعُ بهذا الكِتَابِ أَقْوَامًا، وَيَضَعُ به آخَرِينَ).[10]
خصائص القرآن ومراحل نزوله
خصّ الله -تعالى- القرآن الكريم بالعديد من الخصائص، منها أنه تكفّل بحفظه من الزيادة أو النقصان، حيث قال: (إِنّا نَحنُ نَزَّلنَا الذِّكرَ وَإِنّا لَهُ لَحافِظونَ)،[11] ومنها أن القرآن الكريم نزل بلغة العرب، حيث أجمع أهل العلم على أنه ليس في القرآن الكريم كلامٌ مركّبٌ على غير أساليب العرب، وإنما فيه بعض الأسماء الأعجمية؛ كإسرائيل، ونوح، ولوط، وجبرائيل، ومن خصائص القرآن أنه معجز، إذ إنه ارتقى في البلاغة إلى حدٍ خارجٍ عن استطاعة البشر، وقد تحدّاهم الله -تعالى- به فعجزوا عن الإتيان بمثله،[3] ومن الجدير بالذكر أن القرآن الكريم قد نزل على مرحلتين، حيث نزل جملةً واحدةً من الله -تعالى- إلى بيت العزة في السماء الدنيا في ليلة القدر المباركة من شهر رمضان، مصداقاً لقول الله تعالى: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ)،[12] ثم نزل على محمد -عليه الصلاة والسلام- منجّماً، أي مُفرّقاً على مدار ثلاثٍ وعشرين سنة، وكان نزوله بحسب الأحداث والوقائع، مصداقاً لقول الله تعالى: (وَقُرآنًا فَرَقناهُ لِتَقرَأَهُ عَلَى النّاسِ عَلى مُكثٍ وَنَزَّلناهُ تَنزيلًا).[13][14]
المراجع
- ↑ سورة القيامة، آية: 17-18.
- ↑ "تعريف ومعنى القرآن الكريم في قاموس المعجم الوسيط"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 16-5-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب "قرآن"، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 18-5-2019. بتصرّف.
- ↑ عبد المحسن القاسم (18-8-2015)، "أسهل طريقة لحفظ القرآن الكريم "، www.ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 18-5-2019. بتصرّف.
- ↑ "فضل حفظ القرآن الكريم"، www.alimam.ws، اطّلع عليه بتاريخ 16-5-2019. بتصرّف.
- ↑ "أسس وقواعد تعين على حفظ القرآن"، www.archive.islamonline.net، اطّلع عليه بتاريخ 16-5-2019. بتصرّف.
- ↑ "فضل حفظ القرآن الكريم"، www.ar.islamway.net، 2006-6-4. بتصرّف.
- ↑ "الحكمة من حفظ القرآن الكريم في الصدور"، www.islamweb.net، 2005-12-18، اطّلع عليه بتاريخ 16-5-2019. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 4937، صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عمربن الخطاب، الصفحة أو الرقم: 817، صحيح.
- ↑ سورة الحجر، آية: 9.
- ↑ سورة القدر، آية: 1.
- ↑ سورة الإسراء، آية: 106.
- ↑ بروج الغامدي، "نزول القرآن"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 18-5-2019. بتصرّف.