ذكر أهل العلم أنّ غرق فرعون كان في البحر الأحمر، كان ذلك عندما تحدّى موسى -عليه السلام- فرعون بالمعجزات التي أيّده الله -تعالى- بها، لكنّ فرعون جحد كلّ هذه الظواهر الخارقة للعادة وامتنع عن اتّباع موسى -عليه السلام-، بلّ وهدّده وتوعّد من آمن معه أيضاً بالعذاب الشديد، فأوحى الله -تعالى- لموسى -عليه السلام- أن يسري بمن آمن من بني إسرائيل ليلاً، فاتّبعهم فرعون مع جنوده إلى حيث سروا إلى أطراف البحر الأحمر، فكانت نهايته بالغرق هناك.[1]
يذكر المفسّرون أنّ موسى -عليه السلام- لمّا وصل البحر أمره الله -تعالى- أن يضرب بعصاه البحر، فانفلق البحر إلى اثني عشر طريقاً سلكها بنو إسرائيل جميعاً، ولمّا وصل فرعون ورأى ما كان من معجزةٍ باهرةٍ تردّد في نفسه، وأحجم عن المرور؛ إدراكاً منه ممّا قد يقع، لكنّ العزّة قد أخذته بالإثم، وكره أنّ يراه جنوده مُتردّداً مُحجماً عن اللحاق بموسى -عليه السلام-، وممّا زاد الموقف سوءاً على فرعون تسليط الله -تعالى- عليه جبريل -عليه السلام- يحثّه الخُطى ليسلك الطريق، فسلكه فرعون وسلكه جنوده من بعده، فأرسل الله -تعالى- عليهم البحر فغرقوا جميعاً ولم ينجُ منهم أحد.[2]
كان غرق فرعون ونجاة موسى -عليه السلام- وبني إسرائيل في يوم عاشوراء؛ ولذلك فقد صام اليهود يوم عاشوراء؛ فرحاً بما نجّى الله -تعالى- فيه نبيّهم -عليه السلام-، وشكراً لله -تعالى- على ذلك، ولمّا جاء النبي -صلّى الله عليه وسلّم- المدينة ووجد اليهود يصومونه وسأل عنه وحين أُخبر بقصّته قال: (فَنَحْنُ أَحَقُّ وَأَوْلَى بمُوسَى مِنكُم فَصَامَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، وَأَمَرَ بصِيَامِه).[3][4]