لماذا سمي نهر الاردن بهذا الإسم

لماذا سمي نهر الاردن بهذا الإسم
(اخر تعديل 2023-08-06 01:31:13 )

نهر الأردن

يقع نهر الأردنّ جنوب غرب آسيا، في منطقة مُنخفضة؛ ممّا يجعله أقلّ الأنهار ارتفاعاً في العالم، وينبع نهر الأردنّ من جبل الشيخ الواقع بين سوريا ولبنان، ويتدفَّق جنوباً نحو شمال فلسطين نزولاً إلى بحر الجليل، وينبعُ الفرع الجنوبي من النهر من بحيرة طبريا، وهو يتدفَّق بين أراضي فلسطين المُحتَلّة، والضفّة الغربيّة، ويمتدّ إلى الضفّة الشرقيّة، وغرب الأردن، ويصبُّ في البحر الميّت، الذي يبلغ ارتفاعه 1.410 أقدام تحت مُستوى سَطح البحر، ويبلغُ طول نهر الأردنّ أكثر من 360 كم، إلّا أنّه بسبب المسار المُتعرِّج الذي يمرُّ به النهر، فإنّ المسافة الفِعليّة بين المَنبع في جبل الشيخ، والمَصبّ في البحر الميّت تكون أقلّ من 200 كم، وبعد عام 1948م، أصبح النهر يُمثِّل الحدَّ الفاصل بين إسرائيل والأردنّ، وعند احتلال إسرائيل الضفّة الغربيّة على إثر الحرب التي دارت عام 1967م، أصبح النهر بمثابة خطٍّ لوَقْف إطلاق النار حتى حدود البحر الميّت.[1]

سبب تسمية نهر الأردن بهذا الاسم

نهر الأردن هو من الأنهار التاريخيّة القديمة، وله عدّة أسماء على مرّ التاريخ، منها: الشريعة، وهي مكان السقاية، كما سمّاه اليونانيّون أولون، أمّا كلمة الأردنّ (بالإنجليزيّة: Jordan) فتتألَّف من جور ودان، وهما عبارة عن الرافدَين الشماليَّين لنهر الأردنّ، ومن ثمَّ أصبحت مع الزمن أوردان وأردن، وبعدها صارت العرب تُسمّيها الأردنّ، وتعني الشدّة والغَلبة، كما تعني المُنحدَر أو السحيق، أمّا في اللغة الإغريقيّة فقد كان يطلق على الأردن اسم يوردانيم.[2][3]

أهميّة نهر الأردنّ

يمتلك النهر أهميّة دينيّة وحضاريّة؛ إذ يُعتقَد أنّ النبيّ عيسى قد عُمِّد فيه؛ ولذلك فهو يُعتبَر وجهةً للحُجّاج المسيحيّين، كما وقعت فيه العديد من المعارك التاريخيّة، ودُفِن على ضفافه الشرقيّة أربعة من صحابة الرسول عليه الصلاة والسلام، وقد كان نهر الأردنّ عبر السنين ممرّاً لهجرة البَشر من أفريقيا، إضافة إلى أنّه تمّ اكتشاف عدد من المُدن الرومانيّة، والقلاع الصليبيّة في المنطقة، ومن ناحية أُخرى أوجَدَ النهر نظاماً بيئيّاً غنيّاً ومُتنوِّعاً، بسبب تدفُّقه دون أيّ مُعوِّقات من بحيرة طبريا وصولاً إلى البحر الميّت، كما اعُتبِر واحداً من أهمّ ممرّات الطيور المُهاجرة التي يُقدَّر عددها بحوالي 500 طير.[4]

ويُعَدّ نهر الأردن منطقة مَحميّة، وقد أخذ نهر الأردنّ أهميّته من احتوائه على طُرُق وجسور مُهمّة، تساعد على الانتقال بين مُختلَف المناطق فيه، كما يُوجَد معبران حدوديّان بين الأراضي الفلسطينيّة المُحتَلّة والأردنّ فوق الجسور، وعلى مدى عدّة قرون، كانت أجزاء من النهر تُعَدُّ المصدر الرئيسيّ للريّ لدى المجتمعات المختلفة التي تعيش على طول ضِفافه، ويُعتبَر نهر الأردنّ واحداً من أهمّ مصادر المياه في فلسطين منذ عام 1964م.[1]

وتقوم الأردنّ بسَحب حوالي 50،000،000 متر مُكعَّب من مياه النهر سنويّاً، وِفقاً لمُعاهدة دوليّة مع الجانب الإسرائيليّ، ونتيجةً لصراع الدُّول المُجاورة على مياه النهر، ومُحاولات سوريا، ولبنان، والأردنّ لتحويل مياه بعض منابع النهر، فقد نَشبَت حرب الأيام الستّة في الستينيّات، وتميّزت الأراضي المُجاورة للنهر، والتي تُعرَف بغور نهر الأردنّ، بازدهار الحياة العمرانيّة، والزراعة المرويّة.[1][3]

