يعد الحكيم الهندي بيدبا وفق ما هو معروف وشائع مؤلّف كتاب كليلة ودمنة؛ حيث كتبه لينصح الملك دبشليم، ثمَّ انتقل الكتاب من الأدب الهندي إلى الأدب الفارسي عندما ترجمه برزويه إلى اللغة الفهلوية، وأضاف عليه بعض الإضافات، وفي نهاية المطاف وصل الكتاب إلى ابن المقفع الذي ترجمه إلى اللغة العربية، وأضاف إليه بعض الأمور، وبالتالي يعد هذا الكتاب نتيجة تلاقي ثلاث حضارات، وهي: الحضارة الهندية، والفارسية، والعربية، وهو بذلك مصبوغ بصبغة أكثر الحضارات الشرقية ثراء.[1]
هناك العديد من الآراء المتناقضة حول نسبة كتاب كليلة ودمنة إلى صاحبه؛ حيث أوردت العديد من الأبحاث أنَّ ابن المقفع ليس المترجم فحسب، وإنَّما هو صاحب ومؤلف الكتاب، وتعتقد بعض هذه الأبحاث أنَّ الآراء التي ذكرها ابن المقفع في الكتاب كانت من الأسباب التي قادت إلى نهايته الأليمة،[2]وابن المقفع هو عبد الله بن المقفع، أحد أئمة الكتاب العرب، وهو أول من اهتم بترجمة كتب المنطق في الإسلام، وتعود أصوله إلى الفرس، وكانت ولادته في العراق، وأسلم على يد عيسى بن علي بعد أن كان مجوسياً، ويجدر بالذكر أنَّه اتهم بالزندقة، فقتله أمير البصرة سفيان بن معاوية المهلبي في مدينة البصرة.[3]
هناك العديد من الأعمال التي قام بها ابن المقفع، ومنها ما يلي:[3]
يُمثل كتاب كليلة ودمنة دُرّة التراث العالمي، ويعد من أفضل كتب الأدب على مدار التاريخ، ويحمل بين ثناياه أبعاداً سياسية واجتماعية، وهو مصدر المتعة للصغار والكبار على حد سواء،[1] وترجمه ابن المقفع في النصف الأول من القرن الثاني الهجري، وهو كتاب يعتمد الأسلوب القصصي على ألسنة الطيور والحيوانات، ويتميز بتشويقه، وسهولة لغته وألفاظ، ويمكن استخدامه كوسيلة لتهذيب أخلاق النشء، وتربيتهم على مختلف الأزمنة والعصور.[4]