لماذا سمي شهر رمضان بهذا الإسم

لماذا سمي شهر رمضان بهذا الإسم
(اخر تعديل 2023-08-06 01:31:13 )

شهر رمضان

من رحمة الله -تعالى- بعباده أن جعل لهم مواسم للطاعات؛ زيادةً على الطاعات التي يجدر بهم القيام بها كلّ يوم، وفي هذه المواسم ضاعف الله -عزّ وجلّ- الأجر والثواب لمن يعمل من الصالحات، سواءً أكان ذكراً أم أنثى، وذلك ليُثقّل موازينهم ويرفع درجاتهم، ومن مواسم الطاعات: شهر رمضان المبارك، حيث يُعتبر شهر رمضان الشهر التاسع في ترتيب الأشهر الاثني عشر، كما بيّنها الله -عزّ وجلّ- في قوله: (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهورِ عِندَ اللَّهِ اثنا عَشَرَ شَهرًا في كِتابِ اللَّهِ يَومَ خَلَقَ السَّماواتِ وَالأَرضَ مِنها أَربَعَةٌ حُرُمٌ ذلِكَ الدّينُ القَيِّمُ فَلا تَظلِموا فيهِنَّ أَنفُسَكُم)،[1] وقد عُدّ شهر رمضان التاسع في ترتيبه؛ استناداً لما سنّه عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وسبحان من جعل لرمضان مكانةً عظيمةً في قلوب المسلمين، ليتنافسون في القيام بالطاعات، فتسكن قلوبهم، وتطمئنّ أحوالهم، وتصلح نفوسهم، وإنّ من عظم شهر رمضان المبارك أن أنزل الله -تعالى- القرآن الكريم فيه، ومن الجدير بالذكر أنّ الرسول محمّد -صلّى الله عليه وسلّم- صام رمضان تسع مرّات في حياته؛ وذلك لأنّ الله -تعالى- قد فرض صيام رمضان على المسلمين في شهر شعبان، من السنة الثانية للهجرة، حيث إنّ الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- تُوفّي في ربيع الأول من السنة الحادية عشر للهجرة، وبناءً على ذلك يكون الرسول -عليه الصلاة والسلام- قد شَهِد تسع سنوات من فرض رمضان المبارك، وبهذا قد صام تسع رمضانات.[2][3]

سبب تسمية شهر رمضان بهذا الاسم

بيّن أهل العلم أنّ لتسمية رمضان بهذا الاسم عدّة أسباب ورد بيانها في اللغة، وبيان بعضها في ما يأتي:[3]

  • بيّن البعض أنّ كلمة رمضان مشّتقة من الفعل: رَمَضَ، ويعني شدّة الحرّ؛ وسمّي بذلك لأنّ رمضان غالباً ما كان يأتي في وقت الرمضاء؛ أي الوقت الذي يشتدّ فيه الحرّ.
  • بيّن آخرون أنّ كلمة رمضان جاءت بسبب ما يُقاسيه الناس من الجوع وشدّته في رمضان؛ حيث كان العرب في اللغة يُطلقون على هذا الأمر ارتماضاً.
  • أضاف آخرون أنّ كلمة رمضان جاءت مصدراً للفعل رَمَضَ؛ أي احترق؛ وسمّي بذلك لأنّ المعاصي والذنوب تحترق في شهر رمضان.
  • بيّن البعض أنّه سُمّي برمضان؛ لأنّ العرب كانوا يستعدّون فيه حتى يُقاتلوا في شهر شوّال بتجهيز أسلحتهم وحشدها، وقيل: إن المرء يُجهّز سلاحه ويحشده؛ أي يرمضه، ولهذا عُرف رمضان بهذا الاسم.
  • سُمّي رمضان بهذا الاسم؛ لأنّ القلوب تتعظ فيه فتأخذ من حرارة الإيمان، وصدق الطريق، كما تأخذ الحجارة والرمل من حرّ الشمس.
  • أوضح البعض سبب التسمية بأنّ الأعمال الصالحة في شهر رمضان تُغسل المعاصي التي سبق للمرء ارتكابها، فهو يُطهّر النفس من الذنوب والآثام.

