متى تكون صلاة العيد
وقت صلاة العيد
يبدأ وقت صلاة العيدين من ارتفاع الشّمس قدر رمح؛ أي بمقدار ربع ساعة من بعد طلوع الشمس، ويستمرّ وقت الصّلاة إلى زوال الشمس عن منتصف السّماء، وهو بداية وقت صلاة الظُّهْر، ويُسنّ في عيد الأضحى تقديم الصّلاة ليتّسع وقت التضّحية، وأمّا في عيد الفطر فيُسنّ تأخير الصّلاة لاتّساع الوقت لإخراج زكاة الفطر، كما ويأتي العيد بعد عبادتين عظيمتين وهما ركنان من أركان الأسلام؛ فعيد الفطر يأتي في الأوّل من شوّال بعد عبادة صيام رمضان، وعيد الأضحى يأتي في العاشر من ذي الحِجّة بعد الركن الأعظم من أركان الحجّ وهو الوقوف بعرفة، فتكون صلاة العيد شكراً لله -تعالى- على القيام بالعبادتين.[1]
وقد اختلف الفقهاء في حُكْم صلاة العيدين وذهبوا في ذلك إلى ثلاثة أقوال؛ القول الأوّل: إنّها سنّة مؤكّدة، وهو مذهب الإمامين مالك والشافعيّ، والقول الثّاني: أنّها فرض على الكفاية، فإذا قام به البعض سقط عن الباقين، وهو مذهب الإمام أحمد، والقول الثّالث: يشير إلى أنّها واجبة على كلّ مسّلم، ويأثم من تركها بغير عذر، وهو مذهب الإمام أبي حنيفة،[2] وأمّا بالنسبة لقضاء صلاة العيد لمن لم يدركها مع الإمام، فعليه قضاؤها متى شاء خلال اليوم الأوّل من أيّام العيد، أو أي يوم بعده، وتُقضى كما هي بركعتين، وفي الركعة الأولى سبع تكبيرات، وفي الثّانية خمس تكبيرات جماعة أو فرادى، وتكون دون خُطبة، لأنّ الخُطبة تسنّ مع الجماعة فقط.[3]
كيفيّة صلاة العيد
صلاة العيد عبارة عن ركعتين قبل الخُطبة، يُكبّر المسلم سبع تكبيرات في الركّعة الأولى بعد تكبيرة الإحرام، ويقرأ في الركّعة الأولى سورة الأعلى أو سورة ق، وفي الركّعة الثّانية يكبّر خمس تكبيرات غير تكبيرة القيام، ويقرأ الإمام بعد الفاتحة سورة الغاشية أو سورة القمر،[4] ولكن في حال لم يدرك المصلّي التكبيرات، وبدأ الإمام في القراءة، فعلى المأموم تكبيرة الإحرام فقط، ولا يُشغل نفسه بالتكبيرات،[1] وبعد الصّلاة يُسنّ للإمام أن يقوم بخُطبة المصلّين، حيث يفّتتحها بالحَمْد والثّناء على الله تعالى، ويُكثر فيها من التكبير، كما يعظ النّاس ويذكّرهم بالله تعالى، ويحثّهم على الالتزام بالتّقوى في السرّ والعلن، ويأمرهم بالتّوبة، والإكثار من الأعمال الصالحة، وعلى المأموم أن ينصت للإمام ويستمع للخُطبة ولا ينشغل بأمور أخرى.[5]
صفة الخروج لصلاة العيدين
هناك عدّة سُنن ومستحبّات من الممكن أن يفعلها المصلّي قبل الخروج لصلاة العيدين، منها:[1]
- يُسنّ أن يغتسل المسلم، ويلبس أحسن لباسه ويتطيّب إظهاراً للفرح والسرور بهذا اليوم، وذلك لما روي عن ابن عمر رضي الله عنهما؛ حيث قال: (كَانَ يَغْتَسِلُ يَوْمَ الفطرِ قَبْلَ أَنْ يَغْدُوَ).[6]
- يُسنّ للمسلم أن يأكل تمر بعدد فرديّ قبل الخروج لصلاة عيد الفطر، إذ جاء في السّنة النبويّة: (كان رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم- لا يَغْدُو يوْمَ الفِطْرِ حتَّى يَأْكُلَ تَمَراتٍ، وقال مُرَجَّأُ بنُ : حَدَّثنِي عُبَيْدُ اللهِ قال: حَدَّثّنِي أنسٌ عنِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: وَيَأْكُلُهُنَّ وِتْراً).[7]
- يُسنّ أن يذهب المسلم إلى صلاة العيد ماشياً إن استطاع، وأمّا العاجز فيركب، والأفضل أن يذهب إلى الصّلاة من طريق ويعود من طريق آخر، حيث جاء في صحيح البخاريّ: (كان النبيُّ -صلّى الله عليه وسلّم- إذا كان يومُ عيدٍ، خالف الطريقَ).[8]
- يُسنّ خروج النّساء إلى المصلّى، على ألّا يتطيّبن ولا يتبرجّن بزينة، ويصلين مع المصلّين، أمّا الحائض فتشهد الخُطبة ولا تصلّي، لحديث أمّ عطيّة، حيث قالت: (أمَرَنا النبيَّ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- أن نخرجَ في العيديْنِ، العواتقُ وذواتُ الخدور، وأمرَ الحُيَّضَ أن يعتزلْنَ مُصلَّى المسلمينَ).[9]
