ما هو سبب الرعاف

ما هو سبب الرعاف
(اخر تعديل 2023-08-06 01:31:13 )

الرّعاف

يُعدّ الرّعاف (بالإنجليزية: Nosebleed) أو نزيف الأنف من المشاكل الشائعة التي قلّما تدلّ على مشكلة طبية خطيرة، ويحدث لدى البالغين والأطفال بين عمر 3-10 سنوات، حيث يحتوي الأنف على أوعية دموية قريبةً للسطح سهلة التعرّض للنزف. يحدث نزيف الأنف في معظم الأوقات أمام الحاجز الأنفي (بالإنجليزية: Nasal septum)؛ وهو الجزء الذي يفصل الأنف إلى جزئين،[1][2] ويتمّ تقسيم النزيف الأنفي كما يأتي:[3]

  • النزيف الأمامي: (بالإنجليزية: Anterior nosebleed)، يحدث هذا النزيف في المنطقة الأمامية من الحاجز الأنفي، والذي في أغلب الأوقات لا يحتاج رعاية طبية، وإنّما يتمّ السيطرة على وضعه في المنزل.
  • النزيف الخلفي: (بالإنجليزية: Posterior nosebleed)، يحدث هذا النزيف في المنطقة الخلفية للأنف، وفيه يتجه الدّم باتجاه الفم والبلعوم أيضاً، وبالرغم من قلّة حدوثه إلّا أنّه قد يشكّل خطراً يستدعي التدّخل الطبي المباشر.

أسباب الرّعاف

يوجد العديد من الأسباب التي تلعب دوراً في التسبّب بالرّعاف يتربّع على رأسها الجو الجاف؛ حيث يسبّب العيش في المناطق الجافة واستخدام أنظمة التدفئة المختلفة في الأماكن المغلقة جفاف أغشية وأنسجة الأنف الداخلية، ويفتح هذا الطريق لتقشرّها ممّا يسبب الشعور بالحكة أو التهيّج وبمجرد العبث بالأنف يحصل النزيف، كما وتتسبّب بعض الأدوية بجفاف أغشية الأنف مثل؛ مثبّطات الهيستامين (بالإنجليزية: Antihistamines) ومضادّات الاحتقان (بالإنجليزية: Decongestants) التي يتمّ استخدامها في حالات الزّكام والحساسية،[4][5] ويلعب التدخين أيضاً دوراً في التسبّب بجفاف الأنف، وفيما يأتي ذكر لباقي الأسباب المحتملَة للرّعاف:[3]

  • الإصابة بالزّكام: حيث يسبّب تهيّج أغشية الأنف، ومع تكرار تنظيف الأنف يتعرّض الأنف للنزيف، والتهاب الجيوب (بالإنجليزية: Sinusitis) أو التهابات الجهاز التنفسّي العلوي والتي تسبّب العطاس والسّعال المستمر مع الحاجة لتنظيف الأنف بشكل مستمر،[5][6] وكذلك التهاب الأنف التحسّسي وغير التحسّسي (بالإنجليزية: Rhinitis).[6]
  • التعرّض لبعض المواد الكيميائية المهيّجة: مثل؛ الأمونيا (بالإنجليزية: Ammonia) والكوكائين (بالإنجليزية: Cocaine).[6][7]
  • إصابة الأنف: كما في حال وجود جسم غريب داخل الأنف، أو تعرّض الأنف للأذى، أو خضوع الأنف أو الوجه لعملية جراحية.[6][7]
  • انحراف الحاجز الأنفي: (بالإنجليزية: Deviated septum)، وفيه يمتلك الحاجز الأنفي شكلاً غير طبيعي.[6]
  • استخدام أدوية ترقق الدّم: (بالإنجليزية: Blood-Thinning Medications) أو الأدوية المميعة للدم، حيث تتعارض هذه الأدوية مع قدرة الجسم الطبيعية على تخثّر الدّم وبالتالي تجعل احتمالية حدوث نزيف الأنف عالية وإمكانية إيقافه أصعب، وفيما يأتي بعض الأمثلة على هذه الأدوية:[8]
  • الإصابة ببعض الأمراض: ارتفاع ضغط الدّم (بالإنجليزية: High blood pressure)،[4] وأمراض الدّم مثل: نزيف الدّم الوراثي المعروف بالهيموفيليا (بالإنجليزية: Hemophilia) والسّرطانات، وتعدّ هذه من الأسباب النادرة لنزف الأنف.[6][7]
  • مضادّات التخثّر (بالإنجليزية: Anticoagulant) مثل؛ الهيبارين (بالإنجليزية: Warfarin).
  • مضادّات الصفائح الدموية (بالإنجليزية: Anti-platelet medication) مثل؛ الكلوبيدوغريل (بالإنجليزية: Clopidogrel).
  • الأسبرين (بالإنجليزية: Aspirin).
  • مضادّات الالتهاب اللاستيرويدية (بالإنجليزية: (Nonsteroidal anti-inflammatory drugs (NSAIDS) مثل؛ النابروكسين (بالإنجليزية: Naproxen).