فضائل شهر رمضان

إنّ لشهر رمضان المبارك العديد من الفضائل، ويمكن إجمالها فيما يأتي:[4]

  • فضّل الله -عزّ وجلّ- شهر رمضان المبارك على أشهر السنة جميعها.
  • شهر رمضان هو الشهر الوحيد الذي فرض الله -عزّ وجلّ- على المسلمين صيامه، وهو الشهر الذي تُكفّر فيه الخطايا، وتُمحى فيه الذنوب، وتُغسل فيه الأبدان من الآثام، وذلك تصديقاً لقول الرسول محمّد صلّى الله عليه وسلّم: (الصَّلواتُ الخَمسُ، والجمُعةُ إلى الجمُعةِ، ورمَضانُ إلى رمَضانَ، مُكَفِّراتٌ ما بينَهُنَّ إذا اجتُنِبَتِ الكبائرُ)،[5] فقد وعد الله -سبحانه- كلّ من يصومه احتساباً للأجر عند الله، ويقومه ابتغاء نيل الثواب والأجر، ومُخلصاً نيّته لله بتكفير ما سبق من ذنوبه وخطاياه، وذلك كما ورد على لسان رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- حين قال: (مَن صام رمضانَ إيماناً واحتساباً، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ من ذنبِه).[6]
  • يُعتق الله -عزّ وجلّ- في شهر رمضان المبارك رقاب عباده المؤمنين من النيران، كما قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (يا باغيَ الخيرِ أقبِلْ، ويا باغيَ الشَّرِّ أقصِرْ، وللَّهِ عُتقاءُ منَ النَّارِ، وذلكَ كلُّ لَيلةٍ)،[7] بالإضافة إلى أنّه الشهر الذي يُصفّد فيه الله -عزّ وجلّ- الشياطين، ويفتح فيه أبواب الجنة، ويُغلق فيه أبواب النار.
  • يُمثّل شهر رمضان المبارك نموذجاً للصبر؛ فالصوم عن الشهوات بما فيها الطعام والشراب والمحبوبات بأشكالها صبر عظيم، وقد عُدّ الصوم نصف الصبر، وممّا لا شكّ فيه أنّ الله -عزّ وجلّ- وعد الصابرين بالأجر العظيم يوم القيامة.
  • يُعتبر شهر رمضان المبارك شهر الدعاء، فقد قال محمّد صلّى الله عليه وسلّم: (ثلاثةٌ لا تُردُّ دعوتُهم الصَّائمُ حتَّى يُفطرَ والإمامُ العادلُ ودعوةُ المظلومِ يرفعُها اللهُ فوق الغمامِ وتُفتَّحُ لها أبوابَ السَّماءِ ويقولُ الرَّبُّ وعزَّتي لأنصُرنَّك ولو بعد حينٍ).[8]
  • يُعدّ شهر رمضان المبارك شهر الكرم والعطاء، فقد كان الرسول -عليه الصلاة والسلام- كثير الجود في شهر رمضان.
  • جعل الله -عزّ وجلّ- في شهر رمضان المبارك ليلة القدر، وعّدها ليلة خيراً من ألف شهرٍ، والعمل فيها عظيم، والأجر كبير، ومن يُحرم خيرها فهو المحروم، فقد قال الرسول صلّى الله عليه وسلّم: (إنَّ هذا الشَّهرَ قد حضركم وفيه ليلةٌ خيرٌ من ألفِ شهرٍ من حُرِمها فقد حُرم الخيرَ كلَّه ولا يُحرمُ خيرَها إلَّا محرومٌ).[9]
  • يُعدّ الصوم سبباً لشفاعة العبد يوم القيامة، وفي ذلك قال رسول الله:(الصِّيامُ والقرآنُ يشفَعانِ للعبدِ يومَ القيامةِ، يقولُ الصِّيامُ أي ربِّ منعتُهُ الطَّعامَ والشَّهواتِ بالنَّهارِ فشفِّعني فيهِ ويقولُ القرآنُ منعتُهُ النَّومَ باللَّيلِ فشفِّعني فيهِ قالَ فَيشفَّعانِ).[10][11]

المراجع

  1. ↑ سورة التوبة، آية: 36.
  2. ↑ "رمضان كيف نستقبله ؟ وكيف نغتنمه؟"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 6-5-2018. بتصرّف.
  3. ^ أ ب "سبب تسمية شهر رمضان وحكمه"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 6-5-2018. بتصرّف.
  4. ↑ "فضائل شهر رمضان"، library.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 6-5-2018. بتصرّف.
  5. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 233، صحيح.
  6. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2014، صحيح.
  7. ↑ رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 682، صحيح.
  8. ↑ رواه المنذري، في الترغيب والترهيب، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2/121، إسنادة صحيح.
  9. ↑ رواه المنذري، في الترغيب والترهيب، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 2/118، إسناده حسن.
  10. ↑ رواه أحمد شاكر، في مسند أحمد، عن عبد الله بن عمرو، الصفحة أو الرقم: 10/118، إسنادة صحيح.
  11. ↑ "فضائل الصيام"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 10-5-2018. بتصرّف.