أسماء الملائكة وأعمالهم

أسماء الملائكة وأعمالهم
(اخر تعديل 2023-08-06 01:31:13 )

الملائكة

الملائكة في اللغة جمعٌ، مفردها ملاك، والملائكة هم حملة الرسالة الذين يتلقّونها من الله، وينفّذون ما أمرهم به، أمّا الملائكة في الاصطلاح الشرعي فهم مخلوقاتٍ سماويةٍ نورانيةٍ عظيمةٍ قويٍة عاقلةٍ متكلّمةٍ مريدةٍ، مجبولة على طاعة الله تعالى، كما أعطاها القدرة على التشكل بالصور الحسنة، وخلقهم الله من النور، ومسكنهم السماء، فوظيفتهم تلقّي الوحي من الملكوت الإلهي، فهم الواسطة بين الله -تعالى- وبين رسله في نقل الوحي، قال الله تعالى: (اللَّـهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّـهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ)،[1] وقال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في خلقهم: (خُلِقَت الملائكةُ من نورٍ)،[2] وممّا يدلّ على القوة والعظمة التي وهبهم الله إياها، ما جاء في نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة من الأوامر التي يتلقّونها من الله وامتثالهم لله فيها وطاعتهم له، أمّا فيما يتعلّق بقدرتهم على التشكّل فقد جاؤوا إبراهيم -عليه السلام- على هيئة الضيوف، وكان جبريل يأتي النبي على هيئة دحية الكلبي، وهو أحد الصحابة الحسنة أخلاقهم الوقورة هيئتهم، كما جاء إلى رسول الله على هيئة رجلٍ شديد بياض الثياب، شديد سواد الشعر، لا يُرى عليه أثر السفر، ولا يعرفه من الصحابة أحد، وقد روى ذلك عمر بن الخطاب وأبي هريرة والكثير من الصحابة.[3]

أسماء الملائكة ووظائفهم

للملائكة أسماءٌ وأعمالٌ موكّلة إليهم، فهم السفرة الكرام البررة، الذين لا يعصون الله فيما أمرهم، ويفعلون ما يُؤمرون، وفيما يأتي بيانٌ لبعضٍ من أسماء الملائكة ووظائفهم، الواردة في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة:[4]

  • جبريل عليه السلام، وهو الموكّل بالوحي من الله إلى رسله، ويلقّب بأمين الوحي.
  • ميكائيل؛ وهو الموكّل بتصاريف المطر.
  • إسرافيل؛ وهو الذي ينفخ في الصور.
  • ملك الموت وأعوانه؛ لقبض أرواح الناس، ولم يثبت في القرآن الكريم أو السنة النبوية الشريفة أنّ اسم ملك الموت عزرائيل، وإنّما جاء اسم عزرائيل في الإسرائيليات.
  • منهم الذي يكون عن يمين الإنسان، ومنهم الذي يكون عن الشمال؛ وهم الكرام الكاتبون، ووظيفتهم حفظ أعمال العباد وكتابتها سواءً أكانت خيراً أم شرّاً.
  • الملائكة الذين يتعاقبون بالليل والنهار، وبعضهم الموكّلون بحفظ العبد في حال يقظته ومنامه، وفي كلّ أحواله.
  • الملائكة السيّاحون الذين يسيحون فيتبعون مجالس الذكر.
  • منكر ونكير؛ وهم الموكّلون بفتنة القبر.
  • الموكّلون بالجنة؛ وهم خزنة الجنة وفي مقدمتهم رضوان عليه السلام، وخزنة النار وهم الموكّلون فيها، وفي مقدمتهم مالك عليه السلام.

