موضوع عن جبران خليل جبران
جبران خليل جبران
يُعَدُّ جبران خليل جبران أديباً، وشاعراً، وفيلسوفاً، ورسّاماً لبنانيّاً، وُلِد في بلدة بُشرى اللبنانيّة في السادس من كانون الثاني/يناير من عام 1883م، وترعرعَ في عائلة فقيرة، وغير مُترابِطة؛ فقد كان أبوه عاملاً يُدمنُ السُّكْر، وتَغلِبُ على طباعه القسوةُ، إلّا أنّ أمّه كانت ذكيّة، وحازمة، حيث حافظت على جبران، وأولادها من الانحراف، واتِّباع السلوك السيِّئ لوالدهم، وكان لها الأثر البارز في نشأة جبران، وتوجيهه في الحياة، وجَعله فيما بعد واحداً من أبرز وجوه النهضة الأدبيّة الحديثة؛ فقد كان شخصيّة فريدة من نوعها في الكتابة، والقصّة، والموسيقى، والرَّسم، بالإضافة إلى إبداعه في التفكير، والتصوير، والإصلاح الاجتماعيّ.[1]
حياة جبران التعليميّة
بدأ جبران خليل جبران حياته التعليميّة في عُمر الخامسة، حيث التحق بمدرسة قريته، وتعلَّم فيها أساسيّات الكتابة، والقراءة، وقد اهتمَّ به المُعلِّم سليم الظاهر الذي لاحظ موهبة جبران في الرَّسم، وساعده على تنميتها، وصَقْلها، علماً بأنّ جبران كان قد عانى منذ صِغره من الفقر، وضيق أسباب الحياة على عائلته؛ فقد سُجِن والده، وحُجِزت أملاكه، فما كان من أمّه إلّا أن هاجرت في عام 1895م مع أولادها إلى الولايات المُتَّحِدة الأمريكيّة، وتحديداً إلى ولاية بوسطن؛ على أمل العثور على العمل، والعدل، والمساواة، وقد تحقَّق لها ذلك؛ حيث عملت مع ابنها بطرس في التجارة، وفي تلك الفترة التحقَ جبران بمدرسة مجّانية، إذ كان يبلغ من العُمر آنذاك 12 سنة، وخلال دراسته فيها كان يُمضي وقته في الرَّسم، ومُطالعة الروايات الإنجليزيّة، فلاحظت مُعلِّمته موهبة الرَّسم لديه، وأُعجِبت بها، وأخبرت الفنّان، وراعي المواهب، والفنّانين الناشئين (ألفرید هولانداي التري)، حيث أُعجِب هو الآخر بموهبة جبران، فتبنّاه فنّياً، ومن الجدير بالذكر أنّه بالإضافة إلى موهبته في الرَّسم، فقد أتقنَ جبران فنّ التصوير.[2]
وفي عام 1898م، عاد جبران وهو في عُمر الخامسة عشر إلى لبنان؛ ليدرس اللغتَين: العربيّة، والفرنسيّة، حيث التحق بمعهد الحكمة في مدينة بيروت، وتلقّى فيها دروس اللغة على يَد نُخبة من المُعلِّمين، واستمرَّ في هذا المعهد مدّة 3 سنوات، تعلَّم فيها اللغة، بالإضافة إلى تنميته لمواهبه في الكتابة، والرَّسم، إلّا أنّه لم يستطع إكمال دراسته للغة العربيّة؛ بسبب وفاة أخته، ومرض أمّه، وأخيه. وفي عام 1901م، عاد جبران إلى ولاية بوسطن، وتابع تطوير مواهبه في الكتابة، والرسم، على الرغم من وفاة أمّه، وأخيه بعد صراعٍ مع المرض.[2]
حياة جبران العمليّة والأدبيّة
مَرّ جبران خليل جبران خلال حياته العمليّة، والأدبيّة بمراحل رئيسيّة، وهي:[3]
حياة جبران في بوسطن
استمرَّ اهتمام المُصوِّر الفوتوغرافيّ ألفرید هولانداي بجبران، وموهبته في الرَّسم، حيث كان أوّل من أحاطه برعايته الفنّية، وقد تكلَّل هذا الاهتمام بأن أنشأ له معرضاً؛ لعَرْض رسومه في كانون الثاني/يناير من عام 1904م، كما عَرَض رسوماته مرّة أخرى في شهر شباط/فبراير بقاعة مدرسة كامبردج، وأبدع في الوقت نفسه في مجال الكتابة؛ حيث أصدر أوّل كتاب له في عام 1905م، وهو كتاب بعنوان الموسيقى، كما أنّه نَشر كتاب (عرائس المروج) في عام 1906م، وضمَّنه هجوماً عنيفاً على التعصُّب الدينيّ، والفوارق الاجتماعيّة، والطبقيّة.[3]
انتقال جبران إلى باريس
