ظاهرة العولمة
العولمة
عاشَ العالم في فترة اضطراباتٍ وحروبٍ بين الدول العظمى في الفترة الواقعة ما بين الأربعينيّات إلى أوائل السبعينيّات، فقد كانت الحرب الباردة بين الاتحاد السوفييتيّ والولايات المتحدة الأمريكية عبارة عن سباقٍ للتسلّح، ولكن بعد انهيار الاتحاد السوفييتي انتقل العالم من الحرب الباردة إلى نظامٍ يسمّى بالعولمة، والذي يركِّز على الاندماج من خلال شبكات الإنترنت.
العولمة عبارة عن مصطلح أجنبيّ تُرجمَ للعربيّة بِ (Globalization)، فالمعنى الحرفي للكلمة الأجنبيّة هو إكساب المصطلح تعميماً عالمياً لتتسع دائرتُه ليشمل العالم كلّه، أي أنَّ العولمة عبارة عن العمليّة التي يتم فيها تحويل الظواهر المحليّة والداخليّة إلى ظواهر عالميّةٍ، وقد ترجم البعض كلمة (Globalization) بمعنى الكوكبة أو الشوملة.
يُعتبر تعريف العولمة واسعاً لذلك لم يتم تحديد تعريف معيّن لها؛ نتيجة انحياز الباحثين لأيدلوجيّاتهم ورغباتهم واتجاهاتهم، فالاقتصاديون يعرفونه بشكل مختلفٍ عن السياسيّين والاجتماعيّين.
العولمة الاقتصادية
لقد عرّف الصندوق الدوليّ العولمة بأنها عبارة عن التعاون الاقتصاديّ المستمرّ في النمو بين دول العالم أجمع، وقد كان لازدياد حجم التعامل بالسلع والخدمات وتنوعها عبر حدود العالم ورؤوس الأموال الدوليّة، وانتشار التقنية بين دول العالم، التأثيرُالأقوى لظهور العولمة، حيث يتصرّف المنتجون والمستثمرون وكأنّ الاقتصاد العالميّ اقتصادٌ واحدٌ وسوقٌ واحدة، ومنطقة إنتاجٍ واحدةٍ ولكنها مقسّمةً إلى مناطق اقتصاديّة وليس اقتصاداً على مستوى الدول، والقيام بإلغاء القيود التي يتمّ فرضها على المعاملات التجاريّة عبر الحدود الدوليّة.
تقود العولمة إلى ارتباط شعوب العالم معاً وتخطّي جميع الحواجز التي تفرضها الحدود الدولية، فتتضافر جهود هذه الشعوب معاً في جميع المجالات الاقتصاديّة، والاجتماعيّة، والسياسيّة، من أجل النهوض بالمجتمع الدولي ككلّ.
الفرق بين العالمية والعولمة
العالميّة تختلفُ عن العولمة بأنّ العولمة تنصهرُ جميع المعالم للدولة داخل بوتقة العالم أجمع، بينما تحتفظُ العالميّة في كلّ دولة بقيمها ومبادئها وثقافتها، مع الانفتاح على العالم.
سلبيات العولمة
على الرغمِ من أنّ العولمة تحملُ في ظاهرها الكثير من الإيجابيّات مثل زيادة قوّة الفرد، وتقليص سيطرة الدولة والتقدّم التكنولوجيّ، إلا أنّ من سلبيّاتها:
- تمركز القوّة العالمية بيد الولايات المتحدة الأمريكيّة التي تفرد سيطرتها وقوانينها.
- ازدياد خطر المشكلات التي تعبر الحدود عبر العالم، مثل تجارة المخدِّرات، والإرهاب، والعنف، والعصابات التي تجدُ الباب مفتوحاً أمامها لتعبر الحدود.
- زيادة مديونيّة دول العالم الثالث وتردّي الأوضاع الاقتصاديّة فيها، ممّا يزيد من إقبال الشباب على الهجرة للدول المتقدّمة بحثاً عن تحسين الحال.