علاج الصدفية

علاج الصدفية
(اخر تعديل 2024-03-31 23:06:01 )

الصدفية

يمكن تعريف الصدفية (بالإنجليزية: Psoriasis) على أنّها أحد الأمراض الشائعة المزمنة التي تُصنّف من أمراض المناعة الذاتية (بالإنجليزية: Autoimmune Diseases)، ويمكن تفصيل ذلك أكثر ببيان أنّ الجهاز المناعيّ في الجسم يتسبّب بإنتاج خلايا جلدية بشكلٍ سريع للغاية، وفي الحقيقة قُدّرت نسبة المصابين بالصدفية في العالم بما يُقارب 3% من مجموع سكان العالم، من بينهم 7.5 مليوناً يسكنون الولايات المتحدة الأمريكية، ومن الجدير بالذكر أنّ هذا المرض يتمثل بظهور بقع حمراء على شكل قشور أو حراشف على جلد المصاب، وتختفي هذه البقع فترة من الزمن، ثم تعود وتظهر مرة أخرى، ويُصيب داء الصدفية الرجال والنساء على حدٍ سواء، وعلى الرغم من احتمالية معاناة أيّ شخص من الصدفية إلا أنّه غالباً ما يصيب الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم ما بين 15 و35 عاماً، وكذلك ما بين 50 و60 عاماً، ولا يتجاوز الأشخاص الذين أصيبوا بالصدفية قبل العاشرة من عمرهم نسبة 15%.[1]

علاج الصدفية

يهدف علاج الصدفية إلى السيطرة على الالتهاب والتخلص من القشور الجلدية، ومعالجة الأعراض عامةً، ويمكن تصنيف العلاج في ثلاث فئات رئيسية كما سيتم بيانه. وعلى الرغم من أنّ العلاج غالباً ما يعتمد على نوع الصدفية وشدتها، إلا أنّه في الغالب ما يتم البدء بالعلاجات البسيطة ثم يتقدم العلاج بتقدم المرض للسيطرة عليه.[2]

العلاجات الموضعية

يمكن الاكتفاء بالعلاجات الموضعية في الحالات البسيطة ومتوسطة الشدة، ولكن في الحالات الشديدة لا بُدّ من إعطائها مع بعض الأدوية الأخرى بحسب ما يراه الطبيب مناسباً، وفيما يأتي بيان أهم العلاجات الموضعية المستخدمة في علاج الصدفية:[2]

  • الكورتيكوستيرويدات الموضعية: (بالإنجليزية: Topical corticosteroids)، وهي أكثر الأدوية استعمالاً في الحالات البسيطة من الصدفية، لما لها من دورٍ في إيقاف الالتهاب ومنع الحكة، ولكن قد يقل تأثيرها في حال استخدامها لفترة طويلة، لهذا قد يصرفها الطبيب مع بعض الأدوية الأخرى للمحافظة على فعاليتها لأطول فترة زمنية ممكنة.
  • نظائر فيتامين د: (بالإنجليزية: Vitamin D analogues)، مثل كالسيتريول (بالإنجليزية: Calcitriol) وكالسيبوتريول (بالإنجليزية: Calcipotriene)، ويهدف استخدام هذه النظائر لإبطاء نموّ الجلد.
  • دواء أنثرالين: (بالإنجليزية: Anthralin)، ويقوم كذلك بإبطاء نمو الجلد، بالإضافة إلى دوره في إزالة القشور، ولكن قد يتسبب هذا الدواء بصبغ كل شيء يُلامسه، وعليه يجب وضعه لفترة قصير فقط ثم غسله بشكل جيد.
  • الرتينوئيدات الموضعية: (بالإنجليزية: Topical Retinoids)، وهي من مشتقات فيتامين أ، وتعمل على تقليل عملية الالتهاب والسيطرة عليها، ومن الجدير بالذكر أنّها تتسبّب بحساسية الجلد للضوء، وعليه يجب على المستخدم استعمال واقي الشمس في حال تطبيقها، بالإضافة إلى أنّ هذه الأدوية لا يُنصح بها في حالات الحمل والرضاعة لما قد تُسبّبه من تشوهات في الجنين.
  • قطران الفحم: (بالإنجليزية: Coal tar)، وهو مشتق من الفحم، ويساعد على تقليل الالتهاب، وتكون القشور، ويسيطر على الحكة، ولا يُنصح به في حالات الحمل والرضاعة، ويجدر التنبيه إلى أنّ الجرعات القليلة منه تُباع دون وصفة طبية، بينما تتطلب الجرعات العالية وصفات طبية.
  • حمض الساليسيليك: (بالإنجليزية: Salicylic acid)، ويساعد على السيطرة على القشور وإزالتها.
  • مثبطات الكالسينورين: (Calcineurin inhibitors)، ومنها دواء تاكروليموس (بالإنجليزية: Tacrolimus)، ويهدف استخدامها إلى السيطرة على الالتهاب، ولكن يجدر التنبيه إلى أنّ هذه الأدوية لا يصحُّ استخدامها بشكل مستمر أو لفترة طويلة من الزمن لاحتمالية تسبّبها بسرطان الجلد أو اللمفوما.
  • المُرطّبات: (بالإنجليزية: Moisturizers)، لا تُساعد المرطبات على علاج الصدفية، ولكنّها تقلل انزعاج المصاب من الحكة والجفاف.