في عام 1908م، انتقل جبران إلى مدينة باريس، والتحق بمعهد الفنون الجميلة، ودرس فيه التصوير، وفنّ الرَّسم، والنَّحْت، كما قرأ العديد من كُتُب الأدباء الإنجليزيّين، والفرنسيّين، وأُعجِب بكُتُب ابن سينا، والغزاليّ، وابن الفارض، وتأثَّر كثيراً بالكتاب المُقدَّس، وعبَّرَ عن ذلك في عدد من كُتُبه، وأثناء إقامته في باريس، نَشَر كتاب (الأرواح المُتمرِّدة)، ومن الجدير بالذكر أنّه تعرَّف خلال تلك الفترة إلى الكاتبة اللبنانيّة مي زيادة التي كانت تُقيم في مصر، وتطوَّرت علاقتهما إلى الحُبّ، وتأثَّر جبران بهذه العلاقة؛ حيث ظهر ذلك في بعض كتاباته.[3]
انتقال جبران إلى نيويورك
وبعد فترة من إقامة جبران في باريس، عاد ليعيش في بوسطن الأمريكيّة، إلّا أنّ فترة إقامته لم تَطُل؛ حيث انتقل إلى مدينة نيويورك، وأسَّس فيها جمعيّة إصلاحيّة ذات طابع سياسيّ سُمِّيت ب(جمعيّة الحلقة الذهبيّة) في عام 1911م، غير أنّ هذه الجمعيّة تمّ حَلُّها بعد فترة قصيرة؛ لأنّها لم تلقَ رواجاً عند الجاليات العربيّة هناك. وخلال الفترة ما بين (1912م-1913م)، نَشَر قصّة (الأجنحة المُتكسِّرة)، ومجموعة من القصائد النثريّة بعنوان (دمعة، وابتسامة). أمّا في عام 1918م، فقد نَشَر أوّل كتاب له باللغة الإنجليزيّة بعنوان (المجنون)، كما نشر بعد ذلك قصيدة (المواكب)، حيث ضمّنها عدداً من الرسوم ذات الأفكار الفلسفيّة، والصوفيّة.[3]
وفي عام 1920م، نشرَ جبران كتابه (العواصف)، والذي يتضمَّن عدداً من القصائد النثريّة، والقصص، كما نَشَر كتاباً بعنوان (السابق)، حيث كان باللغة الإنجليزيّة، وفي السنة ذاتها، أسَّس الرابطة القلميّة التي مثَّلَ أعضاءها رُوّادُ الحركة الأدبيّة في المَهجر، وتمّ انتخابه؛ ليكون عميداً لهذه الرابطة التي كان لها الأثر البارز في مستقبل الأدب العربيّ عند الشعراء العرب. واستمرَّ عطاء جبران في الأدب على الرغم من تدهوُر حالته الصحّية؛ حيث نشرَ في عام 1923م كتاب (البدائع، والطراشف)، وكتاب (النبيّ) الذي ضمَّ 12 رَسْماً، وهو الكتاب الأكثر شهرة لجبران باللغة الإنجليزيّة، وأكثرها رواجاً، كما نَشَر في عام 1926م كتاب (رمل، وزبدة) باللغة الإنجليزيّة، وكتاب (يسوع ابن الإنسان) في عام 1928م، وكتاب (آلهة الأرض) في عام 1931م.[3]
وفاة جبران
عانى جبران خليل جبران خلال سنوات عُمره الأخيرة من وَعْكة صحّية شديدة؛ حيث أصابه السلّ، وتليُّفٌ في الكبد، واستمرَّ في معاناته إلى أن وافته المنيّة في 10 نيسان/أبريل من عام 1931م، ودُفِن حينها في مدينة نيويورك التي أقام فيها بقيّة عُمره، إلّا أنّ وصيّته كانت بأن يُدفن في بلده الأصليّ، ووطنه لبنان، فتحقَّق له ذلك؛ حيث تمّ نَقل جُثمانه إلى لبنان في عام 1932م، ودُفِن هناك في صومعته القديمة، والتي أصبحت تُعرَف فيما بعد ب(متحف جبران)، كما ذكرَ في وصيّته أن تُكتَب على قبره جملة (أنا الحيّ مثلك، وأنا واقف الآن إلى جانبك، فأغمض عينيك، والتفِت؛ تراني أمامك).[4]
المراجع
- ↑ -، جبران خليل جبران، صفحة 2. بتصرّف.
- ^ أ ب ربيعة براخلية، شعرية السرد القصصي عند جبران خليل جبران ، صفحة 26،27. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث ج لمياء بن واز، نجيّة بن واز، مقاربة بين نبي جبران وزرادشت نيتشه، صفحة 4،5،6. بتصرّف.
- ↑ وزارة التربية-المركز الوطني للمتميزين، جبران خليل جبران..حياته وعشقه، صفحة 15. بتصرّف.