أنواع قسطرة البول

أنواع قسطرة البول
(اخر تعديل 2024-03-26 10:33:01 )

قسطرة البول

يمكن تعريف القسطرة البوليّة (بالإنجليزية: Urinary catheter) كأحد المعدّات الطبيّة المستخدمة لتسهيل خروج البول من الجسم، والسيطرة على عمليّة التبوّل، وذلك من خلال إدخال أنبوب خاص عبر الإحليل وصولاً إلى المثانة ليعمل على نقل البول من المثانة إلى خارج الجسم، وتوجد عدّة أنواع وأحجام مختلفة من القسطرة البوليّة، يتمّ اختيار النوع المناسب منها ومدّة استخدامها من قِبَل الطبيب بحسب حالة المصاب، وتتعدّد الحالات والمشاكل الصحيّة التي قد تستدعي استخدام قسطرة البول، ومنها ما يأتي:[1][2]

  • السلس البوليّ: والمعروف بالتبوّل اللاإراديّ (بالإنجليزية: Urinary incontinence) والمتمثّل بفقدان السيطرة على التحكّم بعمليّة التبوّل، أو المعاناة من التسريب البوليّ.
  • إجراء عمل جراحيّ: قد تحتاج بعض العمليّات الجراحيّة في الجهاز البوليّ أو المناطق المحيطة استخدام القسطرة البوليّة مثل العمليّات التي قد يتمّ إجراؤها في غدة البروستات، أو في الأعضاء التناسليّة.
  • احتباس البول: (بالإنجليزية: Urinary retention) والمتمثل بعدم القدرة على إفراغ المثانة بشكلٍ طبيعيّ.
  • المشاكل الصحيّة الأخرى: مثل المعاناة من الشلل (بالإنجليزية: Paralysis)، والتصلّب اللويحيّ (بالإنجليزية: Multiple sclerosis)، والخَرَف (بالإنجليزية: Dementia)، وإصابات العمود الفقريّ.

أنواع قسطرة البول

توجد عدّة أنواع مختلفة من قسطرة البول، وفي ما يلي بيان لبعض منها:

القسطرة المتقطعة

تُعدّ القسطرة المتقطّعة (بالإنجليزية: Intermittent catheters) أكثر أنواع القسطرة البوليّة المُوصى بها، وهي عبارة عن أنبوب رفيع ومرن، يتمّ إدخاله مؤقّتاً عبر الإحليل وصولاً للمثانة للعمل على تفريغ البول، وعند الانتهاء من تفريغ البول يتمّ إزالة القسطرة والتخلّص منها، وتُكرَّر العملية عدّة مرات في اليوم باستخدام قسطرة جديدة في كلّ مرّة، وفي الغالب يتمّ استخدام هذا النوع من القسطرة من قِبَل الشخص المصاب بعد تعلّم الكيفيّة الصحيحة لاستخدامه، وتجدر الإشارة إلى أنّه في الغالب يوضع على القسطرة مادة مزلّقة لتسهيل دخولها عبر الإحليل وتقليل أي شعور بعدم الرّاحة، كما يمكن تفريغ البول ضمن عبوة مخصّصة أو داخل المرحاض بشكلٍ مباشر.[3][4]

تُعدّ القسطرة المتقطّعة أحد أنواع القسطرة الفعّالة التي تساعد على تفريغ البول والسيطرة على عمليّة تفريغ البول في حال المعاناة من أحد المشاكل الصحيّة التي تؤثر في هذه العمليّة، كما أنّها تساعد على تحسّن حالة السلس البوليّ عند بعض الأشخاص المصابين، وتجعل من الإصابة بأحد أنواع عدوى المسالك البوليّة (بالإنجليزية: Urinary tract infection) الناجمة عن احتباس البول في المثانة أقلّ، وتحسين الحياة اليوميّة للشخص المصاب، كما تجدر الإشارة إلى سهولة استخدام القسطرة المتقطّعة، ففي معظم الحالات يكون الشخص قادراً على وضع القسطرة دون الحاجة للمساعدة، أمّا في حال المعاناة من أحد المشاكل الصحيّة التي تؤثر في قدرة الشخص الجسديّة فقد يحتاج إلى مساعدة شخص آخر لاستخدام القسطرة المتقطّعة،[5] وتوجد عدّة أنواع مختلفة من القسطرة المتقطّعة نبيّن منها ما يأتي:[6]