الإسعافات الأوليّة للرّعاف

في الغالب عند القيام بالإسعافات الأولية بالطريقة الصحيحة لا يكون هنالك حاجة لمقدّم الرعاية الصحية إطلاقاً، وفيما يأتي خطوات إيقاف نزيف الأنف بالتفصيل:[9]

  • الجلوس أو الوقوف مع ميلان الرأس للأمام قليلاً: ويجب التنبيه على عدم إحناء الرأس للخلف على الإطلاق؛ وذلك لإمكانية دخول الدّم باتجّاه الخلف تجاه الجيوب والبلعوم، ليتسبّب ذلك بدخول الدّم في الممرات التنفسيّة والاختناق، ويُنصَح ببصق أيّ دم موجود في الفم أو البلعوم لتجنّب المشاكل التي من الممكن أن تنتج في حال بلع الدّم مثل: الغثيان، والاستفراغ، والإسهال.[9][10]
  • تطبيق الضغط على الأنف باستخدام اصبعي الإبهام والسبابة: بهدف إغلاق فتحتي الأنف، وذلك أثناء الحفاظ على الوضعية السابقة مع التنفس عن طريق الفم والاستمرار بالضغط لمدّة 10 دقائق، ويجب التنبيه على عدم التحقّق من توقف الدّم من عدمه خلال هذه المدّة، تحسباً لاحتمالية بدء النزيف من جديد، ومن الجدير بالذّكر أنّه لا يُنصَح بوضع القطن أو المناديل داخل الأنف،[9][10] ويمكن بدلاً من استخدام الإبهام والسبابة القيام بصنع أداة بسيطة لتطبيق الضغط على الأنف عن طريق استخدام خافض اللّسان ولاصق.[8]
  • الجلوس بهدوء وإبقاء الرأس مرتفعاً: وذلك بالمحافظة على الرأس بمستوىً أعلى من مستوى القلب، وتجنّب الاستلقاء أو وضع الرأس بين الساقين، وتطبيق الثلج الموضوع داخل منشفة أو الكمادات الباردة على الأنف.[9][10]
  • استخدام بخاخات الأنف المضادة للاحتقان: في حال استمرار النزيف بعد مرور 10 دقائق يتمّ إعادة خطوة تطبيق الضغط من جديد، كما ويمكن استخدام بخاخات مضادّات الاحتقان الأنفية، وذلك لدورها الفعّال في تحفيز انقباض الأوعية الدموية قبل تطبيق الضغط على الأنف من جديد، ولكن يجب الانتباه إلى أنّه من الخطأ استخدام مضادّات الاحتقان بشكل عام أكثر من عدّة أيام وذلك لإمكانية قيامها بالعكس تماماً أي زيادة وضع الاحتقان والرّعاف سواءاً.[8][10]
  • تجّنب تنظيف الأنف أو العبث به: بالإضافة لضرورة تجنب حمل شيء ثقيل أو أيّ ما يمكنه التسبّب بحدوث النزيف من جديد وذلك خلال 24 ساعة من بعد توقّف النزيف.[10]

