-

أحكام الظهار

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

تعريف الظِّهار وحُكمه

الظِّهار هو تشبيه الرجل زوجته بامرأةٍ مُحرّمةٍ عليه حُرمةً دائمةً، أو بأيّ جزءٍ منها يُحرّم عليه النظر إليه، كالظهر أو البطن وغيره، ومثال ذلك القول للزوجة: "أنت عليّ كظهر أمّي"، أو "أنت عليّ حرامٌ كظهر أمّي"، فيما تجدر الإشارة إلى أنّ الظِّهار كان موجوداً في الجاهليّة، حيث إذا ما كره الرجل زوجته ظاهرها فتصبح المرأة مُعلّقةً ولا يتزوجها أحدٌ غيره،[1] وقد أنكر الله -تعالى- الظِّهار، حيث قال: (الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنكُم مِّن نِّسَائِهِم مَّا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنكَرًا مِّنَ الْقَوْلِ وَزُورًا وَإِنَّ اللَّـهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ)،[2] وأجمع العلماء على أنّ الظِّهار حرامٌ ويأثم صاحبه.[3]

أركان الظِّهار وآثاره

للظهار أربعة أركانٍ يجب أن تتوافر فيه حتى يكون ظهاراً، تبدأ بالمُظاهِر؛ وهو الزوج المسلم البالغ العاقل، والمُظاهَر عنها؛ وهي زوجة المظاهِر الحرّة، والمشبّه به؛ وهي الأمّ إضافةً إلى كُلّ من هي مُحرّمةٌ حُرمةٌ دائمةٌ على الرجل، وفي رأيٍ آخرٍ للظِّهار أنّه يرتبط بالأمّ فقط، أمّا الركن الرابع فهو اللفظ؛ ويتضمّن لفظ الظهر وما يُشابهه، فنيّة الظِّهار في ألفاظٍ أخرى يُعتبر ظِهاراً، كقول الرجل: "أنت علي كأمّي"، في حين أنّ الرجل إذا كان لفظه مطلقاً ولم ينوِ الظِّهار؛ فقد قال بعض العلماء أنّه ظِهارٌ، فيما قال آخرون أنّه طلاقٌ، أمّا الأثر المترتب على الظِّهار يكون بألّا يطأ الرجل زوجته حتى يُؤدّي الكفارة، أمّا التلذّذ معها دون الدخول بها فقد حرّم ذلك أغلب العلماء، في حين أجازه آخرون، أمّا إذا ظاهر الرجل امرأةً قبل أن يتزوّجها، كأن يقول هي عليّ كأمّي إذا تزوجتها ومن ثمّ تزوجها، فقال بعض العلماء بوجوب الكفارة قبل التقرّب منها، وقال آخرون بعدم الكفارة؛ لأنّها لم تكن زوجته عند الظِّهار.[4]

كفارة الظِّهار

للظِّهار كفارةٌ ترتيبها واجبٌ إلّا لأسبابٍ محددةٍ، وهذه الكفارة كما وردت في القران والسنّة:[5]

  • تحرير رقبةٍ لا يوجد بها عيوبٍ، والسبب في أن تكون سالمةً؛ لأنّ الهدف من عتق الرقبة أن يُصبح العبد قادراً على خدمة نفسه وتحقيق مبتغاها.
  • صيام شهرين متتاليين، ويكون ذلك إذا لم يستطع المظاهِر أن يعتق رقبةً، فيقوم بالصوم المتتابع بلا انقطاعٍ، فلا يُفطر حتي يُنهي الشهرين.
  • إطعام ستين مسكيناً، ويكون ذلك بعد عجز المظاهِر عن تحرير الرقبة وصيام الشهرين.

المراجع

  1. ↑ "الظهار"، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 6-2-2019. بتصرّف.
  2. ↑ سورة المجادلة، آية: 2.
  3. ↑ صلاح نجيب الدق (26-12-2018)، "أحكام الظهار واللعان"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 6-2-2019. بتصرّف.
  4. ↑ أحمد علي طه ريان، فقه الأسرة، صفحة 265-267. بتصرّف.
  5. ↑ وهبة الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته (الطبعة الرابعة)، دمشق: دار الفكر، صفحة 147-155، جزء 9. بتصرّف.