ما أهمية العلم في حياة الانسان
العلم
تختلفُ وجهات النظر، والآراء حول جدوى الأشياء، ومدى إمكانيّة الاستفادة منها، إلّا أنّ هناك بعض الأمور الثابتة التي لا يختلف عليها اثنان؛ فلا جدال على أهمّية العلم مثلاً؛ إذ أثبتها التاريخ بما فيه من علماء، واختراعات، وبما شهده من تطوُّر، وارتقاء للحضارات بالعلم، وسقوط، وانتكاس لأمم أخرى بالجهل، علماً بأنّ بيان هذه الأهمّية، وتوضيح جوانبها، يزيد من الوَعي بها، ويُتيح المجال؛ للاستفادة من كلّ فرصة فيها.
يُعتبَر العلم من المُنتَجات العالَميّة التي اشترك في تكوينها البشر على مَرِّ العصور، بمختلف أعراقهم، ولغاتهم، وتخصُّصاتهم، حيث إنّ العلم كان، ولا يزال عاملاً من عوامل القوّة للأمّة التي تمتلكه؛ فبه تُصنَع الآلات، وتُستخرَج الثروات، وتُستثمَر الطاقات، ويزداد وَعي المجتمع، وترتفع مكانته، وبه يُفهَم الكون، وتُحَلُّ المشكلات، وتُبتكَر الأدوات، وتزدهرُ الصناعات؛ إذ إنّ العلم ما هو إلّا نتاج التحام المعارف النظريّة بالتجارب العمليّة، وهو محاولة مُستمِرّة؛ لفَهم المشكلات الماضية، والحاضرة، والسَّعْي إلى حَلِّها بالطُّرق العلميّة الموثوقة، كالتجارب المنهجيّة، ورَصد الظواهر، ومُلاحظة تكرارها، دون تحيُّز، أو مُحاباة، ومن الجدير بالذكر أنّ العلم هو السَّعي الجادّ المُنضبِط نحو المعرفة التي تثبتُ الحقائق بأدقّ تفاصيلها حتى على الصعيد النظريّ، فبالعلم يتمّ رَبط المفاهيم المُنفصِلة، وتلتقي الإجابات المُقنِعة عن أكثر الأسئلة الفلسفيّة، والعلميّة تعقيداً.[1][2]
يمكن وصف العلم بأنّه: عمليّة مُتكامِلة، ومُستمِرّة، تهدف إلى دراسة آليّة عمل الموادّ، والمَعدّات، والسلوكيّات العامّة، والخاصّة، ومُراقبتها، ودراستها بتأنٍّ؛ لقياسها، وتطويرها حتى الوصول إلى التفسيرات المنطقيّة، والأدلّة العلميّة التي تقود الأفراد إلى نظريّات، واختراعات مُنبثِقة عن مُجمَل تلك الأنشطة، والتفاعُلات، وقد قدّم العلماء قديماً، وحديثاً أعظم المجهودات بدافع الفضول المعرفيّ الذي يحثُّهم على إتمام مئات التجارب، والمحاولات بخطوات مُتسلسِلة، ومدروسة؛ بهدف الوصول إلى مُنتَج علميّ بدأ بفكرة، أو فرضيّة، وأصبح نظريّة، أو حقيقة لا يمكن نَفْيها.[3][4]
أهمّية العلم في حياة الإنسان
بتطوُّر إمكانيّات الإنسان العلميّة، تتطوَّر المجتمعات، وترتقي الدُّول؛ فالعلم قوّة تُتيح لاقتصاديّات الدُّول العديد من الآفاق الصناعيّة، والاستثماريّة الهائلة، ففي التنافس التكنولوجيّ كان للعلم اليد الطولى في فتح مسارات لانهائيّة في المجالات التقنيّة، وحتى على المستوى الفرديّ، إذ إنّ مجالات التطوُّر كبيرة، ومُتاحة عن طريق الحاسوب، والإنترنت، حيث يمكن الحصول على آلاف المصادر، والمُتخصِّصين في كلّ مجال، كما أنّه عن طريق العلم ينعم البشر الآن بالكهرباء، ومصابيح الإنارة مثلاً، والتي غيَّرت مجرى التاريخ إلى الأبد، ومن الجدير بالذكر أنّ الحياة تتراجع بالجهل، وتتقدَّم بالعلم الذي أنقذ حياة الملايين؛ بسبب تطوُّر الصناعات الطبّية في الجراحة، والتعقيم، والتنظير، وتقنية الليزر، كما ساهم في ابتكار حلول سهَّلت التنقُّلات، ووفَّرت المعلومات، وحسَّنَت ثقافة، ومستوى تطلُّعات، وإمكانيّات الإنسان.[5]
