-

ما هي أركان الوضوء

ما هي أركان الوضوء
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

الوضوء

حرص الإسلام على النظافة والطهارة حرصاً شديداً؛ لما في ذلك من مُحافظةٍ على الصحّة وطيب المظهر وحُسنه؛ فإذا مرّ الشخص بقومٍ أو حضر عندهم سرّهم لقاءه، خلافاً لِمن لا يحافظ على نظافته فيؤذي من يَحضر بقربه. يتوجّب على الإنسان المسلم الذي يقف بين يدي الله خمس مرّاتٍ في اليوم أن يكون طاهراً نظيفاً قبل أن يدخل في الصلاة، وهذا الشرط من الشروط الأساسيّة في الصلاة؛ فلا تُقبل صلاة أيّ مسلم إلا إن كان طاهراً متوضئاً؛ حيث روي عن رسول الله -عليه الصلاة والسلام- أنه قال: (لا يقبلُ اللهَ صلاةَ أحدِكم إذا أحدثَ حتى يتوضأَ)[1]

أركان الوضوء

الركن هو ما لا يتمّ الأمر إلا بوجوده، ويكون جزءاً داخلاً ضمن هذا الشيء حتى يتم فإن وجد ركن الشيء تمّ، وإن لم يوجد الركن انعدم ذلك الشيء وبَطل بانعدام الركن، ومن ذلك أركان الوضوء؛ فأركان الوضوء هي الأفعال التي لا بدّ من تواجدها كي يتم الوضوء، وبانعدام وجودها يبطل الوضوء فيكون كأنّه لم يكن.[2]

أركان الوضوء هي أعمال الوضوء التي أوجبها الله سبحانه في قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ)[3] وبناءً عليه فإنّ للوضوء ستة أركان أو فرائض؛ حيث تبدأ فرائض وأركان الوضوء بالنيّة للحديث الوارد عن الصحابي عمر بن الخطاب وهو حديثٌ مشهور حيث يروي عمر -رضي الله عنه- عن النبي -عليه الصلاة والسلام- أنه قال: (إنما الأعمالُ بالنياتِ، وإنما لكلِّ امرئٍ ما نوى، فمن كانت هجرتُه إلى دنيا يصيُبها، أو إلى امرأةٍ ينكحها، فهجرتُه إلى ما هاجر إليه)[4].

من أركان الوضوء بعد النية غسل جميع الوجه من منبت شعر الرأس إلى ما دون أسفل الذقن، ومن الأذن إلى الأذن المُقابلة لها، ومن الفرائض والأركان بعد غسل الوجه غسل اليدين فيغسل المُتوضّئ يديه بما في ذلك المِرفقين وجوباً؛ فالفرض في الوضوء الغسل لليدين مع المرفقين، وبعد ذلك يمسح المتوضئ رأسه أو يمسح بعض الرأس، ويُكتفى في الفرض بمسح جزءٍ من الرأس ولا يَلزمه مسح الرأس كاملاً وهي مسألةٌ خلافيّة بين العلماء ولكن من باب الأحوط يمسح المتوضئ رأسه كاملاً، ومن الأركان أيضاً غسل الرجلين مع الكعبين، والركن الأخير من أركان الوضوء الترتيب؛ حيث يقوم المتوضّئ بأعمال الوضوء بالترتيب فلا يُقدّم غسلَ الأرجل مثلاً على غسل اليدين؛ بل يتقيّد بالترتيب الوارد في الآية القرآنية الكريمة، فيبدأ بالوجه، ثم بعد ذلك اليَدين مع المرفقين، ثمّ يمسح رأسه، ثمّ يَغسل رجليه مع الكعبين،[2] وذلك اتّباعاً لقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ).[5]

سنن الوضوء

سنن الوضوء مُتعدّدة، وهي اتّباعٌ لأفعال الرسول -عليه الصلاة والسلام- واقتداءٌ به؛ فمن تمسّك بسنته فهي علامة من علامات محبته، ولذلك تأتي هنا أهميّة سنن الوضوء والتمسك بها وعدم تركها أو التخلي عنها إلا للضّرورة والعذر، وأوّل سنن الوضوء السواك لما ورد في الرواية الصحيحة عن رسول الله - عليه الصلاة والسلام- أنه قال : (لولا أَن أشقَّ على أمَّتي لأمرتُهُم بالسِّواكِ عندَ كلِّ وضوءٍ).[6]

