ما هو داء كرون

ما هو داء كرون
(اخر تعديل 2023-08-06 01:31:13 )

داء كرون

يمكن تعريف داء كرون (بالإنجليزية: Crohn's disease) على أنّه أحد أنواع داء الأمعاء الالتهابيّ (بالإنجليزية: Inflammatory Bowel Disease)، وذلك لتسببه بالتهابات في الجهاز الهضميّ وخاصة في الأمعاء الدقيقة (بالإنجليزية: Small Intestines) والقولون (بالإنجليزية: Colon)، وتجدر الإشارة إلى أنّ المناطق المتأثرة بالالتهاب تختلف من مصاب إلى آخر، وقد بلغ عدد المصابين بداء كرون في الولايات المتحدة الأمريكية ما يقارب 700.000 مصاب، ويختلف تأثير الداء في المصابين، فبعضهم قد يشعر باضطرابات بسيطة وتكون حالاتهم معتدلة في شدتها، وقد يكون حاداً ومُعيقاً لحياة مصابين آخرين؛ إذ يؤثر في وظائفهم وقدرتهم على ممارسة أنشطتهم اليومية، ومن الجدير بالذكر أنّه بالرغم من المحاولات الجادة في فهم هذا الداء والبحث الدؤوب لإيجاد علاج له، إلا أنّ الأمر لا يزال بحاجة لمزيد من الدراسات والأبحاث.[1][2]

أعراض الإصابة بداء كرون

تختلف الأعراض والعلامات التي تظهر على المصابين باختلاف الجزء المتأثر بالالتهاب، وفي الحقيقة لا تعني الإصابة بداء كرون ظهور الأعراض جميعها، فقد يظهر بعضها فقط، وكذلك يجدر التنويه إلى أنّ المصاب غالباً ما يمرّ بمراحل يهدأ فيها الداء فتخفّ الأعراض وربما تختفي، ومراحل يشتدّ فيها الداء، ويمكن تلخيص الأعراض والعلامات عامةً فيما يأتي:[3]

  • الإسهال المتكرر.
  • الشعور بالمغص أو ألم البطن، وغالباً ما يزداد هذا الشعور سوءاً بعد تناول الطعام.
  • التعب الشديد والإعياء العام.
  • فقدان الوزن دون قصد.
  • ظهور الدم والمخاط في البراز.
  • ارتفاع درجة حرارة الجسم.
  • الغثيان والتقيؤ.
  • ألم المفاصل وانتفاخها، وغالباً ما يتمثل ذلك بالتهاب المفاصل (بالإنجليزية: Arthritis).
  • التهاب عنبيّة العين (بالإنجليزية: Uveitis).
  • الشعور بالألم، والانتفاخ، والاحمرار في مناطق معينة من الجلد، وخاصة في الساقين.
  • ظهور تقرّحات الفم.
  • بطء نموّ الأطفال في حال إصابتهم به، وذلك لأنّ الالتهاب يتسبب بضعف امتصاص المواد الغذائية.

أسباب الإصابة بداء كرون

في الحقيقة لا يوجد سبب معروف إلى الآن وراء الإصابة بداء كرون، وقد كان الاعتقاد السائد أنّ التوتر وتناول بعض أنواع الأطعمة قد يتسببان بظهور المرض، ولكن نفى العلم الحديث هذا الاعتقاد، وبيّن أنّ مثل هذه العوامل قد تُحفّز نوبات المرض ولكن لا تسببه، وبيّنوا أنّ العوامل الآتية قد تلعب دوراً أساسياً في ظهور المرض:[1]

  • اضطراب جهاز المناعة: يُعتقد أنّ إصابة الإنسان ببكتيريا أو فيروس قد تحفز ظهور مرض كرون، وذلك بأنّ جهاز المناعة عند محاولته التخلص من الميكروب الموجود يُهاجم خلايا الجهاز الهضميّ عن طريق الخطأ مُسبّباً داء كرون.
  • العوامل الوراثية: على الرغم من اعتقاد الكثير من المختصين أنّ احتمالية الإصابة بداء كرون ترتفع في حال معاناة أحد أفراد العائلة من الداء ذاته، إلا أنّ أغلب المصابين بداء كرون لم يكن أحد أفراد عائلتهم مصاباً به على الإطلاق.