التحصُّن بالعلم لم يعد أمراً ثانويّاً؛ ففي المدارس يتلقّى الطلبة تعليمهم، بالإضافة إلى ما يصلهم من معلومات، وفوائد في مختلف المناهج التي يدرسونها، كما أنّ هناك كمّية ليست بالبسيطة من المهارات، والمعرفة المُكتسَبة بطُرق غير مباشرة، إذ يمكن عن طريق نشاط بسيط أن يتعلَّم الطالب مهارة إدارة الفريق، والعمل الجماعيّ، والتفكير الإبداعيّ، وطُرق حَلّ المشكلات، واتِّخاذ القرارات، وعن طريق واجب منزليٍّ مُعيَّن يمكن للطالب تعلُّم أساليب البحث عن المعلومة، واكتشاف أفق آخر للحاسوب، والإنترنت، بالإضافة إلى اكتسابه طُرَق صياغة المعاني، وتنسيق الأفكار، ومهارة الاستدلال، والتلخيص، وبناء الفرضيّات، والبحث لها عن حلول، وتلك المهارات كلّها، وغيرها من المهارات تُعتبَر ثروة حقيقيّة تُنمِّي شخصيّة الطالب، وتزيد من وعيه، وسعيه إلى كَسب مزيد من المعرفة، والخبرة الحياتيّة، حيث إنّه كلّما اكتسبها وهو في سِنٍّ مُبكِّر، فإنّه يمكنه تحقيق الفائدة منها، وتوظيفها بما يعود عليه بالنَّفع.[6]
يُعَدُّ تعلُّم القراءة، والكتابة الخطوة الأولى؛ لاكتساب العلم، إذ لا بُدّ من الدراسة، والتعلُّم؛ ليتمكَّن الإنسان من اكتساب معرفة حقيقيّة بأسلوب منهجيّ مُتسلسِل، وليحظى بفرصة تحقيق النجاحات العلميّة الذاتيّة؛ فالتعليم بوّابة العلم الأولى، وبه تترسَّخ المعرفة النظريّة، ممّا يُهيِّئ الطريق لمعارف علميّة، وتجارب حياتيّة واعية، وفيما يلي بعض فوائد، ومنافع العلم، والتعلُّم التي تدلُّ على مدى مِحوريّة دوره، وأثره في حياة البشر:[7]
- يساعد العلم على الشعور بالثقة الذاتيّة، والتقدير، مع السَّعي إلى الارتقاء الدائم بمستوى الحياة القِيَميّ، والمادّي، والمعنويّ.
- يساعهم العلم في صناعة الأهداف، والطموحات، مع توفُّر الإرادة اللازمة؛ لتحقيقها، وتذليل صعابها.
- يساهم العلم في تحقيق التفاعُل الإيجابيّ مع قضايا الأسرة، والمجتمع، وتقدير دور الأسرة، والاهتمام بمُتطلَّباتها.
- يُشكِّل العلم حِصناً يقي من يحتمي فيه من الاستغلال، والاستغفال، ويمنع التحيُّز، والعُنف، واتِّباع النمطيّة إن لم تكن صحيحة.
- يُحفِّز التعلُّم صاحبه على مواجهة التحدّيات، ويزيد إيمانه بقدراته، فيمكّنه من أدواته المعرفيّة، ومهاراته؛ حتى تتحوّل إلى قوّة تزيد من مسؤوليّته الذاتيّة، ونجاحه الشخصيّ، والأسريّ، وعلى صعيد الدراسة، والعمل، والإنجاز أيضاً.
