يعتبر كتاب الرحيق المختوم من أكثر الكتب الدينية أهمية، حيث يختص في التعمق بسيرة الرسول صلى الله عليه وسلّم، ونظراً لمكانته المرموقة حاز مؤلفه الشيخ صفي الرحمن المباركفوري على المرتبة الأولى في مسابقة رابطة العالم الإسلامي في السيرة النبوية عام 1396هـ في باكستان، وكان قد تصدّر على ما يفوق مئة وسبعين بحثاً تقريباً.
تمكّن الشيخ صفي الرحمن المباركفوري مؤلف الرحيق المختوم من استقطاب عدد من القراء من مختلف الأعمار والخلفيات العلمية من خلال أسلوبه الذي استند إليه في تبسيط فحوى الكتاب؛ فكان الكاتب متأثراً إلى حد كبير بالغزالي بكتابه فقه السيرة، ويذكر أنّ الكاتب قدّم نسخة مختصرة للكتاب الأصلي باسم مختصر الرحيق المختوم وتم نشره في عام 1424هـ.
هو العلّامة صفي الرحمن بن عبدالله بن محمد بن فقير الله المباركفوري الأعظمي، من كبار علماء الحديث في الهند، ووُلد في الرابع من شهر يونيو من عام 1943م في مدينة بشرية في حسين آباد في الهند، وينحدر من نسب المباركفوري من الأنصار العائد نسبهم إلى الصحابي أبي أيوب الأنصاري وفق زعمهم.
بدأ المباركفوري حياته العلمية في مدرسة التعليم في مباركفور عام 1948م؛ وأتم تعليمه للمرحلة الابتدائية فيها؛ وانتقل بعدها إلى مدرسة إحياء العلوم في عام 1954م طيلة الفترة المقررة للدراسة وهي خمس سنوات؛ وتلقى خلال هذه المدة عدداً من العلوم كالعلوم الشرعية والتفسير والفقه؛ وفي عام 1961م تخرّج منها حاصلاً على تقدير امتياز.
شغل المباركفوري عدداً من المناصب؛ فعمل مدرساً في مدينة بنارس الهندية في الجامعة السلفية، كما ترأس جمعية أهل الحديث في المركزية في البلاد، وانتقل بعدها إلى المدينة المنورة كباحث في مركز خدمة السنة والسيرة النبوية، وتسلم منصب مشرق قسم البحث والتحقيق العلمي في مكتبة دار السلام في مدينة الرياض السعودية؛ وأخيراً عمل رئيساً لتحرير مجلة محدث الشهرية الصادرة باللغة الآردية الهندية.
ترك المباركفوري للعالم إرثاً عظيماً باللغتين العربية والآردية؛ ومن أهم كتبه إلى جانب الرحيق المختوم كتاب المصباح المنير في تهذيب تفسير ابن كثير، وإنك لعلى خلق عظيم، وإبراز الحق والصواب في مسألة السفور والحجاب، وروضة الأنوار في سيرة النبي المختار، والفرقة الناجية خصائصها وميزاتها.
توفي العلامة الكبير المباركفوري في الأول من شهر ديسمبر من عام 2006م عقب صلاة الجمعة المصادف العاشر من شهر ذي القعدة سنة 1427هـ في مسقط رأسه إثر مرض أصابه.