من هم مرضعات الرسول

من هم مرضعات الرسول
(اخر تعديل 2023-08-06 01:31:13 )

ولادة الرسول ونسبه

هو محمد بن عبد الله بن عبد المطّلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر، وكان فهر يلقّب بقريش، وإليه تُنسب القبيلة، وهو من نسل عدنان، وعدنان من نسل إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام، وتعرف أسرة الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- ببني هاشم؛ نسبةً إلى جدّهم عمرو، الذي سميّ بهاشم؛ لأنّه كان يهشم الخبز، وكان هاشم صاحب شرفٍ كبيرٍ؛ حيث إنّه أوّل من أطعم الثريد للحجّاج في مكّة، وهو أول من سنّ الرحلتين لقريش، وكان من أولاده: عبد المطلب، جدّ الرسول عليه الصلاة والسلام، الذي حفر بئر زمزم، وكان لعبد المطلب عشرة من الأولاد؛ أصغرهم عبد الله، وكان عبد الله أحبّ أبناء عبد المطلب إليه، فزوّجه من آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب، التي كانت أفضل نساء قريش نسباً، ثمّ حملت آمنة بالرسول صلّى الله عليه وسلّم، وتوفّي زوجها عبد الله في رحلةٍ إلى الشام، وهو ابن خمسٍ وعشرين سنةٍ، ثمّ ولدت رسول الله في صبيحة يوم الاثنين، التاسع من ربيع الاول من عام الفيل، ويوافق ذلك العشرين من شهر إبريل، عام 571 للميلاد، وكان من علامات نبوّته أنّ أمّه قالت: (لمّا ولدته خرج من فرجي نوراً أضاءت له قصور الشام)، وروي أنّ نار المجوس خمدت، وسقطت أربع عشرة شرفةً من إيوان كسرى، وانهدمت الكنائس حول بحيرة ساوة بعد أنّ غاضت عند ميلاده، ثمّ تولّى جدّ الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- إيجاد المراضع له، حيث كان من عادة العرب أن يلتمسوا المراضع لأبنائهم؛ لأنّ ذلك يقوّي أجسادهم، ويشدّ أعصابهم، ويُبعدهم عن أمراض الحواضر.[1]

مرضعات الرسول

من النّساء اللاتي أرضعن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:[2]

  • ثويبة مولاة أبي لهب: حيث كانت ترضع طفلها، واسمه مسروح، فأرضعت رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وأرضعت معه حمزة بن عبد المطلب، وأبا سلمة بن عبد الأسد المخزوميّ، فكانوا إخوة رسول الله في الرضاعة.
  • حليمة بنت أبو ذؤيب: وهي من بني سعد بن بكر، واسمها حليمة بنت عبد الله بن الحارث بن شجنة بن جابر بن رزام بن ناصرة بن فُصية بن نصر بن سعد بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خفصة بن قيس بن عيلان، وزوجها الحارث بن عبد العزّى بن رفاعة ابن ملان بن ناصرة بن فُصية بن نصر بن سعد بن بكر بن هوازن، ومن الجدير بالذكر أنّ لرسول الله أخوةً في الرضاعة، وهم: عبد الله بن الحارث، وأنيسة بنت الحارث، وحذافة بنت الحارث التي كانت تسمّى بالشيماء.[3]