من السنن التي تُتبّع اقتداءً بالنبيّ الكريم -عليه الصلاة والسلام- في الوضوء التسمية؛ بأن يقول من بادر بالوضوء في أول الوضوء: بسم الله، ويُسنّ للمتوضّئ أيضاً أن يغسل كلتا يديه ثلاثاً قبل أن يُدخلهما في إناء الوضوء في حال كان وضوؤه من إناء، وحتى لو لم يكن وضوؤه من إناء فمن السنة أن يغسل يديه قبل بداية الوضوء اتّباعاً واقتداءً بالرسول -عليه الصلاة والسلام-، ومن سنن الوضوء كذلك أن يغسل المسلم عند الوضوء يديه إلى الكوعين قبل أن يبدأ بغسل الوجه، والمضمضة، وأيضاً عليه الاستنشاق من خلال أن غسل الأنف بالماء والاستنثار للتنظّف من الأذى، وعلى المتوضئ أن يبالغ في المضمضة بالماء وبالاستنشاق أيضاً.[7]

من السنن في الوضوء أيضاً أن يكون الغسل لكلّ عضوٍ من أعضاء الوضوء ثلاث مرّات فيغسل أعضاء الوضوء ثلاثاً، ويتمضمض ثلاثاً، ويستنشق ويستنثر ثلاث مرات، ومن السنّة تخليل المتوضئ الماء بين الأصابع فيدخل الأصابع ويَشبكها ببعضها تأكيداً لوصول الماء إلى ثنايا الأصابع وطيّاتها، ويُسنّ للرجل المتوضئ تخليل اللحية فيُدخل أصابعه لتتخلّل شعر اللحية وذلك لزيادة الاطمئنان وزيادة النظافة، ومن السنة التيامن في كل عضو له من اثنين في الوضوء فيغسل اليد اليمنى قبل اليد اليسرى، ومن السنة غسل الرجل اليمنى قبل الرجل اليسرى.[7]

كيفيّة الوضوء

الطريقة الصحيحة التي على المسلم اتّباعها للوضوء تكون كالآتي:[8]

  • ينوي المتوضئ الوضوء قبل أن يبدأ بأعمال الوضوء.
  • يُسمّي بالله ويقول.
  • يغسل يديه ثلاث مرات إلى رسغيه.
  • يتمضمض ثلاث مرات، ثم يستنشق ويستنثر ويبالغ في المضمضة والاستنشاق ثلاثاً.
  • يغسل وجهه كله ثلاث مرات.
  • يغسل يديه مع المرفقين؛ فيبدأ بغسل يده اليمنى مع المرفق ثلاث مرّاتٍ يحرص فيها على إسباغ الوضوء، ثم يغسل يده اليسرى مع المرفق ثلاث مرّاتٍ ويسبغ الوضوء.
  • يُخلّل ما بين أصابعه وذلك لسماح دخول الماء إليها.
  • يمسح رأسه مرّةً واحدةً فقط، ويمسح أذنيه ثم رقبته.
  • يغسل رجليه مع الكعبين، ويبدأُ بغسل الرجل اليمنى ثلاث مرّاتٍ ويسبغ، ثم يَغسل الرجل اليسرى ثلاث مراتٍ ويسبغ الوضوء، ويُخلّل الماء بأن يُدخل أصابع يديه خلال أصابع قدميه.

المراجع

  1. ↑ رواه محمد بن إسماعيل البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 6954، خلاصة حكم المحدث : صحيح.
  2. ^ أ ب الدكتور مُصطفى الخِنْ، الدكتور مُصطفى البُغا، علي الشّرْبجي (1413 هـ - 1992 م)، الفقه المنهجي (الطبعة الرابعة)، دمشق: دار القلم ، صفحة 53، جزء 1.
  3. ↑ سورة المائدة، آية: 6.
  4. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم: 1، [صحيح].
  5. ↑ سورة المائدة، آية: 6.
  6. ↑ رواه النووي، في المجموع، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1/273، خلاصة حكم المحدث : صحيح.
  7. ^ أ ب عبد الكريم بن محمد بن عبد الكريم، أبو القاسم الرافعي القزويني (المتوفى: 623هـ) (1417 هـ - 1997 م)، العزيز شرح الوجيز المعروف بالشرح الكبير (الطبعة الأولى)، بيروت: دار الكتب العلمية، صفحة 120 وما بعدها، جزء 1.
  8. ↑ أبو بكر بن محمد بن عبد المؤمن بن حريز بن معلى الحسيني الحصني، تقي الدين الشافعي (المتوفى: 829هـ) (1994)، كفاية الأخيار في حل غاية الاختصار (الطبعة الأولى )، دمشق: دار الخير، صفحة 22، جزء 1.