مظاهر الحياة الاجتماعية والدينية لحضارة وادي النيل
حضارة وادي النيل
حضارة وادي النيل هي حضارة قديمة قامت في المنطقة الشماليّة الغربيّة من القارة الإفريقيّة وبالتحديد على ضفتي نهر النيل، وعرفت باسم حضارة قدماء المصريين، ويعود تاريخ تأسيسها إلى عام 3150ق.م عندما قام الملك مينا بتوحيد المصريتين العليا والسفلى ثمّ أخذت بالتطور والتقدّم على طوال الثلاثة آلاف سنة اللاحقة، حكمتها سلسلة متتابعة من الممالك المستقرة من الناحية السياسية، ما عدا الفترات الوسطى التي سادها انعدام الاستقرار النسبي، ووصلت حضارة وادي النيل إلى قمّة تطوّرها وقوتها في عصر الدولة الحديثة، إلا أنّ أحوالها بدأت بالانحدار التدريجي بعد ذلك، ممّا ساهم في غزو الإمبراطورية الرومانيّة لها والقضاء على جميع مظاهر حضارتها وتحويلها إلى مقاطعة تابعة لها.
مظاهر الحياة الاجتماعية والدينية لحضارة وادي النيل
المظاهر الاجتماعية
تشكّل مجتمع قدماء المصريين من أربع طبقات هي:
- الطبقة العليا: تتكوّن من العائلة الملكيّة، ورجال القصر والأمراء، والموظفين المهمّين، وقادة الجيوش.
- طبقة الكهنة: تتكوّن من الكهنة ورجال الدين الذين عرفوا بأهمّيتهم واتساع نفوذهم في المجتمع.
- الطبقة الوسطى: تتكوّن من المزارعين والموظفين الصغار.
- الطبقة الدنيا: تتكوّن من العبيد، والخدام، وعامّة الشعب.
كان للنساء دور كبير في مجتمع وادي النيل القديم، فبالإضافة إلى دورهن في تربية الأطفال ورعايتهم والاهتمام بهم، كنّ يقفن إلى جانب أزواجهن لمساندهم في أعمالهم، كما منحن حقوق الإرث والتملك، وساعد ذلك على اعتلاء عدد من الملكات اللواتي امتزن بقوّتهنّ العرش ومن أهمّهن الملكة حتشسبوت، كما احتلّت بعض النساء مراكز دينيّة عليا في الدولة.
المظاهر الدينيّة
كان حضارة وادي النيل القديمة عدد كبير من العبادات والآلهة وبقيت كذلك حتى عهد الملك أمنحوتب الرابع، والذي عمل على إقامة دين واحد وتوحيد الآلهة بإله واحد أطلق عليه اسم آتون وكان رمزه الشمس، كما أطلق على نفسه اسم أخناتون أي روح أتون، وبقي المصريون القدامى يعبدون هذا الإله طوال فترة حكم الملك أمنحوتب، إلا أنهم ارتدوا عنه فور موته، ويمكن حصر مظاهر الحياة الدينية في حضارة وادي النيل بما يأتي:
- الإيمان بوجود حياة بعد الموت: كانوا يعتقدون بأنّ روح الميت ترحل للعالم الآخر، وأنّ الروح ستسكن جسد الميت مرة أخرى، ولهذا أبدعوا في فن التحنيط للمحافظة على هيئته الجسد ومنع تحللها، كما شيّدوا الأهرامات لتكون المكان الذي يسكنه الميت بعد موته، وتركوا مع الأموات كافة الأدوات التي قد يحتاجون إليها في حياتهم الأخرى.
- الإيمان بالحساب بعد الموت: آمن المصريون القدماء بأنّ الإنسان سيحاسب على ما عمل في حياته من خير وشر بعد مماته، وكانوا يتركون مع الميّت كتاباً يسمّى كتاب الموتى، والذي كان يشتمل على التعاليم الدينية الخاصة بهذه الحضارة، ومن كانت أعماله صالحة منهم فينجو من العذاب، أمّا من كانت أعماله غير صالحة فمصيره الجحيم.