ما هي أضرار الدخان

ما هي أضرار الدخان
(اخر تعديل 2023-08-06 01:31:13 )

الدخان

يُمثّل الدخان خطراً حقيقيّاً وكبيراً على صحّة الإنسان؛ إذ يُسبّب العديد من المضاعفات الصحيّة والتأثيرات السلبيّة في الجسم سواء على المدى القصير أو البعيد، ولا يقتصر الضرر على الرئتين فقط؛ بل يتجاوز ذلك ليصل تقريباً لكل أجزاء الجسم،[1] ومن الجدير بالذّكر أنّ التدخين يُقلّل من عدد سنوات حياة المُدخّن بما يُقارب 12 سنة للمدخّنين الذكور، و11 سنة للمدخنات الإناث،[2] ومن المعروف أنّ الدخان يتكوّن بشكلٍ أساسي من أوراق نبتة التبغ (بالإنجليزيّة: Tobacco)، والتي تحتوي على مادّة النيكوتين (بالإنجليزيّة: Nicotine) المُسبّبة للإدمان (بالإنجليزيّة: Addiction).[3]

تحتوي السجائر (بالإنجليزيّة: Cigarettes) على سبيل المثال لا الحصر على 600 مكوّن، وعند حرق هذه المكونات ينتج ما يُقارب 7000 مادّة كيميائيّة، وحتى الآن تمّ ربط 69 مادّة منهم على الأقل بمرض السرطان،[1] وتُعتبر مادتيّ أوّل أكسيد الكربون (بالإنجليزيّة: Carbon monoxide) والقطران (بالإنجليزيّة: Tar) أبرز المواد الموجودة في مُنتجات التبغ والخطرة على الجسم؛ حيث يحلّ أوّل أكسيد الكربون مكان الأكسجين في خلايا الدّم مما يمنع من وصوله إلى خلايا الجسم، وبالتالي عدم قدرتها على العمل بشكلٍ طبيعي، بينما يُغلّف القطران البنيّ ذو القوام اللّزج الرئة مُؤثّراً بذلك في عمليّة التنفس الطبيعيّة.[2]

أضرار الدخان

بغضّ النظر عن المنتج المُستخدم، فإنّ جميع مُنتجات التبغ سواءً كانت سجائر، أو سيجار، أو غليون، أو أرجيلة مُضرّة ولا تحتوي على أيّة مادّة آمنة على جسم الإنسان، واستنشاق المواد الموجودة فيها يُسبّب خطراً على صحّة وعمل أجهزة الجسم المختلفة.[1]

ضرر الدخان على الجهاز العصبي

ضرر الدخان على الجهاز التنفسي

يُعتبر تأثير الدخان في الرئة هو الأكثر وضوحاً؛ حيث يُؤدّي استنشاق المواد الخطِرة الموجودة في الدخان إلى التأثير السلبي في الممرات الهوائية، بالإضافة إلى إلحاق الأذى بالرئتين مُسبّبة العديد من المشاكل المزمنة غير القابلة للشفاء، وعادةً ما يتمّ اكتشاف هذه الأمراض بمراحل مُتقدّمة بعد عدّة سنوات من الإصابة بالمرض نتيجة التدخين.[1][2]

ومن أهمّ الأمراض التي تُصيب الجهاز التنفسي بسبب الدخان هي:[1][2]

  • داء الانسداد الرئوي المزمن: (بالإنجليزيّة: Chronic obstructive pulmonary disease) يُسبّب هذا المرض ضيق الصدر، وصعوبة التنفس، والصفير خلال التنفس، ومن الجدير بالذكر أنّ هذا المرض يزداد سوءاً مع الوقت.
  • التهاب القصبات المزمن: (بالإنجليزيّة: Chronic bronchitis) وهو التهاب دائم في الممرات الهوائيّة بسبب إنتاج المخاط بكميّات كبيرة تُؤدّي للسعال المزمن.
  • النفاخ الرئوي: (بالإنجليزيّة: Emphysema) وهي حالة تتمثّل بعدم القدرة على التنفس بشكل طبيعي، جرّاء قلّة عدد الحويصلات الهوائيّة في الرئة بسبب التصاقها واندماجها معاً.
  • أمراض أخرى: سرطان الرئة (بالإنجليزيّة: Lung cancer)، والالتهاب الرئوي (بالإنجليزيّة: Pneumonia)، والربو (بالإنجليزيّة: Asthma)، والسّل (بالإنجليزيّة: Tuberculosis).