- يُسنّ أن تُصلّى صلاة العيدين خارج المسجد، أي في مصلّى عام وقريب من البلد، ولا تُصلى في المساجد إلّا لعذر أو ضرورة كالمطر أو البرد، حيث جاء في السّنة النبويّة: (كان رسولُ اللهِ -صلّى الله عليه وسلّم- يخرجُ يومَ الفطرِ والأضحى إلى المصلّى).[10][11]
- إذا وافق يوم العيد يوم الجمعة، فلا تجب صلاة الجمعة، حيث قال عبد الله بن عبّاس: (اجتمعَ عيدانِ في يومِكم هذا، فمن شاءَ أجزأَهُ منَ الجمعةِ وإنَّا مجمِّعونَ إن شاءَ اللَّهُ).[12]
أحكام خاصّة بيوم العيد
جاءت الشّريعة الإسلاميّة بأحكام تخصّ أيّام العيد، منها ما يأتي:[13]
- حُرمة صيام يوم العيد، وفقاً للحديث الذي رواه عمر بن الخطاب رضي الله عنه؛ حيث قال: (يا أيُّها الناسُ، إنّ رسول الله -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- قد نهاكُم عَن صيامِ هذينِ العيدَينِ، أمّا أحدُهما فيومُ فِطرِكم مِن صيامِكُم، وأمّا الآخَرُ فيومٌ تأكُلونَ مِن نُسُكِكم).[14]
- يُسنّ في العيد الإكثار من التكبير؛ لقول الله تعالى: (وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ).[15] ففي عيد الفطر يبدأ التّكبير من غروب شمس آخر يوم من رمضان، ويستمرّ إلى صلاة العيد، والتكبير في عيد الأضحى على نوعين؛ الأوّل: مطلق؛ يبدأ من الأوّل من ذي الحِجّة، ويستمرّ إلى آخر أيّام التشّريق وهو اليوم الأخير من أيّام العيد، والنوع الثّاني: هو المقيّد؛ حيث يكون بعد السّلام من الصّلوات المفروضة، فيبدأ من فجر يوم عرفة إلى آخر أيّام العيد، وهو اليوم الثّالث عشر من ذي الحِجّة، ويسنّ إظهار التّكبير في هذه الأيام ورفع الصوت بها سواء أكان في المساجد أم في الأسواق؛ إظهاراً للسّنة وإحياءً لشعائر الله تعالى، وصفة التّكبير هي:(الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلّا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد)، ومن الجواز أن تكون ثلاثاً.[16]
- تُسنّ التهنئة في يوم العيد بأي صيغة كانت، على ألّا تكون مُحرّمة.
المراجع
- ^ أ ب ت "صلاة العيد"، www.alfawzan.af.org.sa، اطّلع عليه بتاريخ 25-2-2018. بتصرّف.
- ↑ "حكم صلاة العيدين"، islamqa.info، 12-10-2017، اطّلع عليه بتاريخ 25-2-2018. بتصرّف.
- ↑ " قضاء صلاة العيد"، fatwa.islamonline.net، اطّلع عليه بتاريخ 26-2-2018. بتصرّف.
- ↑ "كيفية صلاة العيدين"، fatwa.islamweb.net، 12-12-1999، اطّلع عليه بتاريخ 26-2-2018. بتصرّف.
- ↑ "أحكام العيد وآدابه"، www.islamstory.com، 4-12-2008، اطّلع عليه بتاريخ 26-2-2018. بتصرّف.
- ↑ رواه النووي، في الخلاصة، عن نافع مولى ابن عمر، الصفحة أو الرقم: 2/819، أثر صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 953، صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم: 986 ، أورده في صحيحه.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أمّ عطية نسيبة الأنصاريّة، الصفحة أو الرقم: 890، صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي سعيد الخدريّ، الصفحة أو الرقم: 956، صحيح.
- ↑ رامي حنفي محمود (7-9-2013)، "مُلَخَّص أحكام صلاة العيدين"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 25-2-2018. بتصرّف.
- ↑ رواه صحيح ابن ماجه، في الألباني، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 1090، صحيح.
- ↑ "أحكام وآداب العيد "، ar.islamway.net، 14-11-2004، اطّلع عليه بتاريخ 26-2-2018.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم: 5571، صحيح.
- ↑ سورة البقرة، آية: 185.
- ↑ "التكبير في العيدين أنواعه وصيغه"، fatwa.islamweb.net، 12-11-2007، اطّلع عليه بتاريخ 26-2-2018. بتصرّف.