مراجعة الطوارئ

تستدعي بعض حالات نزيف الأنف طلب العناية الطبية الطارئة، وذلك عند استمرار نزيف الأنف لمدّة تزيد عن عشرين دقيقة بعد محاولة القيام بالإسعافات الأولية، كما وأنّه لا بدّ من الانتباه لكمية الدّم المفقدوة خصوصاً إن كان الشخص يعاني من أمراض في الدّم مثل: الهيموفيليا أو فقر الدّم (بالإنجليزية: Anemia) أو يتناول الأدوية التي تسبّب ترقّق الدّم، وذلك لاحتمالية خسارة الدّم بكمية كبيرة، وتتضمن الأعراض التي تدل على خسارة الدّم بكمية كبيرة والتي تستدعي مراجعة الطوارئ: الشعور بالدّوار أو الضّعف، أو الاضطراب، أو شحوب لون الجلد، أو تسارع ضربات القلب، أو ألم الصّدر.[11]

لا بدّ من طلب الرعاية الطبية الطارئة عند حصول نزيف الأنف الناتج عن التعرّض لأذىً شديد، وذلك لاحتمالية وجود ما هو أسوأ من مجردّ نزيف في الأنف كوجود كسر ما، كما وتكون الحاجة موجودة للطوارئ لدى مرضى ارتفاع ضغط الدّم عند حصول الرّعاف بشكل فجائي أو عند ترافق الرّعاف مع أعراض مثل: الصداع والتشوّش الذهني،[11] وتتضمن الإجراءات التي يمكن للطبيب القيام بها لإيقاف النزيف ما يأتي:[3]

  • حشو الأنف بالشاش، ويبنغي عدم تجربة الشخص فعل ذلك بنفسه.
  • استخدام بالون مطاطي مرن قابل للنفخ.
  • المعالجة بالكيّ (بالإنجليزية: Cauterization)، وفيها يتمّ استخدام الحرارة أو الكهرباء لحرق الوعاء الدموي النازف.

المراجع

  1. ↑ Valencia Higuera (14-3-2018), "What Causes Nosebleed?"، www.healthline.com, Retrieved 26-2-2019. Edited.
  2. ↑ "Nosebleed", medlineplus.gov,28-1-2019، Retrieved 26-2-2019. Edited.
  3. ^ أ ب ت Jerry Kennard (19-12-2019), "Causes and Treatment of Nosebleeds"، www.verywellhealth, Retrieved 26-2-2019. Edited.
  4. ^ أ ب Valencia Higuera (14-3-2018), "What Causes Nosebleed?"، www.healthline.com, Retrieved 27-2-2019. Edited.
  5. ^ أ ب "Nosebleeds", kidshealth.org,1-2015، Retrieved 27-2-2019. Edited.
  6. ^ أ ب ت ث ج ح "(Nosebleed (Epistaxis", my.clevelandclinic.org,05-02-2018، Retrieved 27-2-2019. Edited.
  7. ^ أ ب ت Mayo Clinic Staff (2-5-2018), "Nosebleeds"، www.mayoclinic.org, Retrieved 27-2-2019. Edited.
  8. ^ أ ب ت Jennifer J. Brown (22-1-2016), "Nosebleed for No Reason? Here Are Some Possible Causes"، www.everydayhealth.com, Retrieved 27-2-2019. Edited.
  9. ^ أ ب ت ث John P. Cunha (8-3-2018), "(Nosebleed (Epistaxis, Nose Bleed, Bloody Nose"، www.medicinenet.com, Retrieved 27-2-2019. Edited.
  10. ^ أ ب ت ث ج Kristin Hayes (12-2-2018), "Stop a Nosebleed"، www.verywellhealth.com, Retrieved 27-2-2019. Edited.
  11. ^ أ ب Kristin Hayes (8-2-2019), "When Is a Bloody Nose an Emergency?"، www.verywellhealth.com, Retrieved 27-2-2019. Edited.