أين موقع الكبد في جسم الإنسان

أين موقع الكبد في جسم الإنسان
(اخر تعديل 2023-08-06 01:31:13 )

تعريف الكبد وتركيبه

يُعرَف الكبد (بالإنجليزيّة: Liver) بأنَّه عضو كبير يزن قُرابة 1.36 كغم، وهو ذو ملمس مطَّاطي ولون بُنِّي مُحمرّ،[1] ويوجد الكبد في أعلى كلٍّ من الكلية اليُمنى، والأمعاء، والمعدة، ويعلوه الحجاب الحاجز (بالإنجليزيّة: Diaphragm)، حيث يتمّ تزويد الكبد بالدم عبر مصدرين رئيسيَّين هما الشريان الكبدي (بالإنجليزيّة: Hepatic Artery) الواصل إلى الكبد بالدم الغني بالأكسجين، والوريد الكبدي البابي (بالإنجليزيّة: Hepatic Portal Vein) الصادر عن الكبد، والمُحمَّل بالدم الغني بالعناصر الغذائيّة، ويتكوَّن الكبد من فصَّين يُشكِّل كلٌّ منهما ما مجموعه ثماني قطع تتألَّف من آلاف الفُصَيصات، حيث ترتبط هذه الفُصَيصات فيما بينها بقنوات صغيرة تتجمَّع معاً لتُكوِّن قنوات أكبر، لتتشكَّل في النهاية قناة الكبد المشتركة (بالإنجليزيّة: Common Hepatic Duct) التي تنقُل العُصارة الصفراء (بالإنجليزيّة: Bile) المُنتَجة من خلايا الكبد إلى الحويصلة الصفراويّة (بالإنجليزيّة: Gallbladder)، والجزء الأعلى من الأمعاء الدقيقة، وهو الاثنا عشر (بالإنجليزيّة: Duodenum).[2]

وظائف الكبد

يُصنَّف الكبد على أنَّه غُدَّة، ويُؤدِّي ما يُقارب 500 وظيفة حيويّة في الجسم، ومن أبرز مهام الكبد، ووظائفه ما يأتي:[3]

  • إنتاج المادَّة الصفراء: تُساعد المادة الصفراء التي يفرزها الكبد الأمعاء الدقيقة على تحطيم الكولسترول، وبعض أنواع الفيتامينات، وكذلك الدهون وهضمها، وتتكوَّن هذه المادَّة من أملاح صفراويّة (بالإنجليزيّة: Bile Salts)، والبيليروبين (بالإنجليزيّة: Bilirubin)، والماء، والكولسترول، والكهرليات (بالإنجليزيّة: Electrolytes).
  • تنقية الدم: يُصفِّي الكبد الجسم من الأجسام الدخيلة، كالكحول، والعقاقير الطبِّية، وكذلك مُركَّبات الجسم، كالهرمونات من الألدوستيرون (بالإنجليزيّة: Aldosterone)، والإستروجين (بالإنجليزيّة: Estrogen).
  • امتصاص البيليروبين واستقلابه: البيليروبين هو مُركَّب ناتج عن حُطام الهيموغلوبين (بالإنجليزيّة: Hemoglobin)، ويُخزَّن الحديد المُفرَز من الهيموغلوبين إمّا في نخاع العظم (بالإنجليزيّة: Bone Marrow)، أو في الكبد بهدف استخدامه مرَّة أخرى في تصنيع خلايا دم جديدة.
  • تخزين العناصر والفيتامينات: يُجمِّع الكبد الفيتامينات أ، ك، د، ي، و بي12 كمخزون احتياط في الجسم إلى حين الحاجة إليها، ويُخزِّن كذلك الحديد للمُساهمة في تصنيع خلايا الدم، بالإضافة إلى قدرته على تخزين النحاس، وطرحه في مجرى الدم.
  • هضم الكربوهيدرات: يحتفظ الكبد بالكربوهيدرات بصيغة الجليكوجين (بالإنجليزيّة: Glycogen) إلى حين انخفاض مستوى السكَّر في الدم، حيث تُحطَّم الكربوهيدرات وتُطرَح في مجرى الدم على هيئة جلوكوز (بالإنجليزيّة: Glucose) كمصدر للطاقة؛ وبهدف الحفاظ على مستويات السكَّر في الدم ضمن الحدِّ السليم.
  • إنتاج الألبومين: يُعتبَر الألبومين (بالإنجليزيّة: Albumin) البروتين الأكثر شيوعاً في مصل الدم، حيث ينقل الأحماض الدهنيّة والهرمونات الستيرويديّة للحفاظ على ضغط الدم، ومنع التسرُّب عبر الأوعية الدمويّة.
  • تصنيع مُولِّد الأنجيوتنسين: يُساهم هرمون مُولِّد الأنجيوتنسين (بالإنجليزيّة: Angiotensinogen) في رفع ضغط الدم عبر تضييق الأوعية الدمويّة فقط كاستجابة لإفراز الكلى لهرمون الرينين (بالإنجليزيّة: Renin).
  • وظيفة مناعيّة: ينتمي الكبد إلى نظام الخلايا البلعميّة أحاديّة النواة (بالإنجليزيّة: Mononuclear Phagocyte System)؛ لاحتوائه على عدد كبير من خلايا كوبفر (بالإنجليزيّة: Kupffer Cells) التي تُحارب مُسبِّبات الأمراض الواصلة للكبد عبر الأمعاء.
  • تدعيم تخثُّر الدم: يلعب فيتامين ك دوراً مهمّاً في إنتاج مُخثِّرات الدم (بالإنجليزيّة: Coagulants)، ولا بُدَّ من وجود المادَّة الصفراء المُفرزة من الكبد لامتصاص هذا الفيتامين، وعليه فإنَّ عدم إفراز الكبد لكمِّيات كافية من هذه المادَّة يُؤثِّر سلباً في إنتاج عوامل التخثُّر.