- يُهيِّئ العلم للمجتمع مسارات تقدُّمه لفترات طويلة، ويُعِدُّه لقبول التنوُّع، والتعدُّد العِرقيّ، والثقافيّ، ويُعلي من قيمة التنمية، ويجعل خُطَط التطوُّر التقنيّ، والاقتصاديّ، والبيئيّ أكثر واقعيّة، وبالتالي يُحقِّق المجتمع المُتعلِّم تنمية شاملة، ويضمن مستقبلاً واعداً لكلّ أبنائه.
ويتطلَّب العلم الصبر، والمُثابرة، إذ إنّ الأدوات، والأجهزة، والتقنيات من حولنا لم تُكتَشف بجُهد يسير، أو وقت قصير، بل تطلَّبت تكاتُف الجهود، والإصرار على مواصلة الإنجاز؛ لتحقيق التنمية المَرجُوّة، وذلك ما يمكن وصفه بالتطبيق المُتدرِّج للمعرفة الإنسانيّة، حيث إنّ ذلك لا يتمّ باحتكار حقّ التعليم لفئة من المجتمع، أو بتطبيق شكل من أشكال الطبقيّة في التعليم الأساسيّ، كما أنّ تأمين التعليم للمجتمع يُؤثِّر بشكل مُتراكِم في قوّة الدُّول، ونسبة ازدهارها؛ فكُبرى الدُّول المُتصدِّرة للبحث العلميّ، والعلوم، تسعى إلى تعزيز التقدُّم العلميّ، وتُشجِّع أفراد المجتمع كلّهم على الابتكار؛ للوصول إلى تحقيق التنمية المُستدامة؛ لأنّ تنمية المجتمع جُهد مُشترَك يرتكز على تراكميّة المعرفة، والثقافة، والعلم.[8]
بعض الإنجازات العلميّة المعاصرة
يزخر التاريخ بتجارب، واكتشافات العلماء السابقين، وفي ما يأتي تسليط للضوء على بعض الإنجازات العلميّة التي تمّ تطبيقها في الحياة اليوميّة:[9]
- توظيف الأقمار الصناعيّة في نظام تحديد المواقع؛ حيث إنّه اليوم مُتاح للكثيرين بعد أن تمّ تأسيسه؛ لخدمة الأنشطة العسكريّة، أمّا اليوم فإنّه يُعَدُّ مفيداً للسائقين، والرحّالة، والمسافرين، والشركات، والمصانع، ومواقع التسوُّق الإلكترونيّ، وغيرها.
- تقنية فلترة المياه؛ حيث إنّ بعض الشركات ابتكرت أداة مُتنقِّلة؛ لتنقية مياه الشرب في المُستنقَعات، والأنهار، ممّا ساهم في إنقاذ أرواح الكثيرين لدى حدوث الكوارث الطبيعيّة، والرحلات البرّية.
- وسائل النقل، والتواصُل؛ فالطائرة مثلاً تنقل المسافرين بين أيّ نقطتين، أو أكثر على الخريطة، أمّا الإنترنت، والهاتف الجوّال، فهي أدوات تُتيحُ الاطِّلاع على آخر الأخبار، والدراسة عن بُعد، كما تُتيحُ إمكانيّة التواصُل مع أيّ شخص، في أيّ مكان، وفي أيّ وقت كان.
المراجع
- ↑ "What is science?", undsci.berkeley.edu, Retrieved 28-12-2018. Edited.
- ↑ "Science", britannica.com, Retrieved 28-12-2018. Edited.
- ↑ "science", dictionary.cambridge.org, Retrieved 28-12-2018. Edited.
- ↑ "What is science?", spaceplace.nasa.gov,15-3-2013، Retrieved 28-12-2018. Edited.
- ↑ "5 Reasons Why Science is Important in Our Daily Life", prezi.com, Retrieved 28-12-2018. Edited.
- ↑ "Importance of Science Education in Schools", academicpartnerships.uta.edu,8-9-2017، Retrieved 28-12-2018. Edited.
- ↑ Sakshi Jain (27-8-2018), "Education Is Important: Top 17 Reasons Why?"، listbrew.com, Retrieved 28-12-2018. Edited.
- ↑ "The most important application of science", ncbi.nlm.nih.gov,18-8-2014، Retrieved 28-12-2018. Edited.
- ↑ "How Science Affects Your Life", jw.org, Retrieved 28-12-2018. Edited.