تأتي النفس لغة بمعنى الروح، وبمعنى حقيقة الشيء وذاته، وبمعنى الدم، والأخ، والحسد، وجمعها نفوس وأنفس، أما في الاصطلاح فالنفس حسب ما ورد في كتاب التعريفات هي جوهر بخاري لطيف، يحمل قوة الحياة والحركة الإرادية والحس، أما في القرآن الكريم فتأتي بعدة معاني،[1] نذكر منها أنها:
وفي تعريف آخر فهي شيء مختلف عن الروح والعقل، وإنما هي نتيجة التقاء الروح بالجسد، يعرف الإنسان فيها بوجدانه وأحاسيسه ومدركاته، فهي ذاته.[1]
نظر الإسلام للنفس نظرة مكرمّة معظمة، وذلك بالإطلاق، ولا يوجد استثناء مبني على جنس أو لون أو دين، يشكل المسلمين وغير المسلمين، فيرزق الله جميع البشر، وقد تفضّل عليهم جميعًا، ويظهر ذلك على تعامل النبي عليه الصلاة والسلام مع المنكرين عليه والمخالفين له، فلا يجوز إهانة النفوس البشرية، أو وظلمها، أو التقليل من شأنها، أو التعدي عليه بظلم، كما أن النفس لن تظلم يوم القيامة، مؤمنة كانت أم كافرة.[4]
النفس هي نفس واحدة، ولكن صفاتها تتعدد، فتكتسي اسمها بناءًا على صفتها الحالية، فإن كانت مطمئنة إلى الله، عابدة ومحبة له، ومنيبة إليه، ومتوكلة عليه، راضية به فهي نفس مطمئنة، وإن كانت كثيرة التردد والتلوم والتلقب ولا تثبت على حال، تارة تذكر وأخرى تغفل، وتارة تقبل ثم تعرض، ثم تنيب وتجفوا، فهي بذلك نفسٌ لوامة، تبغض وتحب، وتفرح وترضى، ثم تحزن وتغضب، وأما حين تأمره بالسوء والشر، وهو من طبيعتها، فهي نفس مذمومة، تسمى بالنفس اللوامة، تتفاوت النفس بين صفاتها الثلاث، وذلك من كمالها وصلاحها.[5]