ما بقي من علامات الساعة الصغرى

ما بقي من علامات الساعة الصغرى
(اخر تعديل 2023-08-06 01:31:13 )

علامات الساعة

إنّ علامات الساعة هي الإشارات الدالة على اقتراب يوم القيامة، وقد تمّ تقسيم علامات الساعة إلى علامات الساعة الكبرى، وعلامات الساعة الصغرى، وممّا يميّز الصغرى عن الكبرى أنّها تسبق القيامة بزمنٍ بعيدٍ، وثمّة الكثير من العلامات الصغرى، فمنها ما قد حصل وانتهى، ومنها ما حدث ويتكرّر حدوثه، ومنها ما ظهر ولا يزال يظهر ويتتابع، ومنها ما لم تأتِ بعد، ولكنّها ستحدث؛ لأنّ الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- أخبر بحدوثها، ومن علامات الساعة الصغرى التي حدثت وانتهت، أو لا تزال قائمةً: بعثة محمّد صلّى الله عليه وسلّم، ثمّ موته، ثمّ فتح بيت المقدس، وحدوث طاعون عمواس، واستفاضة المال، والاستغناء عن الصدقة، والتطاول في البنيان، وحدوث الفتن التي ظهرت في بداية عهد الإسلام، مثل: استشهاد الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه، واقتتال المسلمين في معركة الجمل، وظهور الخوارج، وفتنة خلق القرآن، وخروج من يدّعي النبوّة؛ كمسيلمة الكذاب، والأسود العنسي، وانتشار الزنا، والقتل، وشرب الخمر، والربا، والموسيقى والمعازف، وقبض العلم، وانتشار الجهل، وضياع الأمانة بتوسيد الأمر لغير أهله، وظهور نار من الحجاز، وقد نُقل أنّها قد خرجت في منتصف القرن السابع الهجري، وأمّا علامات الساعة الكبرى فإنّها علاماتٌ يدلّ وقوعها على اقتراب القيامة، كما أنّ توقيت وقوعها يكون قريباً جداً من قيام الساعة، وهي مذكورة في الحديث النبوي الذي رواه مسلم عن حذيفة بن أسيد الغفاري رضي الله عنه، حيث قال: (اطَّلع النبيَّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- علينا ونحن نتذاكر، فقال: ما تذاكرون؟ قالوا: نذكر الساعةَ، قال: إنّها لن تقومَ حتى ترَون قبلَها عشرَ آياتٍ، فذكر الدخانَ، والدجالَ، والدابةَ، وطلوعَ الشمسِ من مغربِها، ونزولَ عيسى ابنِ مريم صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ويأجوجَ ومأجوجَ، وثلاثةَ خُسوفٍ: خَسفٌ بالمشرقِ، وخَسفٌ بالمغربِ، وخَسفٌ بجزيرةِ العربِ، وآخرُ ذلك نارٌ تخرج من اليمنِ، تطردُ الناسَ إلى مَحشرِهم).[1][2]

المتبقي من علامات الساعة الصغرى

قسّم العلماء علامات الساعة الصغرى إلى علاماتٍ انقضت، وعلاماتٍ لا تزال تتكرّر، وقد سبق ذكر بعض الأمثلة على هذين النوعين من العلامات، وعلامات لم تأتِ بعد، ومنها:[3]

