يُعتبر الصحابيّ الجليل أبو بكر الصديق أوّل من جمع كلام الله، وسمّاه المصحف، وذلك بعد موت النبيّ الذي ترك أثراً بليغاً في قلوب بعض البشر، ممّا جعلهم يرتدّون عن الإسلام، فجاء الخليفة أبو بكر وقتالهم؛ ليُرجعهم إلى دينهم، فاستشهد في هذه الحروب، الكثير من حفّاظ القرآن، فخشي على كلام الله -تعالى- من الضياع، فتشاور مع عددٍ من الصحابة، واتّفقوا على جمع القرآن في مصحفٍ واحدٍ، وبعد الانتهاء من جمعه وكتابته على الورق، قال لهم أبو بكر: اقترحوا له اسماً، فقال البعض: السِفر، وقال البعض: المصحف؛ فإنّ الحبشة يسمّونه المصحف، فقرّر أبو بكر تسميته بالمصحف.[1]
يُعرّف المصحف في كتب اللغة بأنّه الكتاب الذي يجمع الصحائف التي كُتب القرآن فيها، واكتسبت مكانتها وحرمتها؛ بسبب احتوائها على كلام الله فيها، فيُحرم على المُحدِث لمسه عند جمهور الفقهاء، وأمّا القرآن فهو الكلام المُنزل على النبيّ المُتعبّد بتلاوته، سواءً كان مكتوباً أو مقروءاً، وأمّا المصحف فهو المكتوب في الصحف، والموجود في الصحف يسمّى قرآن؛ لقوله تعالى: (إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ*فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ*لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ*تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِين).[2][3]
تعدّ تلاوة القرآن من أفضل الأعمال التي يتقرّب بها المسلم إلى الله، وتلاوته دليلٌ على صدق الإيمان، لما له من فضائل كثيرةٍ، منها:[4]