ضرر الدخان على الجهاز القلبي الوعائي

تسبّب المواد الكيميائيّة الموجودة في الدخان ضرراً في خلايا الدم، وبُنية الأوعية الدمويّة، ووظيفتها، مما يزيد من احتمالية الإصابة بتصلُّب الشرايين (بالإنجليزيّة: Atherosclerosis)، وهو تراكم اللّويحات (بالإنجليزيّة: Plaque) الدهنيّة وتصلّبها في الشرايين مُسبّبة تضيُّقها، مما يؤدي إلى قلّة وصول الدّم المُحمّل بالأكسجين لأجزاء الجسم المختلفة، وفي حال تراكمت اللّويحات في الشريان التاجي، تحدث أمراض القلب التاجيّة، والتي تؤدي إلى حدوث ألم الصدر، أو الإصابة بالنوبات القلبيّة (بالإنجليزيّة: Heart attack)، أو فشل القلب (بالإنجليزيّة: Heart failure)، أو اضطّراب النظم القلبي (بالإنجليزيّة: Arrhythmia)، بينما يُؤدّي تراكم اللّويحات في الشرايين التي تحمل الدم للأطراف، والرّأس، والأعضاء المختلفة إلى حدوث أمراض الأوعية المُحيطيّة (بالإنجليزيّة: Peripheral artery disease) وهذا بدوره يزيد من فرصة حدوث أمراض القلب أيضاً،[4] بالإضافة إلى ذلك فإنّ التدخين يُقلّل من الكولسترول الجيّد في الدم، بينما يزيد من الكولسترول السيّء والدهون الثلاثيّة فيه، كما يوجد تأثير مُباشر لمادّة النيكوتين في الأوعية الدمويّة؛ حيث يُؤدّي لانقباض الأوعية مُسبّباً قلّة تدفق الدم للأعضاء المهمّة، ليزيد بذلك فرصة الإصابة بارتفاع ضغط الدم (بالإنجليزيّة: Hypertension)، والسكتة الدماغيّة.[1]

ضرر الدخان على الجهاز الجلدي الحافي

يكمن تأثير الدخان في الجهاز الجلدي اللحافي (بالإنجليزيّة: Integumentary system) بإلحاق الضرر بالجلد، والشعر، والأظافر؛ حيث يُقلّل التدخين من كميّة الأكسجين الواصلة لخلايا الجلد مُسبّباً بذلك شحوب الجلد، وظهور التجاعيد خاصّةً حول العينين والفم، كما يزيد من فرصة الإصابة بسرطان الجلد، ويزيد التدخين من احتماليّة الإصابة بعدوى الأظافر الفطريّة (بالإنجليزيّة: Fungal nail infections)، بالإضافة إلى تصبّغ مُزعج للأصابع والأظافر باللون الأصفر، أمّا بالنسبة للشعر فإنّه قد يزيد من تساقط الشعر، وحدوث الصلع، وشيب الشعر.[1][2]

ضرر الدخان على الجهاز الهضمي

من أبرز الآثار السلبية للدخان على الجهاز الهضمي (بالإنجليزيّة: Digestive system)، هو رائحة الفم الكريهة وتصبّغ الأسنان المزعج باللون الأصفر أو البنّي، كما يزيد التدخين من فرصة الإصابة بأمراض اللّثة، وسقوط الأسنان نتيجة الالتهابات والعدوى، بالإضافة إلى التأثير السلبي في حاسّة التذوّق، مما يجعل عمليّة تناول الطعام غير مُمتعة وهذا بدوره يُقلّل من شهيّة الفرد، ويزيد من فرصة الإصابة بسرطانات الفم، والحلق، والحنجرة، والمريء، والبنكرياس، ومن الجدير بالذكر أنّ الدخان يزيد من احتماليّة مقاومة الجسم للإنسولين في المستقبل (بالإنجليزيّة: Insulin resistance)، وعليه زيادة احتمالية الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، بالإضافة إلى زيادة فرصة حدوث مُضاعفات مرض السكري التي تُؤثّر في الكِلى والعيون.[1][2]

