أبو الحسن علاء الدين ابن أبي الحزم المكنّى بابن النفيس،[1] عُرف بالقرشيّ تيمناً بقرية تدى القُرش وذلك ما ذكره ابن أبي أصيبعة، وولد بدمشق عام 607 للهجرة،[2] كما توفي في القاهرة عام 687 للهجرة، وكانت تربيته تربية دينية صالحة إذ تتلمذ على يد علماء وشيوخ دمشق، وعُرف بتعمقه وشدّة معرفته للفقه الشافعي.[3]
درس ابن النفيس الطب في البيمارستان النوري في دمشق،[1] والتي تعتبر كلمة فارسية تعني مكان أو محل المريض، وقد درس الطب على يد العلاّمة ابن الدخوار وتعمّق في دراسته حتى أصبح طبيباً ماهراً له طريقته العلمية في العلاج، وقد كان يتّبع مذهب الطبيب الحارث بن كلدة الثقفي في تقليل استخدام الدواء قدر المستطاع وعدم تناوله إلا وقت الحاجة الفعلية، وانتقل الى القاهرة وأصبح رئيساً للمستشفى المنصوري في فترة حكم المنصور قلاوون، إذ تم اختياره من قبل السلطان بيبرس ليصبح طبيبه الخاص.[3]
كان ابن النفيس عالماً وطبيباً عظيماً، وكانت له مؤلفات في الفلسفة والطب والحديث واللغة، كما يعدّ من رواد علم وظائف الأعضاء في جسم الإنسان (الفيزيولوجيا كما تعرف حالياً)،[2] ومن المآثر المعروفة لابن النفيس والتي تدل على خُلقه وكرمه أنّه فيء عام 671 للهجرة تم انتشار مرض مميت في القاهرة وبعد شهور من البحث والعمل استطاع ابن النفيس إيجاد العلاج لهذا المرض، وجزاءً لما قدمه قام السلطان بإكرامه مما أتاح له شراء منزل كبير الذي أصبح مجلساً للعلماء والمشايخ.[3]
تعد الدورة الدموية من أهم اكتشافات ابن النفيس إذ وصفها بشكل دقيق،[3] وكتب عنها قبل 300 سنة من اكتشافها في أوروبا،[4] كما خالف نظريات من سبقه في الدورة الدموية كابن سينا وغالينوس،[2] وأثبت أنّ الدم يجري مروراً بالشرايين إلى الرئتين إذ تتم تنقيته بالأكسجين وعودته إلى القلب لينتقل إلى باقي أجزاء الجسم، وهذا ما يعرف بالدورة الدموية الصغرى.[3]
نذكر من أهم مؤلفات ابن النفيس: المختار في الأغذية، والمهذب في الكحل المجرب في طب العيون، وشرح الهداية، وشرح فصول أبقراط، وشرح قانون ابن سينا، وبغية الفطن من علم البدن، والموجز في الطب، وشرح تقدمة المعرفة.[2]