يُمثل تحليل الكعب للطّفل مجموعة من فحوصات الدم التي يتم إجراؤها للأطفال حديثي الولادة، بهدف الكشف عن إصابتهم بأيّ حالات مرضيّة قد تكون أعراضها وعلاماتها ما زالت غير ظاهرة على الطفل، وقد تكون هذه الأمراض وراثيّة، أو مُرتبطة بعمليّة الأيض، أو أمراض مُرتبطة بالهرمونات، أو أمراض الدّم، وفيما يأتي ذكر لبعض هذه الأمراض.[1]
يتم الكشف عن الإصابة بمرض فقر الدم المنجلي (بالأنجليزية: Sickle cell disease) من خلال هذا التحليل، حيث يُعتبر هذا المرض من أمراض الدم الوراثية والتي تُسبّب فقر الدم نتيجة تأثيره في بروتين الهيموغلوبين الموجود في كريات الدم الحمراء؛ والمسؤول عن نقل الأكسجين، ويُساعد الكشف عن الإصابة بهذا المرض على إخضاع الطّفل للعلاج منذُ بداية حياة الطفل، إذ يتمّ ذلك بواسطة اللقاحات والمُضادات الحيوية، بهدف التقليل من مضاعفات المرض وإعطاء الطّفل فُرصة للحياة بشكلٍ صحّي أكثر.[2]
يؤثر مرض التليف الكيسي (بالأنجليزية: Cystic fibrosis) بشكلٍ كبير في أعضاء الجسم الداخلية، وخاصةً الرئتين وأعضاء الجهاز الهضمي، حيث تزداد كثافة المخاط، مما يُصعّب من عملية الهضم ويزيد من فرصة الإصابة بالعدوى في الرئة، وتجدر الإشارة إلى إمكانيّة الكشف عن الأشخاص الحاملين للمرض بالإضافة إلى المصابين به من خلال إجراء هذا الفحص، لذلك يجب فحص عَرَق الأطفال ذوي النتيجة الموجبة على عمر الستة أسابيع للتأكد من الإصابة بالمرض.[3]
يعتبر قصور الغدة الدرقية الخَلقيّ (بالإنجليزية: Congenital hypothyroidism) من الأمراض النادرة التي تؤثر في النّمو والتطور،[4] نظراً لعدم وجود الغدة الدرقية، أو وجودها بحجمٍ صغير، أو عدم تطوّرها بشكلٍ صحيح، أو نقص هرمون الثايروكسين، ويتمّ الكشف عن الإصابة بهذه الحالة من خلال قياس نسبة هرمون الثايروكسين والهرمون المنشط للدرقية (بالإنجليزية: Thyroid–stimulating hormone) المعروف اختصاراً TSH، وينبغي التنويه إلى ضرورة علاج الطفل تجنّباً لإصابته بإعاقات عقليّة دائمة، ومشاكل في التنفس والشهيّة، وإعطاء الطفل فرصة النّمو بشكلٍ طبيعي.[5]
بالإضافة إلى ما سبق، يُمكن الكشف عن الأمراض التالية أثناء إجراء تحليل الكعب:[3]
يُجرى الفحص من قِبل القابلة أو الممرضة عند بلوغ الطفل عمر الخمس أيام، حيثُ يُؤخذ عينة صغيرة من دم الطفل عن طريق جهاز خاص يقوم بوخز الطفل بمنطقة الكعب، ثُمّ يُجمع الدّم على شريحة مُعينة ليتمّ إجراء الفحوصات عليها.[4] ويُمكن للأمّ المساعدة بإجراء هذا الفحص من خلال التّأكد بأن طفلها يشعر بالدفء، والرّاحة، ومن خلال جاهزيّتها لإرضاع الطفل وتهدئته بعد الانتهاء من الفحص.[3]