صفات السيدة خديجة

صفات السيدة خديجة
(اخر تعديل 2023-08-06 01:31:13 )

السيدة خديجة رضي الله عنها

هي سيدة نساء قريش خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبدالعزى بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب، لُقبت في الجاهلية بالطاهرة، وتزوجت من عتيق بن عائذ المخزومي، وانجبت منه عبد العزى وهند، وبقيت معه حتى توفي، ثم تزوجت من أبي هالة هند بن زرارة التميمي فأنجبت منه هالة، وهند، والطاهر، ثم توفي وهي في الخامسة والعشرين من عمرها، فلم تتزوج حتى بلغت الأربعين، ثم تزوجها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو في الخامسة والعشرين من عمره، فأنجبت له كل أولاده إلا إبراهيم، وكان -عليه الصلاة والسلام- يحبها حباً عميقاً فلم يتزوج غيرها حتى توفيت، ولما بعث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كانت أول من آمن به من النساء والرجال، وكانت رضي الله عنه تؤازره وتسانده في دعوته، وتخفف عنه ما يجد من الكفار من أذى وتكذيب، ومن مواقفها العظيمة التي خلد التاريخ ذكرها، تطمين النبي -عليه الصلاة والسلام- والتخفيف عنه عندما نزل عليه الوحي لأول مرة، فبعد أن نزل الوحي على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عاد إلى بيته وقلبه يرتجف مما شاهد، فدخل على خديجة رضي الله عنها وهو يقول :(زمِّلوني زمِّلوني، فزملته، فقال لها بع أن أخبرها الخبرَ: لقد خشيتُ على نفسي، فقالت خديجةُ : كلا واللهِ ما يخزيك اللهُ أبدًا، إنك لتصلُ الرحِمَ، وتحملُ الكلَّ، وتكسبُ المعدومَ، وتُقري الضيفَ، وتعينُ على نوائب الحقِّ).[1][2]

صفات السيدة خديجة بنت خويلد

أم المؤمنين خديجة -رضي الله عنها- بالعديد من الصفات الفاضلة، ومنها:[3]

  • العفة والطهارة: من أهم الصفات التي ميزت خديجة بنت خويلد -رضي الله عنها- في الجاهلية العفة والطهارة، فعلى الرغم من انتشار الفاحشة، والفساد في البيئة الجاهلية، حتى أن البغايا كانت تُعرف بعلامات لونها أحمر تدل على مكانهن، إلا أن خديجة -رضي الله عنها- تميزت بالعفة، حيث لُقبت في ذلك المجتمع بالطاهرة، مما يدل على أن العفة كانت من الصفات المتجذرة في شخصيتها -رضي الله عنها-.
  • رجوح العقل والحكمة: عُرفت السيدة خديجة -رضي الله عنها- بالحكمة والحزم، كما ورد في الكثير من المصادر التى تحدثت عن سيرتها، ومما يدل على رجاحة عقلها، وسعة حكمتها اختيارها لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليتولى أمر تجارتها بعد أن سمعت عن صدقه وأمانته، وأكد على تلك الصفة العظيمة اختيارها للنبي -عليه الصلاة والسلام- زوجاً لها، والطريقة التي عرضت عليه الزواج بها، فقد أرسلت نفيسة بنت منية دسيساً عليه بعد أن رجع من الشام، فظهر كأنه هو من أرادها وطلب الزواج منها، ولما نزل الوحي على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وأخبرها بالأمر، ظهرت صفة العقلانية واضحةً جلية، إذ لم تنساق وراء العاطفة، أو تفسر الحدث بالاعتماد على الأوهام والخزعبلات، بل طمأنت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأكدت له أن الله تعالى لن يخزيه، ثم أخذته إلى ورقة بن نوفل الذي بين له حقيقة الأمر.
  • نصرة رسول الله: ضربت أم المؤمنين خديجة -رضي الله عنها- أروع الأمثلة في نصرة النبي -عليه الصلاة والسلام-، فقد آمنت به وصدقته وأزرته بكل ما تملك حينما عاداه الناس وكذبوه، ورفضوا دعوته، فوهبت نفسها مالها لله ورسوله من غير تردد، وتركت حياة الراحة والرفاهية، وعاشت مع النبي -عليه الصلاة والسلام- حياة الجهاد والتضحية، والبذل، والعطاء، ولما حاصرت قريش بني هاشم في شعاب مكة وقاطعوهم، دخلت خديجة -رضي الله عنها- الشعاب مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لتعيش معه قسوة الحصار والمقاطعة في الشعاب لثلاثة أعوام متتالية.

فضائل خديجة بنت خويلد

ثمة العديد من الفضائل التي تميزت بها السيدة خديجة -رضي الله عنها-، ومنها ما يأتي:[4]

  • تميزت -رضي الله عنها- على سائر أمهات المؤمنين بأنها الوحيدة التي لم يتزوج عليها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خلال حياتها، مصداقاً لما رواه الإمام مسلم عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت: (لم يتزوج النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ على خديجةَ حتى ماتت).[5]
  • إكثار رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لذكر مناقبها، والمدح والثناء عليها حتى بعد وفاتها، بالإضافة إلى وصله من كانت تودهم في حياتها، حتى أن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- كانت تغار منها، مصداقاً لما رواه الإمام البخاري عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت: (ما غِرتُ على أحدٍ من نساءِ النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ما غِرتُ على خديجةَ، وما رأيْتُها، ولكن كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُكثرُ ذِكرَها، وربما ذبح الشاةَ، ثم يُقَطِّعُها أعْضاءً، ثُمَّ يَبْعَثُها في صَدائِقِ خديجَةَ، فربما قُلْت له : كأنهُ لم يكُن في الدنيا امرأةٌ إلا خديجةُ، فيقول : إنها كانت، وكانت، وكان لي منها ولدٌ).[6]
  • إرسال الله تعالى السلام إلى أم المؤمنين خديجة -رضي الله عنها- مع جبريل عليه السلام، وأمره للرسول -صلى الله عليه وسلم- أن يبشرها ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب، فقد روي عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال:(أتى جبريلُ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ . فقال : يا رسولَ اللهِ ! هذه خديجةُ قد أتتك . معها إناءٌ فيه إدامٌ أو طعامٌ أو شرابٌ . فإذا هي أتتك فاقرأ عليها السلامَ من ربها عزَّ وجلَّ . ومنِّي . وبشِّرها ببيتٍ في الجنةِ من قصبٍ . لا صخبَ فيه ولا نصبَ).[7]

المراجع

  1. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 3، صحيح.
  2. ↑ "خديجة بنت خويلد أم المؤمنين / -رضي الله عنها-"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 12-11-2018. بتصرّف.
  3. ↑ "السيدة خديجة"، islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 12-11-2018. بتصرّف.
  4. ↑ "فضل خديجة -رضي الله عنها-"، dorar.net، اطّلع عليه بتاريخ 12-11-2018.
  5. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 2436، صحيح.
  6. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 3818، صحيح.
  7. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2432 ، صحيح.