ما فوائد الطحال في جسم الانسان

ما فوائد الطحال في جسم الانسان
(اخر تعديل 2023-08-06 01:31:13 )

الطحال

يُعرَّف الطّحال (بالإنجليزية: Spleen) بأنّه أحد الأجهزة الليمفاويّة الثانويّة الموجودة في الفقاريّات جميعها، ويُعدّ من كُبرى العقد الليمفاويّة، ويحدث فيه تحلّل جزيء الهيموغلوبين إلى الأحماض الأمينيّة المكوّنة منه، بالإضافة إلى استقطاب جزيء الهيم إلى البيليروبين، والذي تتمّ إزالته في الكبد.[1] يبلغ وزن الطّحال عند الولادة 11غرام،[2] ويكبر حجمه حتّى يصل لدى الشخص البالغ إلى 150-200 غرام، أمّا طوله فيتراوح بين 10-12سم لدى الشّخص البالغ.[3] مهمّة الطّحال بشكلٍ أساسيٍ هي ترشيح الدّم، واستبدال خلايا الدّم الحمراء القديمة التي قد تتسبّب بمشاكل صحيّةٍ لجسم الإنسان في حال بقائها.[4]

موقع الطّحال في جسم الإنسان

يقع الطّحال في التّجويف البطنيّ تحت الحجاب الحاجز مباشرةً، ويتراوح لونه ما بين اللّونين الأحمر والأسود المُزرق، وشكل سطحه البطنيّ محدّبٌ، أمّا سطح الحشويّة فيه فينقسم إلى قسمين، هما: الأماميّ باتّجاه المعدة؛ حيث إنّه موجّه إلى الأمام من النّاحية العلويّة الوُسطى قليلاً، وهو على اتّصالٍ مع الجدار الخلفيّ للمعدة، وذيل البنكرياس، والجزء الآخر هو الخلفيّ، ونظراً لوظيفته في تصفية الدّم فإنّ الشّرايين تتفرّع منه على شكل شجرةٍ، وتنتهي بنظام الأورِدة الجيبيّة (بالإنجليزية:Venous Sinusoidal System)، ويحوي في داخله على ممرّاتٍ من الأوعية الدّمويّة، والليمفاويّة.[4][5]

مهام الطحال

يتكوّن الطّحال من ثلاثة عناصر أساسيّةٍ، وهي: اللُّبّ الأحمر، واللُّبّ الأبيض، والمنطقة الهامشيّة، وتتلخّص فوائد كلٍّ من هذه العناصر لجسم الإنسان في الآتي:

  • اللُّب الأحمر (بالإنجليزيّة: Red Pulp): يتكوّن من شبكةٍ ثلاثيّةِ الأبعاد من الأوردة الجيبيّة، والحبال الطحاليّة المكوّنة من شبكةٍ من الألياف والخلايا الشبكيّة، والخلايا البلعميّة (بالإنجليزيّة: Macrophage)، وتكمن وظيفة اللّبّ الأحمر كالآتي:[4][6]
  • اللُّب الأبيض (بالإنجليزية: White Pulp): هي المنطقة النسيجيّة في الطّحال، وتتألّف من أنسجةٍ غذائيّةٍ، وأغمادٍ ليمفاويّةٍ (PALS- Periarteriolar Lymphoid Sheaths) تحيط الشّرايين الموجودة داخل الطّحال، بالإضافة إلى احتوائها على الخلايا الليمفاويّة التائيّة (بالإنجليزية: T-cells) التي تساعد على التعرّف على الجراثيم المُسبّبة للأمراض، مثل: البكتيريا، والفيروسات، ومن ثمّ مهاجمتها، كما يحتوي اللُّب الأبيض على الحويصلات الليمفاويّة الغنيّة بالخلايا الليمفاويّة البائيّة (بالإنجليزية: B-cells) الّتي تنتج الأجسام المُضادّة المساعدة على وقف العدوى، والمسامات الليمفاويّة التي تقع بين الخلايا الليمفاوية B والأغماد الليمفاويّة (PALS)؛ حيث يتمّ إنتاج الغلوبولين المناعيّ، وتكوين خلايا البلازما في هذه المنطقة.[4][5]
  • المنطقة الهامشيّة (بالإنجليزية: Marginal Zone): هي قريبةٌ من اللبّ الأحمر، وتحتوي على الخلايا المُقدِّمة للأجسام الغريبة (بالإنجليزيّة: Antigen Presenting Cells- APC’s).[7]
  • ترشيح الدّم وتصفيته، وإزالة خلايا الدّم الحمراء القديمة: حيث يمرّ الدّم في الجيوب الوريديّة؛ ليُجمَع في الوريد الطّحاليّ (بالإنجليزية: Vena Lienalis)، فتخلّص الخلايا الأكولة الموجودة فيه الدّم من الخلايا الحمراء الّتي تعدّى عمرها 120 يوماً؛ وذلك لانعدام قدرتها على حمل الأكسجين.
  • إعادة تدوير الحديد: إذ يلعب اللُّب الأحمر في الطّحال دوراً كبيراً في المحافظة على مخزون الحديد داخل الجسم.
  • تخزين الصّفائح الدمويّة: حيث يُخزّن اللُّب الأحمر في الطّحال ما يُقدَّر بثلث إمدادات الجسم من الصّفائح الدّمويّة التي تساعد على وقف النّزيف عند حدوث الجروح في الجسم، ويتمّ إطلاق الصّفائح الدّمويّة الموجودة فيه عند حدوث نزيفٍ حادٍّ في الجسم.
  • القيام بوظيفة نخاع العظم في الأجنّة: حيث ينتج اللبّ الأحمر خلايا دمٍ حمراء.

