ما هو سن اليأس عند النساء

ما هو سن اليأس عند النساء
(اخر تعديل 2023-08-06 01:31:13 )

سن اليأس

يُعرّف سنّ اليأس على أنّه مَرحلة انقطاع الطّمث (بالإنجليزية: Menopause)، ويحدث عند انقطاع الدورة الشهرية لمدة 12 شهراً متتالياً، ويمثل انتهاء القدرة على الإنجاب بشكلٍ طبيعي، وهي مرحلة طبيعيّة تواجه جميع النّساء مع التقدم في العمر، إلا أنّ هناك بعض الأسباب غير الطبيعية، والتي لا تتعلق بالعمر قد تؤدي إلى الوصول إلى سن اليأس، وعادةً ما تمر المرأة بمجموعة من التغيرات في الفترة التي تسبق سن اليأس وخلالها، وفي الحقيقة يحدث انقطاع الطمث بسبب انتهاء قدرة المبيض على إنتاج البويضات الناتج عن نقص إنتاج هرمونيّ الإستروجين (بالإنجليزية: Estrogen) والبروجستيرون (بالإنجليزية: Progesterone)، المسؤولان عن حدوث عمليتيّ الحيض والإباضة في المبيض، وعادةً ما يبدأ سنّ اليأس بين سنّ 45 و 55 عاماً، ويمكن أن يحدث قبل الوصول إلى هذا العمر أو بعده، ومن الجدير بالذكر أنّ هذه المرحلة يصاحبُها الكثير من الأعراض وتختلف في شدّتها بين النساء.[1][2]

أعراض سن اليأس

تختلف أعراض سن اليأس بين امرأة وأخرى، حيثُ إنّ كل حالةٍ تعتبر تجربةً مختلفةً عن غيرها، وفي ما يأتي تفصيل لأعراض سنّ اليأس:[3][4]

  • النّزيف المهبلي غير المُنتَظم: قد تعاني المرأة من عدم انتظام في الدّورة الشهرية، ومن الممكن أن تستمر هذه التغيرات عدة أشهر أو سنوات قبل الوصول إلى سنّ اليأس، حيث إنّ الدورة الشهرية قد تحدُث بشكلٍ متكرر أي في فترات متقاربة، أو قد تُصبح مُتباعدة، وقد يكون النّزيف إما بكميات ضئيلة، وإما أن يحدث بشكلٍ مُفرِط، وقد يختفي الحيض لعدّة أشهر ثمّ يعود من جديد، وبالرغم من انخفاض معدل الخصوبة في هذه الفترة إلا أنّ احتمالية الحمل قد تكون ممكنة، لذلك في حال عدم الرغبة بالحمل، يجب استخدام وسيلة مناسبة لمنعه، ويجدر التّنبيه إلى أهمية مُراجعة الطبيب للتّقييم في هذه المرحلة، للتأكد من أنّ عدم انتظام الدورة الشهرية يعود إلى فترة ما قبل انقطاع الطمث، وليس مرتبطاً بحالة طبية أو مرضية أخرى.
  • الهبّات السّاخنة: (بالإنجليزية: Hot flashes) وتتمثل بالشعور بالحرارة في جميع أجزاء الجسم، وغالباً ما يكون في منطقتي الصدر والرأس، وقد يرافقها في بعض الأحيان زيادة في تدفق الدّم، ويتبعها حدوث التّعرق، وفي الحقيقة تستمرّ الهبّات الساخنة عادةً بين 30 ثانية إلى عدة دقائق، وتجدر الإشارة إلى أنّ 80% من النّساء يتوقف الشعور بالهبّات الساخنة لديهنّ بعد خمس سنوات من بدايتها.
  • التّعرّق الليلي: قد تُرافق الهبّات الساخنة أحياناً نوبات من التعرّق الليلي، ممّا يؤدي إلى اضطراب في النوم، والشعور بالإرهاق أثناء النّهار.
  • الأعراض المهبلية: إنّ انخفاض مستويات الإستروجين يجعل الأنسجة المُبَطنة للمهبل أقل سمكاً، وأكثر جفافاً، وأقل مرونة، ممّا يؤدي إلى الشعور بالحكة، والتّهيج، بالإضافة إلى حدوث ألم أثناء الجماع، إذ تؤدي هذه الأعراض إلى زيادة خطر الإصابة بالعدوى المهبلية.
  • الأعراض البولية: تخضع الأنسجة المُبَطِنة للإحليل (بالإنجليزية: Urethra)، إلى تغيرات مماثلة لتلك التي تحدث في المهبل، ممّا يؤدي إلى زيادة التبول، وحدوث سلس البول (بالإنجليزية: Urinary incontinence)، وكذلك زيادة خطر الإصابة بعدوى المسالك البولية.
  • الأعراض العاطفية والإدراكية: ومن هذه الأعراض التعب، ومشاكل في الذاكرة، والتغيرات السريعة في المزاج.
  • تغيرات أخرى: ومنها ما يأتي:
  • زيادة الوزن وانخفاض معدل عمليات الأيض (بالإنجليزية: Metabolism)، إذ يتغير توزيع الدهون في الجسم، بحيث يزيد في منطقة الخصر والبطن أكثر من منطقة الفخذين والوركين.
  • ضعف الشّعر وتساقطه.
  • تغيّرات في الجلد، كظهور التجاعيد وحب الشباب.
  • نمو الشعر في منطقة الذقن، أو الصدر، أو البطن، وذلك بسبب استمرار إنتاج مستويات منخفضة من هرمون التستوستيرون الذكري (بالإنجليزية: Testosterone) في الجسم.
  • فقدان امتلاء الثديين.