  • انحسار نهر الفرات عن جبلٍ من ذهب؛ فقد أخبر رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّ نهر الفرات سيذهب ماءه بالجفاف، أو بتغيّر مجرى النهر، وبعد ذلك سينكشف كنزٌ من ذهب، ولكن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- نهى من حضر ذلك الأمر من المسلمين أن يأخذ منه شيئاً بسبب الفتنة التي ستحدث بالقتال عليه، وقد ذُكرت هذه العلامة في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي -عليه الصلاة والسلام- أنّه قال: (لا تقومُ الساعةُ حتى يحسرَ الفراتُ عَنْ جبلٍ مِنْ ذهبٍ، يقتتلُ الناسُ عليهِ، فيُقتَلُ، مِنْ كلِّ مئةٍ، تِسعةٌ وتسعونَ، ويقولُ كلُّ رجلٍ مِنهُمْ: لعلِّي أكونُ أنَا الذي أَنْجُو).[4]
  • عودة جزيرة العرب جناتٍ: أخبر رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بعودة الجزيرة العربية جناتٍ وأنهار قبل قيام الساعة، حيث قال: (لا تقومُ الساعةُ حتى يَكثُرَ المالُ ويَفيضَ، حتى يَخرُجَ الرجلُ بزَكاةِ مالِه فلا يجِدُ أحداً يَقبَلُها منه، وحتى تعودَ أرضُ العربِ مُروجاً وأنهاراً)،[5] ويمكن أن يحدث ذلك بتحوّل مناخها الحارّ إلى اللطيف المعتدل، وبتفجير عيون الماء، والأنهار بأمر خالقها، أو بحفر الآبار والاهتمام بالزراعة من قبل سكانها.
  • تولّي الجهجاه المُلك: أخبر رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- عن تولّي المُلك من قبل رجل قحطانيّ شديد القوة والبأس، اسمه: الجهجاه، حيث قال: (لا تقومُ الساعةُ حتى يخرجَ رجلٌ من قحطانَ، يسوقُ الناسَ بعصاهُ)،[6] وقال: (لا تذهبِ الأيامُ والليالي حتى يملكَ رجلٌ يُقالُ له الجَهْجاهُ)،[7] وأمّا قول النبي -عليه الصلاة والسلام- عن الجهجاه أنّه يسوق الناس بالعصا فيدلّ على قوّته وغلظته، ولكن لم يرد في الحديث أي دلالةٍ على طبيعة قيادة الجهجاه للناس، هل هي إلى الخير أم إلى الشرّ.
  • ظهور المهدي: أخبر رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- عن ظهور خليفةً للمسلمين في آخر الزمان، يملئ الأرض عدلاً، بعدما مُلئت ظلماً، ويكون هذا الرجل من آل بيت النبي عليه الصلاة والسلام، وبالتحديد من نسل فاطمة الزهراء رضي الله عنها، بالإضافة إلى أنّ اسمه يُشابه اسم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، واسم ابيه يُشابه اسم أبي الرسول صلّى الله عليه وسلّم، ومن صفاته الخلقية أنّه أقنى الأنف، وأجلى الجبهة، وقد ورد ذكره في الكثير من الأحاديث الصحيحة، ومنها ما رواه ابن مسعود رضي الله عنه، عن النبي -عليه الصلاة والسلام- أنّه قال: (لا تَذْهَبُ الدنيا، ولا تَنْقَضِي، حتى يَمْلِكَ رجلٌ من أهل بيتي، يُوَاطِئُ اسمُه اسْمِي).[8]

علامات الساعة الكبرى وترتيبها

من الجدير بالذكر أنّ علامات الساعة الكبرى عشر علاماتٍ، وهي: طلوع الشمس من مغربها، وظهور المسيح الدجّال، ونزول عيسى بن مريم عليه السلام، وخروج دابة الأرض، والدُخان، وخروج يأجوج ومأجوج، وثلاثة خسوف، والريح التي تقبض أرواح المؤمنين، ولا بُدّ من الإشارة إلى أنّ العلماء اختلفوا في ترتيب تلك العلامات؛ بسبب اختلاف الروايات التي ذكرتها، كما قال المباركفوري -رحمه الله- في شرح الترمذي: (اعلم أنّ الروايات قد اختلفت في ترتيب الآيات العشر، ولذا اختلف أهل العلم في ترتيبها).[9]

المراجع

  1. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن حذيفة بن أسيد الغفاري، الصفحة أو الرقم: 2901، صحيح.
  2. ↑ "علامات يوم القيامة الصغرى والكبرى"، islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 30-7-2018. بتصرّف.
  3. ↑ "ما هي علامات الساعة الصغرى التي لم تقع إلى الآن "، islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 30-7-2018. بتصرّف.
  4. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2894، صحيح.
  5. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 157، صحيح.
  6. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 7117، صحيح.
  7. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2911، صحيح.
  8. ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم: 7275، صحيح.
  9. ↑ "ترتيب علامات الساعة الكبرى"، fatwa.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 30-7-2018. بتصرّف.