  • القسطرة المتقطّعة غير المغلّفة: تُعدّ القسطرة المتقطّعة غير المغلّفة (بالإنجليزية: Non-coated Intermittent Catheter) أكثر أنواع القسطرة المتقطّعة شيوعاً، ولا يحتوي هذا النوع من القسطرة على مزلّق لذلك يجب تطبيق جل مزلّق خارجيّ على القسطرة قبل الاستخدام، وبسبب مرونة المطّاط المستخدم في تصنيع هذا النوع من القسطرة قد يواجه بعض الأشخاص صعوبة في استخدامه، ويجدر بالذكر أنّ القسطرة المتقطعة غير المغلفة والمصنعة من اللاتكس قد لا تناسب الأشخاص الذين يعانون من أحد أنواع حساسية اللاتكس (بالإنجليزية: Latex allergy).
  • القسطرة المتقطّعة المغلّفة: يساعد استخدام القسطرة المتقطّعة المغلّفة (بالإنجليزية: Coated Intermittent Catheter) على تسهيل عمليّة إدخال القسطرة عبر الإحليل، والتقليل من فرصة حدوث إصابة في الإحليل، بالإضافة إلى تقليل خطر حدوث عدوى في المسالك البوليّة نتيجة استخدام القسطرة، ويوجد نوعين من القسطرة المتقطّعة المغلّفة نبيّنهما في ما يأتي:
  • القسطرة المغلّفة بغلاف محب للماء: (بالإنجليزية: Hydrophilic Coated Catheter) يحتوي هذا النوع من القسطرة على غلاف من البوليمر (بالإنجليزية: Polymer) يحيط بسطح القسطرة ويعمل على تسهيل دخولها والوقاية من حدوث ضرر في الإحليل من خلال الحدّ من الاحتكاك بين سطح القسطرة وباطن الإحليل بنسبة كبيرة.
  • القسطرة ذات النظام المغلق: (بالإنجليزية: Closed Systems Catheter) يحتوي هذا النوع من القسطرة على جل مزلّق ذي طبع مائيّ وبعض العناصر المضادّة للبكتيريا، كما يحتوي على عبوة خاصة لجمع البول بعد خروجه من المثانة.

القسطرة الخارجية

يتمّ استخدام القسطرة الخارجيّة (بالإنجليزية: External catheters) للرجال الذين لا يعانون من انسداد المسالك البولية أو احتباس البول ولكن يعانون من سلس البول أو من اضطراب وظيفيّ أو عقليّ شديد مثل الإصابة بالخَرَف، ويعتمد مبدأ القسطرة الخارجيّة على استخدام جهاز يُشبه الواقي الذكريّ (بالإنجليزية: Condom) يحيط بكامل القضيب لدى الرجل ويعمل على جمع البول ومنع تسرّبه للخارج، ويكون هذا الواقي موصولاً بأنبوب يعمل على نقل البول وتفريغه ضمن عبوة خاصة لجمع البول، وغالباً ما يتمّ تبديل هذا النوع من القسطرة يوميّاً، إلّا أنّ بعض الأنواع قد يتمّ استبدالها كل عدّة أيّام.[4][7]

تتميّز القسطرة الخارجيّة بتوفيرها راحة أكبر للشخص المصاب بسبب عدم الحاجة لإدخال أنبوب عبر الإحليل، ويكون خطر حدوث عدوى في المسالك البوليّة أقل، وفي حال استخدام أحد الأنواع التي لا تحتاج إلى استبدال يوميّ فإنّ خطر حدوث تهيّج في الجلد ينخفض لدى الشخص المصاب أيضاً في المنطقة المحيطة بالقسطرة، وتجدر الإشارة إلى أنّ القسطرة الخارجيّة يتمّ استخدامها من قِبَل الرجال فقط في الغالب، إلّا أنّه تتوفر بعض الأنواع التي قد يتمّ استخدامها في حالات نادرة في المراكز الصحيّة للنساء بسبب عدم كفاءة هذا النوع من القسطرة في جمع البول بشكلٍ فعّال لدى النساء، وبسبب ارتفاع خطر حدوث تهيّج وضرر في الجلد والغشاء المخاطيّ المهبليّ (بالإنجليزية: Vaginal mucosa).[4][7]