الإيمان بالملائكة

الإيمان بالملائكة يعني الإيمان بوجودهم إيماناً جازماً لا يتطرّق إليه الشكّ، قال الله تعالى: (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّـهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ)،[5] فإنكار وجود الملائكة من الكفر، فالإيمان بهم عند أهل السنة والجماعة يكون على الإجمال، ولمن جاء ذكره باسمه في الدليل الصحيح من القرآن الكريم والسنة النبوية فيجب الإيمان بهم على التفصيل، مثل جبريل وميكائيل وخازن الجنة والنار وغيرهم، ومن الملائكة من له جناحان، ومنهم من له ثلاثة أجنحةٍ، ومنهم من له أكثر من ذلك، وهم من جنود الله تعالى، وهبهم القدرة على التشكّل الأشكال التي يأمرهم الله على التشكّل بها، كما أنّهم لا يتزوّجون ولا يتناسلون، ولا يأكلون ولا يشربون، ويخشون من الله ويخافونه، ومن عبادتهم أنّهم يطوفون بالبيت المعمور في السماء، ولا يدخلون بيتاً أو مكاناً فيه صورةٌ أو تمثالٌ أو كلبٌ، كما تتأذى البشر من هذه الأشياء فالملائكة تتأذى منها أيضاً، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (إنَّ البيتَ الذي فيه الصورُ لا تدخله الملائكةُ)،[6] وقال: (لا تدخُلُ الملائِكةُ بيتاً فيهِ كلبٌ ولا تصاويرُ)،[7] وهم كثيرون لا يعلم عددهم إلّا الله، قال تعالى: (وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ)،[8] وقد حجب الله تعالى عن البشر رؤية الملائكة، فلا يرى البشر صورة الملائكة التي خلقهم الله عليها، ومن كثرتهم قال فيهم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (أَطَتِ السماءُ وحقٌّ لها أن تَئِطُّ ما فيها موضعُ أربعِ أصابعَ إلا وملكٌ واضعٌ جبهتَه للهِ ساجداً).[9][10]

من خصائص الملائكة

للملائكة صفات وخصائص تميّزهم عن غيرهم من الإنس والجنّ وغيرهم من المخلوقات، فمنها أنّ الملائكة لا يهبطون إلى الأرض أو إلى أي مكانٍ إلّا تنفيذاً لأمر الله، ثمّ يعودون إلى السماء، فهي مسكنهم وموطنهم، ولا يصحّ وصف الملائكة بالأنوثة، فقد كذّب الله -تعالى- المشركين في وصفهم للملائكة بالأنوثة، فقال: (إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ لَيُسَمُّونَ الْمَلَائِكَةَ تَسْمِيَةَ الْأُنثَى)،[11] كما أنّ الملائكة مطيعةٌ لأمر ربها لا تعصيه ولا ترتكب الذنوب، ويسبّحون الله عزّ وجلّ، ويعبدونه ليلاً نهاراً على الدوام، دون سأمٍ أو مللٍ، وجاء في وصف هذا قول الله تعالى: (وَلَهُ مَن فِي السَّماواتِ وَالأَرضِ وَمَن عِندَهُ لا يَستَكبِرونَ عَن عِبادَتِهِ وَلا يَستَحسِرونَ*يُسَبِّحونَ اللَّيلَ وَالنَّهارَ لا يَفتُرونَ)،[12] ومن صفاتهم أنّهم أصحاب علمٍ وقوةٍ وشدّةٍ وخلقهم العظيم؛ فقد رأى رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- جبريل -عليه السلام- على صورته التي خلقه الله عليها وقد ملأ ما بين السماء والأرض، ورآه وله ستمئة جناحٍ، وممّا اتصفوا به الحسن والجمال، فقد فسّر ابن عباس قول الله تعالى: (ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى)،[13] في وصف جبريل أنّها الحُسن والجمال، كما أنّها تستحي حياءً شديداً، وتتأذّى من كلّ المكروهات التي يتأذّى منها البشر.[14]

المراجع

  1. ↑ سورة الحج، آية: 75.
  2. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 2996، صحيح.
  3. ↑ عبد الله القصيِّر(11-5-2016)، "تعريف الملائكة"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 18-12-2018. بتصرّف.
  4. ↑ "أسماء بعض الملائكة والأمور الموكلة إليهم"، fatwa.islamweb.net، 24-12-2000، اطّلع عليه بتاريخ 19-12-2018. بتصرّف.
  5. ↑ سورة البقرة، آية: 285.
  6. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 5961 ، صحيح.
  7. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي طلحة زيد بن سهل الأنصاري، الصفحة أو الرقم: 5949، صحيح.
  8. ↑ سورة المدثر، آية: 31.
  9. ↑ رواه ابن العربي، في عارضة الأحوذي، عن أبي ذر الغفاري، الصفحة أو الرقم: 152، صحيح.
  10. ↑ علي العبيدي (9-2-2014)، "الإيمان بالملائكة"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 20-12-2018. بتصرّف.
  11. ↑ سورة النجم، آية: 27.
  12. ↑ سورة الأنبياء، آية: 19-20.
  13. ↑ سورة النجم، آية: 6.
  14. ↑ عبدالله القصيِّر (15-5-2016)، "خصائص الملائكة وصفاتهم"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 19-12-2018. بتصرّف.