ضرر الدخان على الجهاز المناعي

يكمن تأثير التدخين في جهاز المناعة (بالإنجليزيّة: Immune system) بأنّه يُقلّل من مناعة الجسم المهمّة للدّفاع عن الجسم وحمايته من الأمراض والعدوى، مما يؤدّي للإصابة بأمراض المناعة الذاتية مثل؛ داء كرون (بالإنجليزيّة: Crohn's disease)، والتهاب المفاصل الروماتويدي (بالإنجليزيّة: Rheumatoid arthritis).[2]

ضرر الدخان على الجهاز التناسلي

يُؤثّر التدخين سلباً في الجهاز التناسلي (بالإنجليزيّة: Reproductive system) الذكري والأنثوي على حدٍ سواء؛ حيث يُسبّب النيكوتين قلّة وصول الدّم إلى المنطقة التناسليّة مُسبّباً قلة كفاءة الجهاز التناسلي لكلا الجنسين، كما قد يُقلّل التدخين من الهرمونات الذكريّة والأنثويّة، وعليه تقل الرغبة الجنسيّة،[1] وفي الحقيقة قد يُتلف التدخين الأوعية الدمويّة في القضيب لدى الذكور مُسبباً بذلك الضعف الجنسي (بالإنجليزيّة: Impotence)، كما قد يُسبّب التلف للحيوانات المنويّة ويؤثر في عددها، أمّا عند الإناث فإنّ التدخين قد يُؤخّر حدوث الحمل، كما يزيد من احتمالية الإصابة بمجموعة من المخاطر في حال التدخين أثناء الحمل؛ حيث يزيد من فرصة الولادة المبكّرة، أو الإجهاض، أو ولادة طفل ميّت، وغيرها من الأمور،[2] بالإضافة إلى وصول المُدخّنة لسنّ اليأس في وقت مُبكّر مقارنةً بغير المُدخّنة، كما قد تُعاني من زيادة تعرّضها للهبّات الساخنة.[1]

أضرار الدخان السلبي

إنّ ضرر الدخان لا يقتصر على المدخّن نفسه فقط؛ بل يتعدّى ذلك إلى من يُحيط به من البالغين، والمراهقين، والأطفال؛ حيث يحتوي الدخان المتصاعد على المواد الكيميائيّة الخطيرة نفسها التي يستنشقها المدخّن، وهذا ما يُسمّى بالتدخين السلبي (بالإنجليزيّة: Secondhand)، وتجدر الإشارة إلى أنّ ضرر التدخين السلبي لدى البالغين يتمثل بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والموت،[4] بينما يزداد خطر الإصابة بالسعال، والصفير عند التنفس، وحدوث نوبة الربو (بالإنجليزيّة: Asthma attacks)، والالتهاب الرئوي (بالإنجليزيّة: Pneumonia)، والتهاب القصبات (بالإنجليزيّة: Bronchitis) لدى الأطفال.[1]

فيديو العادات الصباحية

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س Ann Pietrangelo and Kristeen Cherney (9-5-2017), "The Effects of Smoking on the Body"، www.healthline.com, Retrieved 1-3-2018. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ Tom Seymour (27-7-2017), "The reasons why smoking is bad for you"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 1-3-2018. Edited.
  3. ↑ Laura J. Martin and David Zieve (1-9-2016), "Risks of tobacco"، www.medlineplus.gov, Retrieved 1-3-2018. Edited.
  4. ^ أ ب "Smoking and Your Heart", www.nhlbi.nih.gov, Retrieved 1-3-2018. Edited.