مضاعفات سن اليأس

بعد انقطاع الطمث، يزداد خطر الإصابة بحالات طبية معينة، ومنها ما يأتي:[1]

  • هشاشة العظام (بالإنجليزية: Osteoporosis).
  • أمراض القلب.
  • مرض الزهايمر (بالإنجليزية: Alzheimer).
  • ضعف العضلات.
  • ضعف الرؤية، نتيجة الإصابة بإعتام عدسة العين (بالإنجليزية: Cataracts)، أو الضمور البُقعي (بالإنجليزية: Macular degeneration)، حيثُ يحدث انحلال للبقعة الصغيرة الموجودة في مركز الشبكيّة، والتي تعتبر مركزاً للرؤية.

تشخيص سن اليأس

يجري الطبيب فحص دمٍ لقياس مستوى بعض الهرمونات، كالهرمون المُنشّط للحوصلة (بالإنجليزية: FSH)، وأحد أنواع هرمون الإستروجين الذي يُسمى الاستراديول (بالإنجليزية: Estradiol)، ويُعتَبَر ارتفاع مستوى هرمون FSH في الدم عن 30 مل وحدة دولية لكل ملليلتر بشكلٍ مستمرّ، بالإضافة إلى انقطاع الحيض لمدة 12 شهراً متوالياً، كافياً لإثبات تشخيص سنّ اليأس، وتجدر الإشارة إلى أنّه يمكن تشخيص الفترة التي تسبق سن اليأس، وذلك بسبب تذبذب مستوى هرمونات الجسم باستمرار، إذ يستطيع الطبيب تشخيص هذه الحالة بالاعتماد على الأعراض، والتاريخ الصحيّ، ومعلومات الحيض لدى المرأة، وقد يتمّ أيضاً اجراء اختبارات دم إضافية، تسهم في استبعاد الحالات الطبيّة الأخرى، والتي تسبب أعراضاً مشابهة لأعراض سنّ اليأس، ومن الاختبارات التي تسهم في التشخيص ما يأتي:[2]

  • اختبار وظائف الغدة الدرقية.
  • اختبار الدّهنيات في الدم (بالإنجليزية: Lipid profile).
  • اختبار وظائف الكبد.
  • اختبار وظائف الكلى.
  • اختبار مستويات بعض الهرمونات مثل التستوستيرون، والبروجستيرون، والبرولاكتين (بالإنجليزية: Prolactin)، واختبار موجهة الغدد التناسلية المشيمائية (بالإنجليزية: Chorionic gonadotropin tests).

