-

فضل قيام شهر رمضان

فضل قيام شهر رمضان
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

قيام الليل

هو قضاء الليل أو قسم منه بالطاعة والعبادة، من صلاة وذكر ودعاء وتلاوة القرآن، ويعتبر قيام الليل من أعظم العبادات عند الله تعالى، قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ * تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ) [سورة السجدة، 15-16].

فضل قيام شهر رمضان

يتضاعف ثواب الأعمال في شهر رمضان، وذلك لأهمّية الشهر العظيم واحتوائه على ليلة القدر، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه) [صحيح النسائي]، ويعتبر قيام الليل من النوافل التي لها فضل عظيم، حيث يُضيف الحُسن والنور إلى الوجه، كما تُغفر فيه الذنوب، ويجلب الرزق من الأموال والبنين، كما يعتبر سبباً لإجابة الدعاء، وقبول الأعمال، ويُكتب القائم عند الله من الذاكرين.

وقت القيام

يمتد وقت القيام من بعد صلاة العشاء إلى ما قبل صلاة الفجر، وأفضل أوقاته الثلث الأخير من الليل، حيث ينزل الله في هذا الوقت إلى السماء ليغفر الذنوب، فعن أبي هريرة رضي الله عنه: أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم قال: (ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثُلُثُ اللَّيْلِ الْآخِرُ يَقُولُ: مَفنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ) [ضحيح البخاري].

الأسباب الميسرة لقيام الليل

  • عدم الإكثار من الأكل والشرب؛ وذلك لأنّ الإنسان الذي يكثر من الأكل والشرب يغلب عليه النوم، ممّا يُثقل عليه القيام.
  • عدم الانشغال بالنهار بما لا فائدة فيه، وعدم ترك القيلولة؛ فإنّها تساعد على القيام.
  • عدم ارتكاب المعاصي في النهار، فتتسبّب بحرمان القيام بالليل.

قيام الليل عند الصحابة

كان الصحابة يعظّمون قيام الليل، فمنهم من كان يقيم الليل كله، ومنهم من كان يصلّي الصبح بوضوء العشاء، ومنهم من كان يقيم نصف الليل أو ثُلُثه، فكان الفاروق عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- يحيي الليل، ويُوقظ أهله ويقول : (وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها) [سورة طه، 132]، وفي ليلة من الليالي التي أقامها سقط مغشيّاً عليه؛ بسبب قراءته هذه الآية: (إن عذاب ربك لواقع * ما له من دافع) [سورة الطور، 7-8]، فكان من خشيته لله يمتلك تحت عينيه خطّين أسودين من الدموع.

وكان أبو هريرة -رضي الله عنه- يتّصف بأنّه صوّام قوّام، ولا تمرّ عليه ساعة واحدة في بيته دون وجود قائم يصلّي، فكان يتناوب قيام الليل بينه وبين زوجته وخادمه، فيصلّي هو جزءاً من الليل، وتصلّي زوجته جزءاً، ويصلّي خادمه جزءاً، والصحّابي أنس بن مالك -رضي الله عنه -كان يطيل القيام حتّى تتورّم قدماه، كما كان يقسم الليل إلى ثلاثة أجزاء، فكان يصلّي هو الجزء الأول، ثمّ يوقظ زوجته لتصلّي الجزء الثاني، ثمّ تقوم زوجته بإيقاظ ابنتها لتصلّي الجزء الثالث، وعندما توفّيت زوجته، قام بتقسيم الليل بينه وبين ابنته، فكان يصلّي نصف الليل وتصلّي ابنته النصف الثاني، وبعد وفاته أصبحت ابنته تصلّي الليل كله.