-

تعريف علم النفس

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

علم النفس

لم يعد علم النّفس علماً هيّناً بسيطاً، وإنّما أصبح يُصنّف ضمن مجموعةٍ من العلوم النّفسيّة المهمّة لزيادة التّقدّم والتطوّر العالمي؛ نظراً لأهمية الأمور النّفسيّة في شتى مجالات الحياة، ولتعدّد فروعه وميادينه وارتباطه بها ارتباطاً وثيقاً، وتبرز أهمية علم النّفس للإنسان بمساعدته على فهم حضارته التي يعيشها والعمل على تطوير إمكانيّاته وقدراته والاستفادة من إنجازاته والنهضة بحياته وتحسينها للأفضل.[1]

نشأة علم النّفس

حاول الباحثون والمفكّرون منذ الزمن البعيد تفسير وتحليل طبيعة سلوك الفرد وفهم تصرفاته وردود أفعاله، وقد قُسِّمت لعدة مراحل أهمها:

  • مرحلة الأفكار البدائية: فسرت وجود الروح وعلاقتها بالجسم، وبيّنت أنّ بها حياة الجسم وحركته ونشاطه، وهي أصل الأفعال والحركات الصادره عنه، وهي موجودة لدى جميع الكائنات الحية من إنسان وحيوان ونبات.
  • مرحلة الفلسفة القديمة: محاولة فهم العالم وتفسير الظواهر الطبيعية من خلال الملاحظة والتمحيص.
  • مرحلة انعاش العلم: تمخضت الثورة الصناعية عن مجموعة اكتشافاتٍ علميةٍ، وظهور البحوث العلمية المختلفة لدى الغرب كبحوث غاليلو ونيوتن.
  • مرحلة العلم الحديث: مرحلة ظهور التجربة والتطبيق للمعارف والعلوم حيث توسعت وازدهرت الأبحاث الفيزيائية وغيرها من العلوم التي تعتمد أسلوب التجربة والتطبيق في علم النفس ، وتطور علم النفس كعلم مستقل وظهر اول مختبر لعلم النفس في ألمانيا على يد وليم فونت.[2]

الخلاصة: إنّ علم النّفس في بداياته كان يهتم بدراسة الروح، ثم اهتم بالعقل، ثم المشاعر والأحاسيس، ونهايةً أصبح يُعنى بالسلوك والأفعال الخارجية.

تعريف علم النفس

إلى اليوم لم يتوصّل العلماء إلى تعريفٍ موحّدٍ لعلم النّفس يُجمِع عليه الباحثون أو غالبيتهم، ويعود سبب ذلك إلى طبيعة ارتباط علم النّفس بالفلسفة؛ حيث يلتقي معها بأسلوب البحث وطريقته، ويتناول دراسة موضوعاتٍ ذات نهجٍ فلسفيّ، عدا على ذلك طبيعة تأثّره بالعلوم الأخرى؛ مما يؤدي إلى اختلاف وتباين الآراء ووجهات النّظر في توضيح ماهيّة هذا العلم ومفهومه، فاختلفت المفاهيم حول علم النفس وتعدّدت، ومن التعاريف المذكورة لعلم النفس:[3]

  • هو علمٌ يبحث في طبيعة النّفس ومشاعرها وأحاسيسها ورغباتها وأحلامها ومكنوناتها وأسرارها ونشاطاتها المختلفة.
  • هو علمٌ يدرس السلوك البشري وأسبابه ودوافعه .
  • هو علمٌ يهتم بدراسة علاقة الإنسان مع بيئته ويبحث في طبيعة تفاعله وتعايشه معها.

