سر حليب الأم

سر حليب الأم
(اخر تعديل 2023-08-06 01:31:13 )

الرّضاعة الطبيعيّة

تُعدّ الرضاعة الطبيعية ذات فوائد عديدة ومتنوعة، لذلك تنصح معظم منظّمات الصحة بإرضاع الطفل رضاعةً طبيعيةً مطلقةً طيلة الستة أشهر الأولى من عمره، أيّ إعطائه حليب الأم دون إدخال الحليب الصناعي أو الماء أو العصير، ثمّ متابعة الرضاعة الطبيعية بالإضافة إلى إدخال الأطعمة الأخرى من مثل: الخضار، والفواكه، والحبوب، والبروتينات حتى عمر السنة على الأقلّ.[1] وعلى الرغم من فوائد الرضاعة الطبيعية العظيمة بالنسبة للأم وللطفل فإنّ نسبة انتشارها تصل إلى 30% فقط في بعض المجتمعات، ويعود ذلك إلى عدم قدرة الأم على الإرضاع، أو لمجرد اختيارها لذلك.[2]

سر حليب الأم

فوائد الرضاعة الطبيعية للطفل

تتعدد فوائد الرضاعة الطبيعية بالنسبة للطفل، ويُمكن بيان بعضها على سبيل المثال لا الحصر على النحو الآتي:[2]

  • يمنح الغذاء المثالي للطفل: يمنح حليب الأم الطفل احتياجاته الغذائية الكاملة في الستة أشهر الأولى من عمره، حتى أنّ محتوياته تتغيّر حسب حاجة الطفل خاصّةً في الشهر الأول؛ فبعد ولادة الطفل يُنتج الثدي الحليب الكثيف الأصفر، والذي يُسمّى حليب اللبأ (بالإنجليزية: Colostrum)، والذي يحتوي على نسبةٍ عاليةٍ من البروتين ونسبةٍ أقل من السكر بالإضافة إلى العديد من العناصر الغذائية المهمّة، وهو الغذاء المثالي للطفل حديث الولادة حيث يُساعد جهازه الهضمي على إكمال نموّه، وبعد الأيام القليلة الأولى يبدأ الثدي بإنتاج كمياتٍ أكبر من الحليب. ومن الجدير بالذكر أنّ العنصر الوحيد الذي من الممكن أن لا يوفّره حليب الأم هو فيتامين د، لذلك يُنصح بتعويض الطفل عن طريق قطرات من مكملات فيتامين د ابتداءً من عمر أسبوعين تقريباً.
  • يحتوي على أجسام مضادّة: تُساعد الأجسام المضادة الموجودة في حليب الأم الطفل على مقاومة الفيروسات والبكتيريا، حيث إنّ تعرّض الأم لهذه المايكروبات يؤدي إلى تكوين أجسامٍ مضادّةٍ في جسمها تنتقل عبر الحليب إلى الطفل، ولهذا السبب فإنّ الدراسات تُشير إلى أنّ الأطفال الذين يعتمدون على الحليب الصّناعي يُعدّون أكثر عُرضة للإصابة بالمشاكل الصحية من مثل: الالتهابات والإسهال.
  • يقلل من احتمالية الإصابة بالعديد من الأمراض: ومن هذه الأمراض التهاب الأذن الوسطى، والتهاب الأمعاء، وأمراض الحساسية، ومرض السكري، والعديد من الأمراض الأخرى.
  • يُساعد على زيادة وزن الطفل بالنسبة الطبيعية: وبذلك تكون نسبة السمنة في الأطفال الذين يعتمدون على الرضاعة الطبيعية أقل مقارنةً بالأطفال الذين يعتمدون على الحليب الصناعي.
  • يُساعد على نمو الدماغ نمواً صحيحاً: حيث تُشير الدراسات إلى أنّ الأطفال الذين يعتمدون على الرضاعة الطبيعية يحققون درجات ذكاءٍ أعلى، وتكون نسبة معاناتهم من المشاكل السلوكيّة والتّعليمية مستقبلاً أقلّ مقارنةً بأولئك الذين يعتمدون على الحليب الصناعي.