تجدُّد الكبد

تُعتبَر خاصِّية تجدُّد الكبد عمليّة فريدة من نوعها ومُعقَّدة، حيث تمتلك خلايا الكبد المتمايزة القدرة على تجديد نفسها، والنمو لإكمال حجم الكبد الناقص، وهذا يطرح خيارات علاج جديدة للذين تتمّ إزالة جزء كبير من الكبد لديهم، وكذلك الذين يحتاجون زراعة الكبد (بالإنجليزيّة: Liver Transplant)، وتُبنى الاعتقادات إلى الآن على أنَّ خلايا الكبد الناضجة تنقسم لإعادة الاتزان الداخلي (بالإنجليزيّة: Homeostasis) الطبيعي للكبد، كما أنَّ مُعظم الدراسات المتعلِّقة بهذه الخاصِّية للكبد تمَّت على فئران تجارب، حيث أُزيل 66% من الكبد في الفأر، واستغرق الأمر عشرة أيّام من الكبد ليعود إلى كتلته الأوَّلية التي كان عليها، ولا تزال الآلية مبهمة في الجسم البشري، وسيُساعد كشف أسرار تجدُّد الكبد على علاج عدد من أمراض الكبد، كفشل الكبد الحاد (بالإنجليزيّة: Acute Liver Failure)، وزراعة الكبد من مُتبرِّع حي (بالإنجليزيّة: Living-donor Liver Transplantation)، كما سيُساهم كذلك في معرفة ما إذا كانت أعضاء أخرى من الجسم تمتلك هذه الخاصِّية أيضاً، بالإضافة إلى تقدُّم وتطوير طبِّ التجديد (بالإنجليزيّة: Regenerative Medicine)،[4] وهو فرع من الطبِّ البشري يهدف إلى إيجاد علاجات لأمراض صُنِّفت إلى غير القابلة للعلاج، واستعادة التراكيب والوظائف الحيويّة للأعضاء والأنسجة المُصابة، بالإضافة إلى خلق حلول جديدة لأعضاء من الجسم تضرَّرت بشكل دائم نتيجة مرض ما.[5]