وقد ذكرت الدكتورة ألفت حقّي تعريفاً لعلم النّفس في كتابها مدخل إلى علم النّفس بأنّه: علم دراسة السلوك البشري من جميع جوانبه الظاهرة منه والباطنة، مثل الحركة والكلام والتفكير والشعور والأحلام،[4] أمّا الدكتور عبد الفتاح دويدار فعرّف علم النّفس في كتابه مناهج البحث في علم النّفس على أنّه علمٌ يُعنى بدراسة النّفس البشريّة ونشاطاتها ودوافعها وانفعالاتها ومكنوناتها ومحاولة فهمها وتفسيرها وتعديلها وتوجيهها وحل مشاكلها من خلال اتباع طرقٍ علميّةٍ منهجيّة، ويفسّر سلوك الكائنات الحيّة ويهدف إلى فهمه وتوضيحه والتنبؤبه، ووضح مفهوم السلوك بأنّه جميع نشاطات وتفاعلات الكائنات الحية.[5]

أسس علم النفس

يرتكز علم النّفس على ثلاثة أسسٍ مهمّةٍ لتحقيق أهدافه، وهي:[6]

  • الفهم: هو محاولة معرفة العلاقات التي تربط بين الأشياء والمواضيع المختلفة بحسب الأحداث والظروف المحيطة بها، ومحاولة تفسيرها ومعرفة أسبابها ونواتجها.
  • التنبؤ: توقع نتائج الأحداث والظواهر وتحليل المعطيات والمعلومات المتوفرة عن الظاهرة واستنتاج طريقة سير الأحداث.
  • الضبط: توجيه الظروف والأحداث وتنظيمها بطريقةٍ تضمن للفرد الوصول إالى النتائج والأهداف المرغوب بها.

أهداف علم النّفس

يهدف علم النفس لتشكيل تصوّرٍ كاملٍ عن طبيعة الإنسان وتفسير حركاته وتصوراته الإرادية أو اللاإرادية؛ لتحسين وتقويم السلوك وتنظيم علاقات الأفراد مع بعضهم، ومن أهم أهدافه:[7]

  • فهم الإنسان وتحليل سلوكه وتصرفاته.
  • توقع سلوك الفرد اعتماداً على المعطيات المتوفرة بخصوص الظواهر المحيطة به.
  • تعديل وتحسين وتوجيه السلوك.

أهميّة علم النّفس

إنّ من أهم خصائص وسمات علم النّفس أنّه يحاول فهم طبيعة الإنسان وتوجيه سلوكه وشرح الأحداث والظواهر التي يعتني بها في مجال دراسته، وتوضيح أسبابها وتوقّع نتائجها، كما تكمن أهميّته باعتنائه بالجوانب النّظرية والتطبيقية لمواضيع دراسته، فمراقبة وملاحظة السلوك الخارجي للفرد بهدف الوصول إلى استنباط المبادئ والأساسيات التي تضبط هذه الظواهر تتمثّل بالبحث والدراسة النظرية، أمّا الحالة التطبيقية تتمثّل بالاستفادة من هذه المبادئ والأساسيات العامة في تنظيم وتوجيه السلوك وتحسينه،[6] وتظهر أهمية علم النّفس أيضاً بقدرته على الفصل والتمييز بين السلوك السّوي المعتدل والسلوك المنحرف أو المَرَضي، ومحاولة تعديله وتوجيهه، وإرشاد الفرد للاختيار الصحيح.[6]

مناهج البحث في علم النفس

علم النّفس كغيره من العلوم يقوم على نظريات وفرضيات يضعها العلماء والتي تنتج عن ملاحظاتهم وتفسيراتهم للظواهر التي يشاهدونها، ثم يختبرون دقة وصحة هذه الفرضيات بطرقٍ علميةٍ ممنهجةٍ لكتابة بحوثهم النّفسية، ومن أهمّ الطرق التي يستخدمونها:[8]