فوائد الرضاعة الطبيعيّة للأم

توفّر الرضاعة الطبيعية المال والجهد، حيث إنّ حليب الأم جاهز ولا يحتاج إعداده إلى الجهد والوقت، كما أنّه وبلا شك يُوفّر المال، وبالإضافة إلى ذلك فإنّ الرضاعة الطبيعية تعود على الأم بالعديد من الفوائد، منها:[3][2]

  • تُساعد الأم على خسارة الوزن الزائد: حيث يستهلك إنتاج حليب الأم حوالي 300-500 كالوري يومياً، ممّا يساعد الأم المرضع على خسارة وزنها الزائد الذي اكتسبته خلال الحمل بطريقة أسرع، وتجدر الإشارة إلى أنّ حرق الدهون في جسم الأم المرضع يزداد بعد الأشهر الثلاثة الأولى من الولادة.
  • تُحفّز عودة الرحم إلى حجمه الطبيعي: حيث يعمل هرمون الأوكسيتوسين (بالإنجليزية: Oxytocin) الذي يزداد إفرازه عند الأم المرضع على تحفيز تقلّصات الرحم، وبالتالي عودته إلى حجمه الطبيعي وتقليل النزف الحاصل بعد الولادة.
  • تُقلل احتمالية إصابة الأم باكتئاب ما بعد الولادة: حيث يُساعد هرمون الأوكسيتوسين الأم على الاسترخاء، ويُقوّي الرابطة بين الأم والطفل، ممّا يقلل من احتمالية إصابتها بالاكتئاب. ومن الجدير بالذكر أنّ حوالي 15% من الأمهات يُصبن باكتئاب ما بعد الولادة.
  • تُقلل احتمالية إصابة الأم ببعض الأمراض: ومن هذه الأمراض: سرطان الثدي، وسرطان الرحم، والعديد من الأمراض الأخرى.

صعوبات تواجه الأم المرضع

قد تُواجه الأمّ المرضع بعض الصعوبات والتحديات أثناء فترة الرضاعة الطبيعية، وفيما يأتي نُجمل أبرز هذه التحديات:[1]

  • آلام وتشققات الحلمات: من الممكن أن تعاني الأم المرضع من آلام في الحلمات خلال الأسابيع الأولى من الرضاعة، وتُنصح الأم بالتأكد من أنّ طفلها يرضع بالشكل الصحيح من ثدييها، كما ويُنصح بالإرضاع من الجهة الأولى بشكلٍ كاملٍ قبل الانتقال إلى الجهة الأخرى؛ تجنباً لبقاء الحليب في الثدي وانتفاخه وحدوث الألم. ومن الجدير بالذكر أنّ استخدام الصابون، والكريمات المعطرة، وتلك التي تحتوي على الكحول يعمل على زيادة جفاف الحلمات لذا يُنصح بضرورة تجنبها.
  • القلق من عدم القدرة على إنتاج كمياتٍ كافيةٍ من الحليب: تعتقد بعض الأمهات أنّ الثدي الصغير لا يُمكن أن يُنتج كمياتٍ كافيةٍ من الحليب، وهذا اعتقادٌ خاطئ؛ إذ لا علاقة لحجم الثدي بالقدرة على إنتاج الحليب. وعلى الأم الاهتمام بتغذيتها الصحية، وراحتها الجسدية، وشرب كميات كافية من السوائل من أجل مواصلة الرضاعة الطبيعية بفعالية.
  • مخاوف من شفط الحليب وتخزينه: تُنصح بعض الأمهات خاصةً العاملات منهنّ ببدء تدريب أطفالهنّ من وقت مبكّر على الاعتياد على زجاجة الرضاعة؛ إذ إنّهنّ قد يحتجن إلى شفط الحليب وتخزينه لتزويد الطفل به وقت الغياب في العمل، وفي الحقيقة يبقى الحليب صالحاً للاستخدام خلال يومين من وضعه في الثلاجة، ولمدة ستة أشهر من تفريزه. وتجدر الإشارة إلى أنّ استخدام المايكرويف لتسخين حليب الأم يؤثر سلباً في فوائده المناعيّة؛ ولهذا يُنصح بتجنب ذلك.
  • التهاب الثدي: (بالإنجليزية: Mastitis) يحدث التهاب الثدي نتيجةً لدخول البكتيريا إليه عن طريق التشققات في الحلمات، ومن أعراض هذا الالتهاب: الشعور بألم في منطقة محددة من الثدي، وارتفاع درجة حرارة الجسم، والإعياء العام. وفي العادة يصف الطبيب المضاد الحيوي المناسب لعلاج هذا الالتهاب. ومن الجدير بالذكر أنّ الأم في معظم الحالات تستطيع مواصلة إرضاع طفلها مع أخذها للمضاد الحيوي.

المراجع

  1. ^ أ ب "Breastfeeding Overview", www.webmd.com, Retrieved 8-2-2019. Edited.
  2. ^ أ ب ت Adda Bjarnadottir, "11 Benefits of Breastfeeding for Both Mom and Baby"، www.healthline.com, Retrieved 8-2-2019. Edited.
  3. ↑ "The Benefits of Breastfeeding", www.parents.com, Retrieved 8-2-2019. Edited.