ما هو التوحد

ما هو التوحد
(اخر تعديل 2023-08-06 01:31:13 )

التوحد

يُعرّف التوحّد أو كما يُسمّى اضطراب طيف التوحّد (بالإنجليزية: Autism spectrum disorder) على أنّه أحد الاضطرابات التي تؤثر في إدراك الشخص للعالم من حوله وطريقة تعامله مع الآخرين، وتُلازم الشخص طوال حياته،[1] وبحسب الإحصائيات يُعاني ما يُقارب 1 من كُل 100 شخص في الولايات المُتحدة من التوحّد مُعظمهم من الذكور، وفي الحقيقة تظهر أعراض التوحّد على الأطفال قبل سنّ الثالثة بالرّغم من أنّ تشخيص الإصابة باضطراب التوحّد يتم بعد الثالثة من عُمر الطفل في بعض الحالات،[2] وتجدر الإشارة إلى أنّ المُصاب بالتوحّد يرى، ويسمع، ويشعر بالأشياء بطريقة مُختلفة.[1]

أعراض وعلامات التوحّد

تظهر أعراض التوحّد بشكلٍ واضح خلال مرحلة الطّفولة المُبكّرة، أي في الفترة العمرية التي تتراوح ما بين 24 شهراً وست سنوات، كما تتراوح أعراض هذا الاضطراب ما بين الخفيفة إلى الشديدة، ومن الجدير بالذّكر أنّه من المُمكن تشخيص إصابة بعض الأشخاص بالتوحّد على الرغم من أنّهم يقومون بمُمارسة أنشطتهم الحياتيّة اليوميّة بشكلٍ طبيعي، ودون أية عوائق تحدّ من تطوّرهم، بينما يؤثر التوحد بشكلٍ جليّ في حياة غيرهم من المصابين،[3]وهناك مجموعة من الأعراض من الممكن أن تظهر على مُصابي التوحد نذكر منها ما يلي:[2]

  • يعاني المصابون بالتوحد من مشاكل في التواصل الاجتماعي، والتفاعل مع الآخرين، وصعوبة في التّعلم.
  • تظهر في المراحل الأولى من الإصابة بالتّوحد لدى الأطفال مُشكلة تجنّب استخدام الكلام أو التعبير الصوتي في التواصل مع الآخرين، كما يُعاني الأطفال الأكبر سِنّاً من قلة استخدام التعابير غير اللفظيّة للتواصل مع الآخرين، فعلى سبيل المثال يُعاني هؤلاء الأطفال من صعوبة في استخدام تعابير الوجه، والإيماءات، وتجنّب استخدام التواصل البصري، حيث إنّهم يميلون إلى عدم النظر في عيون الأشخاص الآخرين، بالإضافة إلى عدم الاستجابة للنداء على الرغم من أنّ حاسة السمع لديهم طبيعية وسليمة.
  • يفتقد الأطفال المُصابون بالتوحد القدرة على الانتباه والاهتمام بالأطفال الآخرين، فمن المُمكن أن يفضّل هؤلاء الأطفال اللّعب وحدهم، بالإضافة إلى عدم استمتاعهم بالأحداث التي يستمتع بها الأطفال عادةً مثل حفلات عيد الميلاد.
  • يجد أطفال التوحّد صعوبة في فهم الآخرين وعواطفهم، ويفضلون استخدام كلمات منفردة على تكوين الجُمل عند التواصل مع الآخرين، ويُعزى ذلك إلى تأخر تّطور النطق لديهم.
  • يميل الأطفال الذين يُعانون من التوحد إلى إعادة الكلمات والجمل التي يتلفظ بها الآخرون، فلا يُكوّنون عادةً لغتهم وجملهم الخاصّة.
  • يُفضل بعض أطفال التوحد التّمسك بالروتين نفسه، وإنّ أي تغيير طفيف يطرأ على روتينهم المُعتاد يؤدي إلى اضطرابهم وإثارة غضبهم.
  • يقومون بحركات الرفرفة باليدين، أو تحريك الأصابع وثنيها، والبعض يقوم بتكرار الفعل نفسه.
  • يرفضون الأحضان من قبل الوالدين أو غيرهم.