  • المنهج التجريبي: تبدأ مهمّة الباحث النفسي عند شعوره بوجود مشكلة ما، ويقع على عاتقه تحديد المشكلة وسبب حدوثها ودوافعها، ويحاول إنشاء فرضياتٍ لحلّها، وتعتمد فكرة المنهج التجريبي بشكلٍ أساسي على دراسة العوامل المؤثرة في المشكلة أو الظاهرة ومحاولة تغيير عنصر واحد وابقاء باقي العناصر ثابتةً؛ لاختبار درجة تأثير هذا العنصر في المشكلة.
  • الملاحظة الطبيعية: تقوم هذه الطريقة على ملاحظة التصرفات والسلوكيات ومراقبتها ودراستها في ظروف الحياة الطبيعية والعفويّة التي يمارسها الأفراد أوالحيوانات، ودراسة أسباب الظواهر ومناقشتها ومحاولة تفسيرها، وتتم هذه العملية بعدة طرق أهمّها:
  • طريقة الاختبار: تستخدم طرق الاختبار والقياس لاختبار الخبرات الداخلية، وقدرات الأشخاص الذهنية والعقليّة، والذكاء، والميول، وتقييم الأفكار والسلوك والصفات الفردية، والعواطف، والمشاعر، والأحاسيس؛ حيث يستفيد الباحث النفسي من هذه الطريقة للحصول على معلومات المفحوصين وبياناتهم بسهولة، ويتم العمل على هذه الطريقة بعدة طرقٍ من أهمّها:
  • دراسة تاريخ الحالة أو الظاهرة: من خلال جمع المعلومات والبيانات النفسية والشخصية المتعلقة بالفرد بهدف تشكيل جملةً من الأفكار والمعلومات عن حالته النفسيّة والجسديّة، ويتم الحصول على هذه المعلومات من خلال المقابلات الشّخصيّة أو الملاحظات.
  • الدراسات الارتباطيّة: يقوم على دراسة الارتباط بين الأحداث وعلاقتها ببعضها، مثل دراسة كيفيّة ارتباط أجزاء المخ بوظائفها المختلفة كالبصر والسمع والنطق، ودراسة كيفيّة تأثُّر هذه الوظائف عند تعطُّل أي جزء من أجزاء الدماغ دون اللّجوء إلى المنهج التجريبي؛ حيث لا يصلح في هذه الحالات.
  • الملاحظة في نفس مكان الحدث.
  • الملاحظة في مكان قريب ومجاور لمكان الحدث.
  • الملاحظة من خلال شاشة موجّهة باتجاه الحدث.
  • الملاحظة بالمشاركة في الحدث والاحتكاك المباشر.
  • الملاحظة من خلال أجهزة التسجيل والكاميرات.
  • الاستخبارات.
  • المسح.
  • الاختبارات.

المراجع

  1. ↑ د طلعت منصور، د.أنور الشرقاوي، د.عزت أبو عوف، وآخرون، اسس علم النفس العام، القاهرة: مكتبة الانجلو المصرية، صفحة 20-21. بتصرّف.
  2. ↑ ابتسام الزويني (14/11/2014)، "مقدمة في علم النفس العام"، كلية التربية الاساسية، اطّلع عليه بتاريخ 27/8/2017.
  3. ↑ احمد راجح (1968)، اصول علم النفس (الطبعة السابعة)، الاسكندرية: دار الكاتب العربي للطباعة والنشر، صفحة 3.
  4. ↑ الفت حقي (1992)، مدخل إلى علم النفس (الطبعة الاولى)، الاسكندرية: دار المعرفة الجامعية، صفحة 21.
  5. ↑ عبدالفتاح دويدار (1999)، مناهج البحث في علم النفس (الطبعة الثانية)، الاسكندرية: دار المعرفة الجامعية، صفحة 18.
  6. ^ أ ب ت د طلعت منصور، د.أنور الشرقاوي، د.عزت أبو عوف، وآخرون (2003)، اسس علم النفس العام، القاهرة: مكتبة الانجلو المصرية، صفحة 13-16.
  7. ↑ عماد المرشدي (26/1/2014)، "مفهوم علم النفس العام واهدافه"، كلية التربية الاساسية، اطّلع عليه بتاريخ 27/8/2017.
  8. ↑ عبد الفتاح دويدار (1999)، مناهج البحث في علم النفس (الطبعة الثانية)، الاسكندرية: دار المعرفة الجامعية، صفحة 82-133.