متى تبدأ العشر الأواخر من رمضان

متى تبدأ العشر الأواخر من رمضان
(اخر تعديل 2023-08-06 01:31:13 )

العشر الأواخر

من رحمة الله تعالى بعباده أنّه هيّأ وشرع لهم أيّامّاً ومواسم مباركة، يمكنهم فيها الإكثار من الطّاعات والعبادات تقرّباً إليه، ورغبةً في حصول الأجر والثّواب وزيادته، ومحو السّيئات والخطايا، ومن هذه الأيّام واللّيالي الفضيلة العشر الأواخر من رمضان، فهي أيّامٌ عظيمة يعظم فيها الأجر والثّواب، وينال المسلم بها رحمة الله تعالى كلّما زاد من إكثار أداء الأعمال الصّالحة، لذلك عليه اغتنامها قبل انقضائها، وعدم تفويت أجورها بانشغاله فيما يلهيه من متاع الدّنيا.[1]

وقت بدء العشر الأواخر من رمضان

ظهر اختلاف بين العلماء على وقت بدء الاعتكاف في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، وذلك على رأيين، وفيما يأتي بيانهما:[2].[3]

  • الرّأي الأوّل: بحسب رأي الجمهور من العلماء بما فيهم الأئمّة الأربعة، وهو أنّ الوقت يبدأ قبيل غروب شمس ليلة الحادي والعشرين من رمضان، وعلى ذلك فإنّ المسلم الّذي ينوي أن يعتكف في هذه العشر المباركة، أن يبدأ اعتكافه وينوي ذلك قبيل غروب شمس اليوم العشرين من رمضان، وهي ليلة الحادي والعشرين من رمضان.
  • الرّأي الثّاني: بحسب رأي الأوزاعيّ، واللّيث، والثّوري، وهو أنّ الوقت يبدأ يوم الحادي والعشرين من رمضان بعد صلاة الفجر، وعلى ذلك فإنّ المسلم الّذي في نيّته أن يعتكف في هذه العشر المباركة، عليه أن يبدأ اعتكافه بعد صلاة الفجر من يوم الحادي والعشرين.

والرّاجح هو الرّأي الأوّل، وهو رأي الجمهور من العلماء الذي يقول أنّ وقت الاعتكاف في العشر الأواخر يكون قبيل غروب شمس ليلة الحادي والعشرين من رمضان.

فضل العشر الأواخر

على المسلم اغتنام الأوقات المباركة في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، وزيادة تقرّبه إلى الله تعالى بالأعمال الصّالحة فيها؛ لما لها من فوائد عظيمة، فهي تعتق رقاب العباد من النّيران، ويستجيب الله تعالى فيها الدّعوات، وتتنزّل فيها الخيرات والبركات،[4] وأعظم فوائد العشر الأواخر أنّ فيها ليلة القدر الّتي تتميّز بعدّة ميّزاتٍ وفضائلٍ، وفيما يأتي بيانٌ لبعضها:[5]

  • انفرادها بخاصيّة جليلة، وهي نزول القرآن الكريم فيها لهداية النّاس، وإرشادهم للطّريق الحق المستقيم، وإبعادهم عن طريق الضّلال والانحراف، وتوجيههم لاكتساب العلم الصّحيح الّذي يزيد من إيمانهم ويقوّيه.
  • كتابة أرزاق العباد، وآجالهم، وأحوالهم.
  • نزول سورة في القرآن الكريم باسمها، وهي سورة القدر، ممّا يدلّ على بركتها وأهمّيتها.
  • نزول الملائكة وجبريل عليهم السّلام بالبركات والخيرات.
  • حصول السّلامة والأمان في هذه اللّيلة من العذاب، وذلك بسبب ازدياد فعل المسلم من الأعمال الصّالحة ابتغاء مرضاة الله تعالى.
  • غفران ذنوب المسلم الّذي يقوم هذه اللّيلة، ويجتهد فيها.
  • تعظيم العبادة في هذه اللّيلة، وذلك بأنّ عمل المسلم فيها وإكثاره من العبادات والأعمال الصّالحة يعدّ خيراً من ألف شهر.

