ما أسباب عدم استجابة الدعاء

ما أسباب عدم استجابة الدعاء
(اخر تعديل 2024-04-12 01:12:02 )

استجابة الدعاء

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الدعاءُ مخُّ العبادةِ) [النوافح] فالمسلم متعلق رجاؤه بالله في كل أموره فهو يوقن أنه الرب المدبر لذا يلجأ إليه في سره وجهره ويدعوه في صلاته ويذكره لدى كل حاجة صغرت أم عظمت، ويسعى المسلم لأن يكون مستجاب الدعوة؛ لأن استجابة الدعاء من علامات صلاح النفس وتقواها، وقد كان بعض الصحابة يتميّزون بأنّهم مستجابو الدّعوة.

عدم استجابة الدعاء

لا شيء أقسى على نفس المسلم التقيّ من أن يكون دعاؤه لربّه غير مستجاب، ففي الحديث المأثور الاستعاذة من دعاء لا يسمع، (كانَ مِن دعاءِ النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ اللَّهمَّ إنِّي أعوذُ بِكَ مِن عِلمٍ لا ينفعُ ومِن دعاءٍ لا يُسمَعُ ومِن قلبٍ لا يَخشعُ ومِن نفسٍ لا تشبعُ)[صحيح ابن ماجه] وفي محكم التنزيل على لسان سيدنا إبراهيم عليه السلام قوله حين اعتزل ما يبعد قومه من الأصنام والكفر: (عَسَى أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاء رَبِّي شَقِيّاً)[مريم:48]، فعدم استجابة الدعاء هو من شقاء النفس بلا شك، ذلك أنّ النفس السعيدة المطمئنة بربّها وقربه هي النفس التي إذا دعت الرحمن أجابها وإذا سألته أعطاها مسألتها.

أسباب عدم استجابة الدعاء

لا شكّ أنّ لعدم استجابة الدعاء أسباب، فما هي تلك الأسباب التي ينبغي على المسلم معرفتها حتى يتجنبها.

المال والكسب الحرام

حين يكون مطعم الإنسان وملبسه حلال فإنّه بلا شك يكون مستجاب الدعوة، وعندما لا يتحرّى الحلال والحرام في الكسب فتراه ينغمس في البحث عن الرزق من أسباب لا ترضي الرحمن جلّ وعلا، كالكسب من القمار، والميسر، أو المراهنة الباطلة، أو أكل أموال الناس بالباطل وأخذ حقوقهم، وكلّ هذه الصور من الكسب الحرام توجب غضب الرب على العبد، وبالتالي فإنّه يحرم من استجابة الدعاء، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أيها الناسُ ! إنَّ اللهَ طيِّبٌ لا يقبلُ إلا طيِّبًا. وإنَّ اللهَ أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين. فقال : يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ. [23/المؤمنون:51 ] وقال: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ [2/البقرة:172]. ثم ذكر الرجلَ يطيلُ السَّفرَ. أشعثَ أغبَرَ. يمدُّ يدَيه إلى السماءِ. يا ربِّ! يا ربِّ! ومطعمُه حرامٌ، ومشربُه حرامٌ، وملبَسُه حرامٌ، وغُذِيَ بالحرام. فأَنَّى يُستجابُ لذلك؟)[صحيح مسلم]

عدم الأخذ بالأسباب

في الحديث المروي عن النبي صلى الله عليه وسلم: (ثلاثةٌ يَدعونَ اللهَ عزَّ وجلَّ فلَا يُستجابُ لهُمْ: رجلٌ كانتْ تحتَهُ امْرأةٌ سيِّئةُ الخُلُقِ فلَمْ يُطلِّقْها، ورجلٌ كان لهُ على رجُلٍ مالٌ فلمْ يُشهِدْ عليْهِ؛ ورجُلٌ آتَى سفِيهًا مالَهُ؛ و قال اللهُ تعالَى: (ولا تُؤْتُوا السُّفَهاءَ أمْوالَكُمْ) [النساء:5]) [صحيح الجامع] ذلك أنّ الله تعالى قد جعله أمر الطلاق وهو الحلّ بيد الأول، والرجل الذي دان رجلاً مالاً فلم يكتب عليه، لا يستجاب له لأنّ الله أمر بكتابة الدين.