عوامل الخطورة

هناك مجموعة من العوامل التي تزيد خطر الإصابة بداء كرون، ومنها ما يأتي:[1]

  • العمر: على الرغم من احتمالية المعاناة من داء كرون في أي فترة من العمر، إلا أنّ اليافعين أكثر عرضة للإصابة به، فقد وُجد أنّ أغلب المصابين به هم دون الثلاثين من العمر.
  • العِرق: من الممكن أن يُصاب أيّ شخص بداء كرون، إلاّ أنّ فرصة الإصابة ترتفع بين البيض ويهود أشكناز الذين تعود أصولهم إلى أوروبا الشرقية.
  • التدخين: يُعتبر التدخين أقوى عامل خطورة، فقد وُجد أنّه يزيد احتمالية الإصابة بداء كرون بشكل ملحوظ، بالإضافة إلى دوره في ازدياد المرض سوءاً في حال وجوده.
  • الأدوية: إنّ تناول مضادات الالتهاب اللاستيرويدية (بالإنجليزية: Nonsteroidal anti-inflammatory drug) مثل الآيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen)، والنابروكسين (بالإنجليزية: Naproxen)، وديكلوفيناك صوديوم (بالإنجليزية: Diclofenac sodium) قد يتسبب بالتهاب الأمعاء، ممّا يزيد شدّة وحدّة مرض كرون.
  • مكان الإقامة: إنّ العيش في المناطق الحضارية والصناعية يزيد من خطر الإصابة بداء كرون، ويمكن تفسير ذلك بطبيعة الحياة، بما ذلك الطعام المُعالج والأطعمة الغنية بالدهون.

النصائح الغذائية لمرضى كرون

إنّ إجراء بعض التعديلات على نمط المصاب الغذائي قد يؤثر بشكل إيحابيّ واضح في الأعراض، ولكن يجدر التنويه إلى أنّ هذه التغييرات لا تنطبق على المرضى جميعهم، وإنّما يجب على الشخص مراقبة أعراضه ومعرفة طبيعة الأغذية التي تلائمه، ومن النصائح العامة المتعلّقة بالغذاء للمصابين بداء كرون ما يلي:[2]

  • الانتباه لكمية الألياف المتناولة، فبعض المصابين تتحسن أعراضهم بتناولهم الألياف، وآخرون تزداد أعراضهم حدة وسوءاً عند تناولهم الأطعمة المحتوية على الألياف، وعليه يجدر بالمصاب اتخاذ الإجراء الملائم بما يتعلق بتناول الألياف بحسب حالته.
  • الحد من تناول الأطعمة الغنية بالدهون، وذلك لأنّ داء كرون يؤثر في قدرة الجسم على امتصاص الدهون، وهذا بدوره يتسبّب بوصول الدهون إلى القولون قبل هضمها كما يجب في الأمعاء الدقيقة، مما يتسبب بالإسهال.
  • الحدّ من تناول مشتقات الألبان، وذلك لأنّ المصابين بداء كرون قد يستجيبون لمشتقات الألبان بشكل مماثل للأشخاص المصابين بعدم القدرة على تحمل اللاكتوز (بالإنجليزية: Lactose Intolerance)، فتظهر عليهم أعراض المغص، والإسهال، واضطرابات المعدة.
  • الحرص على شرب الماء، وذلك لأنّ داء كرون يستبب بإضعاف قدرة الجسم على الاستفادة من الماء وإعادة تدويره من الجهاز الهضمي، مما يُعرّض المصاب للجفاف وخاصة إذا كان المصاب يُعاني من الإسهال.
  • سؤال الطبيب عن الحاجة لتناول الفيتامينات والأملاح المعدنية، وذلك لتأثير المرض في قدرة الجسم على امتصاص المواد الغذائية المهمّة من الطعام.

المراجع

  1. ^ أ ب ت "Crohn's disease", www.mayoclinic.org, Retrieved February 16, 2018. Edited.
  2. ^ أ ب "Understanding Crohn’s Disease", www.healthline.com, Retrieved February 16, 2018. Edited.
  3. ↑ "Crohn's disease", www.nhs.uk, Retrieved February 16, 2018. Edited.