بعض أمراض الكبد

كيسات الكبد

تظهر كيسات الكبد مملوءة بالسوائل بشكل غير طبيعي، ولا يزال السبب مجهولاً، فقد تظهر هذه الكيسات مع الطفل منذ ولادته، أو قد تنمو لاحقاً في مرحلة عمريّة مختلفة، وقد ينتج هذا المرض عن المشوكة (بالإنجليزيّة: Echinococcus)؛ وهو طُفيل يعيش في الأغنام في مناطق مختلفة من العالم، ولا يشعر المُصاب بأعراض عادةً، إلا أنَّه إذا ازداد حجم الكيسة فقد يُعاني من ألم وانتفاخ في الجزء الأيمن العلوي من حجرة البطن، وقد يكبر حجم الكيسة لدرجة يستطيع المُصاب الإحساس بها عبر البطن، أمّا ترك الكيسات دون علاج فقد يُسبِّب مضاعفات نادرة، كفشل الكبد والسرطان.[6]

تشمُّع الكبد

تشمُّع الكبد (بالإنجليزيّة: Liver Cirrhosis) هو أحد مضاعفات أمراض الكبد التي تنتهي بفقدان خلايا الكبد وتندُّبها غير المرجوع، ولعلَّ التهاب الكبد الفيروسي من النوعين ب و ج (بالإنجليزيّة: Hepatitis B & C)، بالإضافة إلى شرب الكحول من الأسباب الشائعة لحدوث تشمُّع الكبد، ويُسبِّب تشمُّع الكبد اليرقان (بالإنجليزيّة: Jaundice)، والضعف العام، وفقدان الشهيّة، وسهولة تكوُّن الكدمات، والحكَّة، ومن أبرز مضاعفات التشمُّع ما يأتي:[7]

  • المتلازمة الكبديّة الكلويّة.
  • سرطان الكبد.
  • تضخُّم الطحال.
  • احتشاء السوائل في البطن.
  • المتلازمة الكبديّة الرئويّة.

سرطان الكبد

هناك العديد من أنواع سرطان الكبد (بالإنجليزيّة: Liver Cancer)، ومن أشهرها سرطان الخليّة الكبديّة (بالإنجليزيّة: Hepatocellular Carcinoma) الذي يبدأ في الخلايا البنائيّة للكبد، ويُمكن القول أنَّ أنواع السرطان التي تنتشر من أعضاء أخرى إلى الكبد أكثر شيوعاً من تلك التي تبدأ بالكبد، وعلى رأسها سرطان الثدي، والقولون، والرئة، ولا تظهر عادةً علامات وأعراض في المراحل الأولى من سرطان الخليّة الكبديّة، إلا أنَّه مع تقدُّم المرض يُعاني المُصاب من الأعراض الآتية:[8]

  • ألم في أعلى البطن.
  • الغثيان، والتقيُّؤ.
  • ظهور البراز باللَّون الأبيض.
  • الإعياء العامّ والتعب.
  • فقدان الوزن دون السعي إلى ذلك.
  • اليرقان.
  • انتفاخ البطن.
  • فقدان الشهيّة.

المراجع

  1. ↑ "Picture of the Liver", www.webmd.com, Retrieved May 19, 2019. Edited.
  2. ↑ "Anatomy and Function of the Liver", www.stanfordchildrens.org, Retrieved May 19, 2019. Edited.
  3. ↑ "What does the liver do?", www.medicalnewstoday.com, Retrieved May 19, 2019. Edited.
  4. ↑ "Understanding Liver Regeneration", ajp.amjpathol.org, Retrieved May 21, 2019. Edited.
  5. ↑ "What is Regenerative Medicine?", www.regenerativemedicine.net, Retrieved May 21, 2019. Edited.
  6. ↑ "Liver Cysts", liverfoundation.org, Retrieved May 21, 2019. Edited.
  7. ↑ "Cirrhosis (Liver)", www.medicinenet.com, Retrieved May 21, 2019. Edited.
  8. ↑ "Liver cancer", www.mayoclinic.org, Retrieved May 21, 2019. Edited.