قصة إرضاع الرسول

روت حليمة السعدية قصة إرضاع الرسول عليه الصلاة والسلام، حيث إنّها خرجت هي وزوجها وولدها الرضيع مع نساء من بني سعد لتبحث عن طفلٍ تُرضعه، وكانت تلك السنة شهباء، لم تُبقِ لهم شيئاً، فخرجت على حمارٍ لها، ومعهم ناقة مسنّة لا تحلب لهم قطرة حليبٍ، وكان طفلها يبكي بالليل من شدّة الجوع، ولم يكن في ثدييها ما يغذّيه، ولكنّهم كانوا يرجون الفرج من الله تعالى، فلمّا وصلوا إلى مكّة المكرّمة كان رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قد عُرض على نساء بني سعد، فرفضنه لمّا عَلِمن أنّه يتيم، حيث كانوا يرجون الأجر والإكرام من والد الطفل، وكانوا يقولون: ما عسى أن تصنع أمّه وجدّه، وما بقيت إمراةٌ منهنّ إلّا وأخذت طفلاً لترضعه إلّا حليمة، فكرهت أن ترجع مع صديقاتها من غير طفلٍ، فقالت لزوجها: (والله لأذهبنّ إلى ذلك اليتيم فلأخذنّه)، فقال لها زوجها: (افعلي عسى الله أن يجعل لنا فيه بركةً)، قالت: (فذهبت إليه فأخذته، وما حملني على أخذه إلّا أنّي لم أجد غيره)، فلمّا أخذته ووضعته في حجرها، امتلأ ثدييها بالحليب، فشرب حتى رُوي، وشرب معه أخوه حتى روي، ثمّ ناموا، وقام زوجها إلى الناقة العجوز فحلبها وشربوا منها حتى شبعوا وناموا بخير ليلةٍ، فلمّا أصبحوا، قال لها زوجها: (والله يا حليمة لقد أخذتي نسمةً مباركةً)، فقالت: (والله إنّي لأرجو ذلك)، وقالت: (ثمّ قدمنا منازلنا من بلاد بني سعدٍ وما أعلم أرضاً من أرض الله أجدب منها، فكانت غنمي تروح عليّ حين قدمنا به معنا شباعاً لُبناً، فنحلب ونشرب، وما يحلب إنسانٌ قطرة لبنٍ، ولا يجدها في ضرعٍ، حتى كان الحاضرون من قومنا يقولونَ لرعيانهم: ويلكم، اسرحوا حيث يسرح راعي بنت أبي ذؤيبٍ، فتروح أغنامهم جياعاً ما تبضّ بقطرة لبنٍ، وتروح غنمي شباعاً لبناً، فلم نزل نتعرّف من الله الزيادة والخير حتى مضت سنتاه وفصلته، وكان يشبّ شباباً لا يشبّه الغلمان، فلم يبلغ سنتيه حتى كان غلاماً جفراً، قالت: فقدمنا به على أمّه ونحن أحرص شيءٍ على مكثه فينا، لما كنّا نرى من بركته).[4]

حادثة شقّ صدر الرسول

روى أنس -رضي الله عنه- أنّه عندما كان رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- مع الغلمان أتاه جبريل عليه السلام، فأخذه وصرعه، ثمّ شقّ صدره، واستخرج قلبه، وأزال منه علقةً، وقال: (هذا حظّ الشيطان منك)، ثمّ غسله بإناءٍ من ذهبٍ فيه ماء زمزم، ثمّ جمعه، وضمّ بعضه إلى بعضٍ، وأرجعه إلى صدره، فظنّ الغلمان أنّه قد مات، فأسرعوا إلى أمّه، وقالوا: (إنّ محمّد قد قتل)، وكان أنس يقول: (كنت أرى أثر الخيط في صدره).[5]

المراجع

  1. ↑ صفي الرحمن المباركفوري، الرحيق المختوم، صفحة 39-45. بتصرّف.
  2. ↑ "مرضعات الرسول"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 30-5-2018. بتصرّف.
  3. ↑ عبد الملك بن هشام بن أيوب الحميري المعافري، السيرة النبوية لابن هشام، صفحة 160-161، جزء 2. بتصرّف.
  4. ↑ عبد الملك بن هشام بن أيوب الحميري المعافري، السيرة النبوية لابن هشام، صفحة 162-164، جزء 2. بتصرّف.
  5. ↑ "طفولة النبي صلى الله عليه وسلم "، ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 30-5-2018. بتصرّف.