الوسائل المعينة على اغتنام العشر الأواخر

هنالك عددٌ من الوسائل الّتي تعين المسلم على اغتنام العشر الأواخر، وفيما يأتي بيانٌ لبعضها:[6]

  • استقبال هذه العشر بالعلم بها، وذلك بأن يجتهد المسلم في معرفة خصائصها، وفوائدها، وما يتعلّق بها، ممّا يعينه على قيامها بقوّةٍ وعزيمة.
  • العزيمة والنية الصّادقة في الاجتهاد في العشر الأواخر، وتهذيب النّفس.
  • تذّكر أنّ الدّنيا فانيةٌ، وزائلةُ، وأنّها لا تساوي شيئاً، وأنّها محطّ انتظارٍ حتّى الوصول للدّار الآخرة.
  • التّعامل مع النّاس بحذر، وعدم السّماح لهم بإضاعة الوقت لكي لا تفوت على المسلم هذه اللّيالي.
  • الحرص على الاجتهاد بالعبادة في كلّ ليلة، وأن يكون هذا الحرص في كلّ ليلة أشدّ من السابقة.
  • الحرص على التّوبة من الذّنوب والمعاصي، فالذّنوب تحرم المسلم من التّلذذ بفعل العبادات.
  • إبعاد الهاتف قدر المستطاع، وعدم استخدامه إلّا في حالات الضّرورة.
  • استحضار المسلم فكرة أنّ هذه الأيّام ستذهب، ولن تأتي إلا في رمضان القادم، والمسلم لا يضمن أن يكون موجوداً في العام المقبل ليغتنمها.

على المسلم الاجتهاد في هذه اللّيالي المباركة اقتداءً برسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وفي ذلك ما روته عائشة رضي الله عنها، حيث قالت: (كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يجتهدُ في العشرِ الأواخرِ ، ما لا يجتهدُ في غيرِه)،[7][5] ومن الأعمال والعبادات المستحبّ فعلها والإكثار منها في هذه الأيّام ما يأتي:[8][6]

  • قيام اللّيل كلّه قدر المستطاع كما كان يفعل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ويكون إحياء اللّيل بالإكثار من الصّلاة، وقراءة القرآن الكريم، والإكثار من ذكر الله تعالى.
  • الحرص على تنبيه الأهل وإيقاظهم للصّلاة.
  • ختم القرآن الكريم مرّاتٍ عديدة.
  • الاعتكاف قدر المستطاع، والاعتكاف هنا المقصود فيه الابتعاد عن كلّ ما يلهي ويبعد المسلم عن التّفرغ وإعطاء الوقت للعبادة، فإن لم يستطع المسلم الاعتكاف في كلّ اللّيالي، فعلى الأقلّ أن يعتكف ليلةً واحدة، أو يعتكف الّليالي الفرديّة من هذه العشر.
  • الاستعانة بالدّعاء، والإكثار منه، والإلحاح فيه، خاصّةً في أوقات السّحر.
  • اعتزال النّساء، ممّا يؤدّي لصفاء النّفس، وابتعادها عن الشهوات، الأمر الّذي يؤدّي للجدّ والاجتهاد في العبادة، وفي ذلك ما روته عائشة رضي الله عنها حيث قالت:(كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ، إذا دخل العشرُ ، أحيا الليلَ وأيقظ أهلَه وجدَّ وشدَّ المِئزَرَ).[9]
  • الحرص على بلوغ ليلة القدر، لعظم أجرها، فلا يعقل أن يفوّت المسلم عليه أجر هذه اللّيلة، فكانت الحكمة من إخفاء موعدها ليجتهد المسلم في كلّ ليالي العشر.

المراجع

  1. ↑ مراد باخريصة (31-7-2013)، "إنها العشر الأواخر"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 29-12-2018.بتصرّف
  2. ↑ "وقت الدخول للاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان"، www.islamweb.net، 2-11-2004، اطّلع عليه بتاريخ 29-12-2018.بتصرّف
  3. ↑ "أول العشر الأواخر من رمضان الليلة الحادية والعشرون"، www.islamweb.net، 22-11-2003، اطّلع عليه بتاريخ 29-12-2018.بتصرّف
  4. ↑ "العشر الأواخر من رمضان"، www.islamweb.net، 7-7-2015، اطّلع عليه بتاريخ 29-12-2018.بتصرّف
  5. ^ أ ب الشيخ سعيد القحطاني (3-8-2013)، "فضل العشر الأواخر من رمضان وخصائصها"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 29-12-2018.بتصرّف
  6. ^ أ ب عادل المحلاوي، "كيف تغتنم العشر الأواخر من رمضان ؟"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 29-12-2018.بتصرّف
  7. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 1175، خلاصة حكم المحدث : صحيح.
  8. ↑ صالح دعكيك، "أعمال العشر الأواخر من رمضان"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 29-12-2018.بتصرّف
  9. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 1174، خلاصة حكم المحدث : صحيح.