من الظاهر في المصحف الشريف عدم وجود بسملةٍ قبل سورة التوبة الكريمة، ويُرجع أهل العلم هذا الأمر لأحد سببين أو لكلاهما، الأوّل؛ أنّ سورة التوبة جاءت متممّة لسورة الأنفال، وهذا ما أجاب به عثمان -رضي الله عنه- عندما سُئل عن سبب وضع سورة الأنفال بين السور الطوال وقبل سورة التوبة؛ فقال إنّه لمس تشابهاً بين آيات سورة التوبة والأنفال بالرغم من طول المسافة بين نزول السورتين، لكنّ النبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- لم يذكر له إن كانتا سورةً واحدةً أو سورتين، فاجتهد فوضعهما متتاليتين، ولم يفصل بينهما بالبسملة، وأمّا السبب الآخر؛ فهو ما ذكره العلماء بأنّ سورة التوبة جاءت على ذكر فضائح وجرائم المنافقين، وتتوعّد الله لهم بالعذاب، وتتحدّث عن القتال، وتحضّ المؤمنين عليه؛ فلم يكن من المناسب أن تُبدأ بذكر صفات الرحمة لله -تعالى- المتمثّلة بالبسملة، ثمّ تنتقل مباشرةً إلى الشدّة في قتال أعداء الله، فكان الأنسب عدم التلفظ بالبسملة في البداية.[1][2]
هي سورةٌ مدنيّةٌ من آخر ما نزل من القرآن الكريم على النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وقيل إنّها نزلت جملةً واحدةً، وقيل بل منجّمة متفرّقةً، وهو القول الأرجح، لكنّها نزلت في فتراتٍ متتاليةٍ في حدود أشهر معدودةٍ، وتطرّقت في مواضيعها إلى الحديث عن المنافقين وأعمالهم التي يحاولون بها زعزعة صفّ المؤمنين وخذلانهم، كما تُعدّد السورة أصناف الناس في المدينة؛ فمنهم المؤمنون، ومنهم المنافقون، ومنهم الأعراب سكان الصحراء أصحاب الشدّة والفظاظة في القول والفعل، ثمّ يضع الله -تعالى- بين أيدي المؤمنين الدستور في معاملة الكافرين والمنافقين وفق شرعه -سبحانه- وبما يرضيه، إلى غير ذلك من الآيات التي ذكرت بعض تفاصيل أحداثٍ وقعت بين المسلمين والمنافقين.[3]
كما امتازت سورة التوبة دون غيرها من سور القرآن بأنّها دون بسملة، فهناك بعض الميزات التي خُصّت بها سورٌ أخرى دون غيرها في القرآن الكريم، وفيما يأتي ذكر بعضٍ من هذه السور وميزاتها:[4][5]