بيئة نهر الأردن

يُسمَّى وادي الأردنّ بالغور، ويحدّه من الغرب نهر الأردنّ، ومن الجهة الشرقيّة المرتفعات الجبليّة، ويُسمَّى السهل الفيضيّ لنهر الأردنّ بالزَّوْر، بينما تُسمَّى حافّة الأراضي الرديئة التي تَفصل ما بين الزَّوْر والغور بالكتار، أمّا أراضي الغور فتكون محصورة بين حوافّ المرتفعات الجبليّة والكتار، كما يُوجَد الكثير من الجداول الصغيرة القادمة من المنابع الرئيسيّة في سوريا ولبنان، والتي تعمل على تغذية نهر الأردنّ، وتُشكّل بدورها دالات مروحيّة، مُتفاوِتة في المساحة والأهمّية، إضافة إلى أنّ نهر اليرموك يُعتبَر من أكبر روافد نهر الأردنّ.[3][5]

يكون النهر عميقاً ومُضطرِباً خلال موسم الأمطار، ثمَّ يتغيَّر شكل تيّار الماء في النهر ليصبح تيّاراً ضحلاً وبطيئاً خلال فصل الصيف، كما تزداد ملوحة النهر مع اقترابه من البحر الميّت، وعلى الرغم مِن أنَّ النهر غير صالح للمِلاحة، فإنَّ مياهه تُعتبَر جيّدةً للريّ، ومن الجدير بالذِّكر أنَّ هناك العديد من المشاريع المائيّة المُقامَة على النهر، كمشروع غور الشرقيّة في الأردنّ، وهو يُحوِّل المياه من نهر اليرموك، ومشاريع أُخرى في سوريا ولبنان تعمل على تحويل المياه من المسار الرئيسيّ للنهر، ممّا جعل هذا الاستخدام المُتكرِّر للنهر وروافده بغَرض الريّ يؤدّي إلى استنزاف تدفُّق المياه إلى البحر الميّت، وبالتالي زيادة التلوُّث في النهر بدرجة كبيرة.[5]

الخطر الذي يُواجه نهر الأردنّ

خلال السنوات الخمسين الأخيرة، تمّ استهلاك حوالي 96% من تدفُّق مياه النهر، بسبب النزاع على مياه النهر من قِبَل الدُّول المجاورة له، والتي عملت على تحويل مياه بعض منابع النهر، أمّا المياه المُتبقِّية في نهر الأردنّ فهي تُعَدُّ مياهاً مالحة ومُلوَّثة بمياه الصَّرف الصحّي، والنفايات الزراعيّة، ممّا ساعد على جَعل النهر في أماكن مُحدَّدة مُشابِهاً نوعاً ما لقناة راكدة، أمّا من الجانب الفلسطينيّ، فقد حَرَم الاحتلال الإسرائيليّ الفلسطينيّين من حصّة عادلة في المياه الجوفيّة، وقد أدّى ذلك إلى معاناتهم من الجفاف الدائم، ومن الناحية التاريخيّة، رَبط نهر الأردن النُّظُم البيئيّة في آسيا وأفريقيا، كما كان ملاذاً للعديد من أنواع النباتات والحيوانات، إلّا أنّه بسبب جفاف النهر، وضحالة مياهه (بحيث صار منسوب المياه ينخفض إلى حوالي متر واحد سنويّاً)، نشأت العديد من المشاكل البيئيّة في الوادي، وفُقِد أكثر من نصف التنوُّع البيئيّ هناك.[1]

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث Aliasgar Abuwala (25-4-2017), "Jordan River - Unique Places In The Middle East"، www.worldatlas.com, Retrieved 18-5-2018. Edited.
  2. ↑ "Jordan River", www.britannica.com, Retrieved 22-6-2018. Edited.
  3. ^ أ ب ت "نبذة عن الأردن، التسمية"، www.rjgc.gov.jo، اطّلع عليه بتاريخ 22-6-2018. بتصرّف.
  4. ↑ د. سامر طلوزي، بنان الشيخ، إليزابيث يعاري، وآخرون، "نحو إعادة الحياة إلى نهر الأردن: تقرير التدفق البيئي "، ecopeaceme.org، اطّلع عليه بتاريخ 23-6-2018. بتصرّف.
  5. ^ أ ب "Jordan (river, Asia) ", www.encyclopedia.com, Retrieved 18-5-2018. Edited.