العلاجات الضوئية

تتمثل العلاجات الضوئية (بالإنجليزية: Light Therapy) بتعريض الجسم لكميات محدودة من الضوء الطبيعيّ أو الصناعيّ، ومن الأمثلة على ذلك العلاج بالأشعة فوق البنفسجية (بالإنجليزية: UVB phototherapy)، والشمس، وليزر إكسيمر (بالإنجليزية: Excimer laser).[2]

العلاجات المنزلية

يهدف استخدام العلاجات المنزلية إلى تحسين مظهر المصاب والحدّ من تلف الجلد، ومنها ما يأتي:[2]

  • الاستحمام بشكلٍ يوميّ، مع الحرص على تجنب الماء الحارّ والصابون القاسي.
  • تعريض الجسم لضوء الشمس، ولكن بكميات قليلة ولفترة زمنية محدودة مع الحرص على وضع واقي الشمس على الأماكن المتأثرة بالصدفية.
  • تجنب التعرّض لمُحفّزات الصدفية مثل التدخين، والتوتر، والعدوى، وجروح الجلد، وغيرها.
  • الامتناع عن تناول الكحول.

العلاجات الأخرى

يُلجأ للعلاجات الجهازية (بالإنجليزية: Systemic Therapy) في الحالات الشديدة من المرض أو تلك التي لم يتسجب فيها المصاب للعلاجات الأخرى، وتتمثل هذه العلاجات بإعطاء أدوية عن طريق الفم أو الحقن، ويجدر التنبيه إلى أنّ استعمالها يجب أن يكون لفترة قصيرة فحسب، لما قد تُسبّبه من آثار جانبية وخيمة، ومن هذه العلاجات ما يأتي:[2]

  • الرتينوئيدات: (بالإنجليزية: Retinoids)، وهي مشتقة من فيتامين أ مثل الرتينوئيدات الموضعية، ولكن يجدر التنبيه إلى عدم جواز الحمل لثلاث سنوات لما يمكن أن تُسبّبه هذه الأدوية من مشاكل في الجنين.
  • ميثوتريكسات: (بالإنجليزية: Methotrexate)، ويقوم بشكلٍ أساسيّ على تثبيط الالتهاب وتقليل إنتاج خلايا جديدة، ويُعطى هذا الدواء عن طريق الفم.
  • السيكلوسبورين: (بلإنجليزية: Cyclosporin)، ويُشبه دواء ميثوتريكسات في فعاليته، ولكنّه لا يُؤخذ إلا لفترة قصيرة.
  • الأدوية الحيوية: (بالإنجليزية: Biologics)، وتُعطى هذه الأدوية عن طريق الحقن، ومن الأمثلة عليها دواء إيتانرسبت (بالإنجليزية: Etanercept)، وإنفليكسيماب (بالإنجليزية: Infliximab)، وأداليموماب (بالإنجليزية: Adalimumab).

أسباب الإصابة بالصدفية

في الحقيقة لا يعلم الأطباء السبب الحقيقيّ وراء المعاناة من الصدفية، ولكن هناك بعض العوامل التي يُعتقد أنّ لها دور قويّ في الإصابة بهذا الداء، ويمكن بيانها فيما يأتي:[3]

  • العوامل الوراثية: يُعتقد أنّ هناك بعض الجينات التي تُورّث من الآباء إلى أبنائهم فتجعلهم أكثر عُرضة للمعاناة من الصدفية، ولكن في الحقيقة لم تتجاوز نسبة الأشخاص المصابين بالصدفية ولديهم هذه الجينات 2-3% من مجموع المصابين، وعليه يمكن القول إنّ الجينات تزيد خطر الإصابة بالصدفية ولا تؤكّد ذلك.
  • الجهاز المناعيّ: في الوضع الطبيعيّ تقوم خلايا الدم البيضاء (بالإنجليزية: White Blood Cells) كجزء من جهاز المناعة في الإنسان بمحاربة الأجسام الغربية بما فيها البكتيريا للقضاء عليها ومنع الإصابة بالعدوى، وفي حال المعاناة من الصدفية تكون هذه الخلايا قد هاجمت الجلد فسبّبت اضطرابات فيه كما أسلفنا.

المراجع

  1. ↑ "Everything you need to know about psoriasis", www.medicalnewstoday.com, Retrieved April 6, 2018. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج "Psoriasis", www.mayoclinic.org, Retrieved April 6, 2018. Edited.
  3. ↑ "Everything You Need to Know About Psoriasis", www.healthline.com, Retrieved April 6, 2018. Edited.