أسباب أخرى لسن اليأس

قد يَحدُث انقطاع الطّمث على نَحو غَير طبيعيّ، نتيجة مجموعة من الأسباب، ومن هذه الأسباب ما يأتي:[4]

  • العلاجات الكيميائية والعلاجات الإشعاعية: (بالإنجليزية: Chemotherapy and radiotherapy) المستخدمة في علاج السرطان، إذ تحفز هذه العلاجات الوصول إلى سن اليأس، وفي الحقيقة تظهر أعراض سنّ اليأس أثناء العلاج، أو بعدَ فترة قصيرة من انتهائه، وقد يحدث ذلك بشكلٍ مؤقت، إذ من الممكن أن تستعيد المرأة القدرة على الإنجاب.
  • استئصال المبيضين: (بالإنجليزية: Bilateral oophorectomy) إنّ الاستئصال الجراحي للمبيضين يُسبب انقطاع الطمث بشكلٍ فوريّ، حيث تحدث التغييرات الهرمونية بشكلٍ مفاجئ، فتؤدي إلى ظهور أعراض سنّ اليأس بصورة أكثر شدّة من الوضع الطبيعيّ، ومن الجدير بالذكر أنّ جراحة استئصال الرحم (بالإنجليزية: Hysterectomy) تُسبب انقطاع الدورة الشهرية، ولكنّ أعراض سنّ اليأس لا تظهر بشكلٍ فوري، وذلك لأنّ المبايض تستمر في إنتاج هرمونيّ الإستروجين والبروجستيرون.
  • قصور المبيض الأولي: (بالإنجليزية: Primary ovarian insufficiency) تعاني حوالي 1% من النساء من انقطاع الطمث قبل سن ال40، أو ما يُسمّى بانقطاع الطمث المُبكّر (بالإنجليزية: Premature menopause)، ويُعدّ قصور المبيض الأولي أحد الأسباب المؤدية إلى ذلك، وفي الحقيقة يحدث قصور المبيض الأولي بسبب عوامل وراثية، وأمراض المناعة الذاتية، وأسبابٍ غير معروفة، ويؤدي ذلك إلى انعدام قدرة المبيضين على إنتاج مستويات طبيعية من الهرمونات التناسلية.

علاج سن اليأس

بالرغم من أنّ مرحلة سنّ اليأس لا تتطلب أي علاج طبّي، إلا أنّه يُمكن استخدام بعض العلاجات لتخفيف الأعراض، ومنع حدوث المُضاعفات المُزمنة التي قد تحدث مع التقدم في العمر، ومن هذه العلاجات ما يأتي:[5][6][2]

