-

من أين عنترة بن شداد

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

عنترة بن شداد العبسي

عنترة بن شداد العبسيّ، من بني عبس، ولد في بلدة الجوّاء بالسعودية ـ وهي القصيم حالياًـ عام 525م، من أشهر فرسان العرب واشتهر بشجاعته وقوته وفروسيته، وهو شاعر من شعراء الجاهلية وله معلّقات مشهورة وما زال الناس الى الآن يتداولون شعره، وغلب على شعره الطابع الغزلي، فقد كان يحبّ بنت عمه عبلة لكنّ عمه لم يزوّجه إياها.

ولادة عنترة وعبوديته

كان بنو عبس من جمائر العرب، أي أنّها من القبائل التي لا تستعين بغيرها من القبائل في الغزوات والقتال وهذا دليل شجاعة لها، وفي يوم غزت بنو عبس إحدى القوافل الحبشية، وأسرت من فيها واستعبدتهم، ومن هؤلاء العبيد السود كانت أميرة اسمها زبيبة، أعجب بها شدّاد فتزوجها وأنجب منها عنترة، وكانت من عادات العرب الجاهلية المقيتة أنه إذا ولدت العبدة من سيدها، كان ولده عبدٌ له طول عمره، وهكذا عاش عنترة فقد كان أبوه سيّده، فكان عبداً يتحمّل مرارة الحرمان وشظف العيش ومهانة الدار، ورغم هذه الظروف الصعبة إلا أنّه كان شاعراً عظيماً، وتعلّم الفروسية فأصبح فارساً لا يشق له غبار.

موقف عنترة في معركة عبس وطيء

في يومٍ كان يرعى الإبل لقومه، فجاؤوه وعرضوا عليه مرافقتهم لغزوة قبيلة طيء حتى يرعى إبلهم بالطريق ولم يكونوا يعلمون بعد عن فروسيته وشجاعته، فذهب معهم وإذا بالمعركة تشتد على بني عبس وكادت أن تميل عليهم، فظهر فارس أسود يثخن في قبيلة طيء فتميل المعركة مرة أخرى لبني عبس وتنتهي بانتصارهم وأخذهم الغنائم، فمدحوه ومدحوا شجاعته وعُرف عنه في قومه، لكن عند توزيع الغنائم بين أفراد القبيلة ما أعطوه إلا نصيب العبد، رغم أنّه هو من أنقذهم من الهزيمة، فترك ذلك أثراً في نفس عنترة.

حرية عنترة

بعد أيام وإذ بقبيلة طيء تُغِير على بنو عبس على حين غرة، وساقت إبلهم واشتد الخطب عليهم، وتقاعس عنترة عن المشاركة في المعركة والدفاع عن قبيلته ، فجاءه أبوه وقال له: (كُرّ ياعنترة!). أي اهجم، فرفض عنترة وقال: (لا يحسن العبد الكرّ إلا الحلاب والصر)، فلم يجد أبوه حلّاً إلّا أن يمنحه حريته ليقاتل بالمعركة فقال له: (كُرّ وأنت حر)، فكرّ عنترة وانتصرت قبيلته على طيء، ونال حريته، واشتهر كفارس مغوار لا يشقّ له غبار.

شعر عنترة بن شدّاد

كان عنترة من أفصح شعراء العرب ذاك الزمان وله معلقاتٌ كانت وما زالت من أعظم الشعر العربيّ، ومن شعره في عبلة بنت عمه:

أَلا يا عَبلَ قَد زادَ التَصابي

وَلَجَّ اليَومَ قَومُكِ في عَذابي

وَظَلَّ هَواكِ يَنمو كُلَّ يَومٍ

كَما يَنمو مَشيبي في شَبابي

عَتَبتُ صُروفَ دَهري فيكِ حَتّى

فَني وَأَبيكِ عُمري في العِتابِ

وَلاقَيتُ العِدا وَحَفِظتُ قَوماً

أَضاعوني وَلَم يَرعَوا جَنابي