القسطرة المستقرة

يتشابه مبدأ القسطرة المستقرة (بالإنجليزية: Indwelling catheters) مع مبدأ القسطرة المتقطّعة إلّا أنّه في حالة القسطرة المستقرة يتمّ توصيل أنبوب إلى المثانة ويُترَك لعدّة أيّام أو أسابيع دون تغيير، حيثُ يحتوي أنبوب القسطرة على بالون مفرّغ يقوم الطبيب بملئه بالماء المعقّم لينتفخ ويمنع خروج الأنبوب، ويكون هذا الأنبوب مربوطاً بعبوة أو كيس للتفريغ في الغالب، والذي قد يتمّ ربطه في المنطقة الداخليّة للفخذ أو تثبيته في موضع أقل مستوى من المثانة، ويجب تفريغه قبل امتلائه عدّة مرات يومياً كل ما يقارب 2-4 ساعات، ويحتاج الشخص إلى تبديل كيس أو عبوة التفريغ مرتين يوميّاً، واستخدام كيس تفريغ أكبر حجماً في الليل أثناء النوم، وتجدر الإشارة إلى وجود نوع آخر من القسطرة المستقرة يكون فيه الأنبوب مزوداً بصمّام يتمّ إغلاقه للسماح للبول بالتجمّع ضمن المثانة، ثمّ يتمّ فتح الصمّام كل فترة لتفريغ البول في المرحاض،[4] ويوجد نوعين من القسطرة المستقرّة نبيّنهما في ما يأتي:[8][9]

  • قسطرة فولي: (بالإنجليزية: Foley catheter) يقوم الطبيب في هذا النوع من القسطرة بإدخال أنبوب مُعقَّم إلى المثانة عبوراً بالإحليل لتفريغ البول، حيثُ يقوم الطبيب بتعقيم منطقة الأعضاء الجنسيّة قبل إدخال القسطرة، ووضع جل أو مادّة هلاميّة مزلّقة لتسهيل عبور الأنبوب خلال الإحليل، كما قد يطلب الطبيب من الشخص الدفع، أو أخذ نَفَس عميق أثناء إدخال الأنبوب لتسهيل عبوره، وبعد وصول الأنبوب إلى المثانة يتمّ تثبيته من خلال نفخ بالون في مقدّمة الأنبوب لمنع خروجه، وربط الأنبوب بعبوة خاصة للتفريغ في نهايته.
  • قسطرة فوق العانة: يتمّ اللجوء إلى استخدام قسطرة فوق العانة (بالإنجليزية: Suprapubic catheter) في بعض الحالات التي لا يمكن فيها استخدام القسطرة التي تمرّ عبر الإحليل، حيثُ يقوم الطبيب بعمل ثقب أسفل السرة وفوق عظم العانة، ليتمّ توصيل أنبوب القسطرة بشكلٍ مباشر إلى المثانة دون العبور من خلال الإحليل، ويتمّ استخدام هذا النوع من القسطرة تحديداً دون غيره لعدّة أسباب مثل المعاناة من ضرر أو حساسيّة في الإحليل، أو من أجل خفض خطر الإصابة بالعدوى، أو بسبب إجراء عمل جراحيّ سابق في أحد أجزاء الجهاز البوليّ.

اختيار نوع القسطرة المناسب

يعتمد قرار الطبيب لاختيار النوع المناسب من القسطرة على عدّة عوامل مختلفة مثل حالة الشخص المصاب الصحيّة، ومدّة استخدام القسطرة، والنوع المناسب لنمط حياة الشخص المصاب، وفي ما يلي بيان لبعض الاعتبارات التي يتمّ الرجوع إليها لتحديد النوع المناسب من القسطرة:[10]

  • المواد الداخلة في تصنيع القسطرة: حيثُ يتمّ تحديد المواد المناسبة بناءً على مدّة استخدام القسطرة، ومن هذه المواد السليكون (بالإنجليزية: Silicone)، والتيفلون (بالإنجليزية: Teflon)، واللاتِكس (بالإنجليزية: Latex).
  • التجويف الداخليّ للقسطرة: حيثُ يُفضّل استخدام أقل حجم ممكن من التجويف الداخليّ لتصريف البول بكفاءة.
  • تصميم القسطرة: مثل الطول، والشكل، والخصائص، والسطح الخارجيّ للقسطرة، ويعتمد تحديد التصميم المناسب على عدد من العوامل أيضاً مثل مكان وضع عبوة تفريغ البول، وعدد مرات القدرة على تفريغ العبوة، وقدرة الشخص على المشي.
  • القدرة على تثبيت القسطرة: لما للقدرة على تثبيت القسطرة وحمايتها من أهميّة في منع حدوث تهيّج وضرر في الحالب ومكان دخول الأنبوب، وراحة الشخص المصاب.
  • نمط حياة الشخص: يجب مراعاة نمط حياة الشخص عند اختيار نوع القسطرة المناسب، ومراعاة خصوصيّة الشخص وعدم ظهور القسطرة، وسهولة حملها.