مشاكل الطّحال

يتعرّض الطّحال إلى العديد من المشاكل التي قد تؤثّر بشكلٍ فعليٍّ على وظائفه، ومن هذه المشاكل:[8]

  • تضخّم الطّحال (بالإنجليزية: Splenomegaly): وهو عبارةٌ عن زيادةٍ في حجم الطّحال، ليتراوح وزنه بين 400-500غرام، ويصبح طوله بين 11-20سم، ونتيجةً لتضَخّم الطّحال فإنّ عدد الصفائح الدّمويّة المنتشرة في جسم الإنسان ينخفض بشكلٍ كبيرٍ، وذلك بسبب ارتفاع عدد الصّفائح الّتي سيحويها الطّحال عند تضخّمه، ومن أسباب تضخّمه:[9][10]
  • تمزّق الطّحال (بالإنجليزية: Ruptured spleen): يحدث تمزّق الطّحال بسبب حدوث إصابةٍ للجسم، وقد يُسبِّب نزيفاً داخليّاً خطيراً يُهدّد الحياة، ومن المُمكن أن يحدث التمزّق بعد الإصابة مباشرةً، أو بعد الإصابة بأيّامٍ أو أسابيعَ.
  • الطّحال الزائد (بالإنجليزية: Accessory spleen): يمتلك حوالي 10% من الناس طحالاً صغيراً إضافيّاً، ولا تسبّب هذه الحالة أيّة مشاكل، بل تُعَدّ حالةً طبيعيّةً.
  • مرض فقر الدّم المنجليّ (بالإنجليزية: Sickle-cell anemia): حيث يكون شكل خلايا الدّم الحمراء غير طبيعيٍّ، ممّا يمنع تدفُّق الدّم عبر الأوعية، ويؤدّي إلى تلف الطّحال، لذا يحتاج الأشخاص المصابون بمرض فقر الدّم المنجليّ إلى أخذ مطاعيم خاصّةٍ؛ للوقاية من العديد من الأمراض.
  • تليّف الكبد.
  • التليّفات الكيسيّة داخل الطّحال؛ نتيجةً لحدوث خللٍ في الجينات.
  • إصابة الجِسم بمرضٍ فيروسيٍّ يُسبّب تضخّماً في الطّحال.
  • إصابة الجسم بالحمّى الغديّة الّتي يسبّبها الفيروس إبشتاين- بار (بالإنجليزية: Epstein-Barr).
  • الإصابة بحمّى التّيفوئيد.
  • مرض فقر الدّم الانحلاليّ (بالإنجليزية: Haemolytic anaemias)، مثل: مرض الثّلاسيميا.
  • إصابة الجسم بمرض سرطان الجهاز الليمفاويّ.
  • إصابة الجسم بسرطان الدّم (بالإنجليزية: Leukaemia)؛ حيث يُصبح نخاع العظم غير قادرٍ على إنتاج كريات الدّم الحمراء.
  • إصابة الجسم بمرض الملاريا.
  • تليّف نخاع العظم.
  • حدوث انسدادٍ في الوريد الطّحاليّ.

استئصال الطحال

يُعرَّف استئصال الطّحال (بالإنجليزية: Splenectomy) بأنّه عمليّةٌ جراحيّةٌ تُجرى بهدف إزالة الأجزاء التّالفة من الطّحال، أو إزالةِ الطّحال بأكمله؛ بسبب إصابة الجسم بمرضٍ يؤثّر على الطّحال، أو تلف الطّحال وتمزّقه؛ نتيجة إصابةٍ معيّنة، وعلى الرّغم من الوظائف المهمّة التي يؤدّيها الطّحال إلا أنّه ليس جزءاً ضروريّاً للبقاء على قيد الحياة؛ حيث يُمكن لبعض الأعضاء الأُخرى أن تقوم بالعديد من وظائف الطّحال، مثل: الكبد، ونخاع العظم.[6]

المراجع

  1. ↑ Chemistry, Elmhurst College Staff, "Hemoglobin Catabolism and Bilirubin"، Chemistry, Elmhurst College, Retrieved 2016-12-11. Edited.
  2. ↑ ابراهيم الضعيان (2005-11-26)، "الطحال.. يصنع الدم ويحطم الكريات الحمراء التالفة!!"، الرياض، اطّلع عليه بتاريخ 2016-12-11. بتصرّف.
  3. ↑ Ananya Mandal, "Function of the Spleen"، News-Medical, Retrieved 2016-12-11. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث Reina Mebius, Georg Kraal (8-2005), "STRUCTURE AND FUNCTION OF THE SPLEEN", NATURE REVIEWS, Folder 5, Page 607. Edited.
  5. ^ أ ب Mark Cesta (2006-8-1), "Normal Structure, Function, and Histology of the Spleen", Toxicologic Pathology, Issue 5, Folder 34, Page 455. Edited.
  6. ^ أ ب Rachel Hoad-Robson (2015-10-23), "The Spleen"، Patient, Retrieved 2016-12-11. Edited.
  7. ↑ Andy Petroianu‏, The Spleen, Brazil: Bentham Books, Page 29. Edited.
  8. ↑ Matthew Hoffman, "Picture of the Spleen"، Web MD, Retrieved 2016-12-11. Edited.
  9. ↑ ابراهيم الضعيان (2005-11-26)، "الجراثيم والمشاكل الدّموية والأورام تساعد على تضخم الطّحال"، جريدة الرياض، اطّلع عليه بتاريخ 2016-12-11. بتصرّف.
  10. ↑ Better Health Channel Staff, "Splenomegaly"، Better Health Channel, Retrieved 2016-12-11. Edited.