  • العلاجات الدّوائيّة: ومنها ما يأتي:
  • العلاجات المنزلية وتغيير نمط الحياة: يُمكن اتّباع النصائح الآتية للتّخفيف من الأعراض المرافقة لسن اليأس:
  • الطب البديل: ويتضمن الخيارات الآتية:
  • العلاج بالهرمونات البديلة: (بالإنجليزية: Hormone replacement therapy) حيثُ يتوفر هرمون الإستروجين بعدّة أشكال، منها الأقراص، والرُّقع الجلدية، ويمكن زرع الدواء تحت الجلد (بالإنجليزية: Implants).
  • علاج مشاكل الشعر: حيث يمكن استخدام دواء المينوكسيديل (بالإنجليزية: Minoxidil) الموضعي بنسبة 5% لعلاج مشكلة تساقط الشعر، كما يمكن استخدام شامبو يحتوي على دواء الكيتوكونازول (بالإنجليزية: Ketoconazole) بنسبة 2%، وبيريثيون الزنك (بالإنجليزية: Zinc pyrithione) بنسبة 1% لعلاج تساقط الشعر.
  • علاج نمو الشعر الزائد: يستخدم دواء الإفلورنيثين (بالإنجليزية: Eflornithine hydrochloride) على شكل كريم موضعي للتخلص من نمو الشعر غير المرغوب به.
  • علاج القلق، والاكتئاب، والهبات الساخنة: يمكن استخدام مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية (بالإنجليزية: Selective serotonin reuptake inhibitors) لعلاج هذه الأعراض، ومن الأمثلة الشائعة عليها دواء الباروكسيتين (بالإنجليزية: Paroxetine).
  • علاج جفاف المهبل: يمكن استخدام المُرطبات المهبلية، وتكون إما غير هرمونية، وإما تحتوي على جرعات صغيرة من هرمون الإستروجين، حيثُ تُستَعمل للتخفيف من جفاف المهبل، والألم اثناء الجماع.
  • علج عدوى المسالك البولية: يمكن استخدام المضادات الحيوية للوقاية من عدوى المسالك البولية.
  • علاج هشاشة العظام: يوجد العديد من الأدوية التي يمكن استخدامها لعلاج هشاشة العظام بعد سن اليأس، ومثال ذلك الرالوكسيفين (بالإنجليزية: Raloxifene)، والكالسيتونين (بالإنجليزية: Calcitonin).
  • تناول الغذاء المتوازن، بالإضافة إلى الحرص على تناول مكملات الكالسيوم، وفيتامين د، والمغنيسيوم، للمساعدة على تقليل خطر الإصابة بهشاشة العظام.
  • ممارسة تقنيات الاسترخاء، كاليوغا والتأمل.
  • الحصول على قسط كافٍ من النّوم.
  • تقوية عضلات قاع الحوض، عن طريق ممارسة تمارين كيجل (بالإنجليزية: Kegel exercises)، حيثُ إنّها تساعد على التّخفيف من سَلس البول.
  • الإقلاع عن التّدخين، وتجنّب التدخين السلبي؛ لأنّ التدخين قد يؤدي إلى زيادة شدة الأعراض المرافقة لسن اليأس.
  • الإقلاع عن شرب الكحول.
  • ممارسة التّمارين الرياضية بانتظام، وبشكلٍ معتدل لمدّة تتراوح من 20 إلى 30 دقيقة يومياً.
  • الإستروجين النّباتي: (بالإنجليزية: Phytoestrogens) حيثُ إنّ الاستروجين يوجد بشكلٍ طبيعيّ في بعض الأطعمة، مثل فول الصويا وبُذور الكتّان، وأظهرت بعض الدراسات أنّها قد تساعد على الحدّ من أعراض سنّ اليأس، ولكنّ معظم الدراسات لم تثبت ذلك، ويُعتقد أيضاً أنّ عشبة الميرمية (بالإنجليزية: Herb sage) تحتوي على مُركّبات ذات تأثيرات تشبه الإستروجين، ويجدُر التّنبيه إلى أهمية تجنُّب استخدام هذه العشبة وزيوتها لدى الأشخاص الذين يعانون من الحساسية، وكذلك لدى النساء الحوامل أو المرضعات، واستخدامها بحذر من قبل الأشخاص المصابين بارتفاع ضغط الدم أو الصرع.
  • الكوهوش الأسود: (بالإنجليزية: Black cohosh)، حيث يشيع استخدام هذا النبات لأعراض سن اليأس، ولا يوجد دليل كافٍ يثبت فعاليته، وقد يسبب الضرر للكبد، وللنساء اللواتي أصبن بسرطان الثدي في وقت سابق.
  • الوخز بالإبر: (بالإنجليزية: Acupuncture) قد يكون للوخز بالإبر الصينية فائدة مؤقتة لعلاج الهبّات الساخنة.
  • التنويم المغناطيسي: (بالإنجليزية: Hypnosis) وفقاً لدراسة صادرة عن المركز الوطني للطب التكميلي والتكاملي (بالإنجليزية: National Center for Complementary and Integrative Health)، وُجِدَ أنّ التنويم المغناطيسي يقلل من الهبات الساخنة، ويساعد على تحسين النوم.

المراجع

  1. ^ أ ب "Menopause Basics", www.webmd.com, Retrieved 13-6-2018. Edited.
  2. ^ أ ب ت Jennifer Huizen (17-1-2018), "Everything You Should Know About Menopause"، www.healthline.com. Edited.
  3. ↑ "Menopause", www.medicinenet.com. Edited.
  4. ^ أ ب Mayo Clinic Staff (7-8-2017), "Menopause Symptoms & causes"، www.mayoclinic.org. Edited.
  5. ↑ Mayo Clinic Staff (7-8-2017), "Menopause Diagnosis & treatment"، www.mayoclinic.org. Edited.
  6. ↑ "Menopause", www.nhs.uk, Retrieved 16-6-2018. Edited.