التعايش مع قسطرة البول

قد يواجه بعض الأشخاص صعوبة في التأقلم مع استخدام قسطرة البول خصوصاً في حال الحاجة لاستخدامها لفترة طويلة، كما قد يجد البعض صعوبة في ممارسة العلاقة الجنسيّة، ولكن يمكن للعديد من الأشخاص ممارسة العلاقة الجنسيّة بشكلٍ طبيعيّ من خلال إزالة القسطرة القابلة للإزالة بشكلٍ مؤقت، واستخدام الواقي الذكريّ، ويُنصح بإفراغ الكيس أو العبوة التي تعمل على تجميع البول بشكلٍ دوريّ وتجنّب امتلائها بشكلٍ كامل، والعمل على تنظيف العبوة بمزيج من الماء والخل.[4][5]

الوقاية من العدوى

تُشكّل عدوى المسالك البوليّة الناجمة عن استخدام القسطرة (بالإنجليزية: Catheter-associated UTI) ما يقارب 75% من حالات عدوى المسالك البوليّة المكتسبة في المستشفى، ويوجد عدد من النصائح التي تساعد على الوقاية من العدوى الناجمة عن استخدام القسطرة، نبيّن بعضاً منها في ما يأتي:[4][11]

  • الحرص على غسل اليدين جيداً بالماء الدافئ والصابون قبل لمس أحد معدّات القسطرة.
  • غسل الجلد في منطقة دخول أنبوب القسطرة بالماء مع القليل من الصابون ما لا يقلّ عن مرتين في اليوم.
  • شرب كميّة كافية من الماء والسوائل.
  • الحرص على عدم ارتفاع كيس أو عبوة جمع البول عن مستوى المثانة للوقاية من حدوث الانسداد.
  • تجنّب الإصابة بالإمساك من خلال الحرص على تناول الألياف، والمحافظة على رطوبة الجسم.
  • التأكد من عدم وجود عُقد أو انثناءات تُعيق مجرى البول في القسطرة.

مراجعة الطبيب

قد تستدعي بعض الحالات أثناء استخدام قسطرة البول مراجعة الطبيب، ومنها ما يأتي:[11]

  • حدوث انسداد في القسطرة، أو تسرّب البول حول مخرج القسطرة.
  • المعاناة من تشنّجات قوية في المثانة.
  • ملاحظة خروج دم فاتح اللون مع البول.
  • تلطّخ البول بالدّماء أو ملاحظة خروج قطرات من الدم معه.
  • خروج أنبوب القسطرة في حال استخدام القسطرة المستقرة، أو عدم معرفة كيفيّة تركيب القسطرة في أنواع القسطرة الأخرى.
  • المعاناة من بعض الأعراض التي قد تدلّ على الإصابة بعدوى المسالك البوليّة مثل الحمّى، والقشعريرة، وألم أسفل البطن.

المراجع

  1. ↑ "Urinary catheters", medlineplus.gov, Retrieved 22-9-2019. Edited.
  2. ↑ "Urinary catheters", www.healthnavigator.org.nz, Retrieved 22-9-2019. Edited.
  3. ↑ "Urinary catheter", www.nhs.uk, Retrieved 22-9-2019. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث ج ح Charlotte Lillis, "Uses and types of urinary catheter"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 22-9-2019. Edited.
  5. ^ أ ب "The Benefits of Intermittent Catheterization", www.healthline.com, Retrieved 22-9-2019. Edited.
  6. ↑ "Intermittent Catheter Types", www.urotoday.com, Retrieved 22-9-2019. Edited.
  7. ^ أ ب Jacquelyn Cafasso, "Urinary Catheters"، www.healthline.com, Retrieved 22-9-2019. Edited.
  8. ↑ "Foley Catheter Placement and Care", www.drugs.com, Retrieved 22-9-2019. Edited.
  9. ↑ Tim Jewell, "Suprapubic Catheters"، www.healthline.com, Retrieved 22-9-2019. Edited.
  10. ↑ "Urinary catheterisation", www.betterhealth.vic.gov.au, Retrieved 22-9-2019. Edited.
  11. ^ أ ب "Urinary catheter", www.nhs.uk, Retrieved 22-9-2019. Edited.