أسباب الإصابة بالتّوحد

إنّ أسباب الإصابة بمتلازمة طيف التوحد غير معروفة وغير مُحدّدة، فالتوحّد اضطراب مُعقّد ومُتنوّع، ولكن هناك مجموعة من الأسباب المُحتملة التي من المُمكن أن تُسبّب الإصابة بالتوحّد، ومن هذه الأسباب نذكر ما يلي:[4]

  • أسباب جينيّة: هناك العديد من الجينات التي تُساهم في الإصابة باضطراب التوحّد، فقد يُعاني بعض الأطفال من الإصابة بطيف التوحّد بسبب حدوث طفرات جينيّة سواء كانت هذه الطفرات موروثة، أم أنّها تحدث بشكل تلقائي، وقد يرتبط طيف التوحد بمجموعة من الاضطرابات الجينية مثل الإصابة بمتلازمة ريت (بالإنجليزية: Rett Syndrome)، ومتلازمة الكروموسوم إكس الهش (بالإنجليزية: Fragile X Syndrome).
  • أسباب بيئيّة: يجري البحث حول ما إذا كان تلوّث الهواء، أو الإصابة بعدوى فيروسية، أو تناول بعض الأدوية، أو المعاناة من مُضاعفات أثناء الحمل، لها دور في الإصابة باضطراب طيف التوحّد لدى الطفل.

تشخيص الإصابة بالتوحّد

بشكلٍ عام يصعب تشخيص الإصابة باضطراب التوحد، وذلك لأنّ هذا الاضطراب يختلف من شخص إلى آخر في الأعراض والشدّة، ومن الجدير بالذكر أنّه لا يوجد فحص طبّي خاص يُمكن من خلاله الكشف عن الإصابة بالتوحد، ولكن من المُمكن أن يقوم الطبيب المُختص بمجموعة من الإجراءات لتشخيص الإصابة بالتوحّد، نذكر منها ما يلي:[5]

  • مُراقبة الطفل وملاحظة تصرفاته، إذ يطرح الطبيب أسئلة متنوّعة على الأبوين، حول تفاعل الطفل اجتماعيّاً، وكيفيّة مُمارسته لمهارات التواصل مع الآخرين، وتطوّر السّلوك لديه، وتغيّره بمرور الوقت.
  • القيام بفحص السّمع، والنّطق، واللّغة، ومستويات التطوّر، وتقييم المسائل السلوكيّة والاجتماعية، وذلك عن طريق تكليف الطفل بأداء بعض الاختبارات التي تغطي كلاً من العوامل السابقة.
  • عرض مجموعة من طُرق التواصل والتفاعل الاجتماعي على الطفل، وتسجيل أدائه وتقييمه.
  • استخدام المقياس الموجود في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية (بالإنجليزية: Diagnostic and Statistical Manual of Mental Disorders)، الذي تمّ نشره من خلال الجمعيّة الأمريكيّة للأطبّاء النّفسيّين.
  • التّوصية بعمل اختبار جيني، لمعرفة ما إذا كان الطفل يُعاني من اضطراب جيني أم لا.
  • استشارة مجموعة أخرى من المُختصين، وذلك بهدف تشخيص اضطراب التوحّد عند الطفل.

مُضاعفات الإصابة بالتوحّد

من المُحتمل أن تتسبّب المُعيقات التي يُعاني منها المُصاب بالتوحّد من عدم قدرته على التفاعل والتواصل الاجتماعي مع الآخرين، ووجود مشاكل في السلوكيّات المُختلفة لديه، وهذا ما يترتب عليه ظهور مجموعة من المضاعفات، ومن هذه المضاعفات ما يلي:[4]

  • المعاناة من مشاكل في المدرسة.
  • مشاكل في الحصول على وظيفة.
  • عدم القدرة على العيش باستقلال، أي دون الحاجة إلى مُساعدة.
  • العُزلة الاجتماعيّة.
  • المعاناة من التوتّر في العائلة.
  • تعرّض المُصاب للإيذاء والمُعاملة القاسية.

المراجع

  1. ^ أ ب "Autism", www.autism.org.uk,8-6-2016، Retrieved 201-3-2018. Edited.
  2. ^ أ ب "Autism spectrum disorder (ASD)", www.nhs.uk,6-1-2016، Retrieved 20-3-2018. Edited.
  3. ↑ "Autism Overview", www.healthline.com,10-9-2014، Retrieved 20-3-2018. Edited.
  4. ^ أ ب "Autism spectrum disorder", www.mayoclinic.org,6-1-2018، Retrieved 20-3-2018. Edited.
  5. ↑ "Autism spectrum disorder", www.mayoclinic.org,6-1-2018، Retrieved 20-3-2018. Edited.