تاريخ السلطان سليمان
مولد ونشأة السلطان سليمان
ولد السلطان سليمان القانوني في مدينة طرابزون، وهي إحدى المدن الساحليّة المهمة، والتي تقع على السواحل الشرقيّة للبحر الأسود في تركيا، وكانت ولادته في اليوم السادس من شهر صفر عام 900هـ، في إحدى قصور الأمراء المنتسبين إلى آل عثمان، والذين كانوا يحكمون طرابزون، وسليمان هو حفيد بايزيد الثاني السلطان ابن السلطان محمد الفاتح (فاتح القسطنطينيّة)، وتلقّى تعليماً جيداً في القصر الذي ولد فيه، وعمل في صياغة المجوهرات، والأحجار الكريمة.[1]
مميزات السلطان سليمان القانوني
تميز السلطان سليمان القانوني بمزايا متعددة، ومنها ما يلي:[2]
- قوة الحكم؛ حيث وصلت الدولة العثمانيّة في زمن هذا السلطان أقوى درجة من الكمال، والقوة السياسيّة، والثقافيّة، والعسكريّة.
- القدرة على التنظيم والتشريع.
- الورع، ولعل أهم ما يُدلل على ورعه نسخه للقرآن الكريم ثماني نسخ، وهذه النسخ محفوظة في مسجد السليمانيّة بإسلامبول.
- المهارة العسكريّة؛ يتمتع هذا السلطان بمهارة عسكريّة عالية؛ حيث شارك في 13 حرباً عظيمة، كان منها 10 حروب في قارة أوروبا، و3 حروب في قارة آسيا.
محطات تاريخيّة من حياة السلطان سليمان
شهدت حياة السلطان سليمان محطات التاريخيّة عديدة، ومنها ما يلي:[3]
- تولّى الحكم عام 1520م؛ وذلك بعد وفاة والده، حيث ورث عن أبيه خزينة سلطانيّة، وجيشاً قوياً ساعده على صد العديد من الثورات التي قامت ضده في مصر والأناضول.
- غيّر طريقة الجهاد التي كان يسلكها والده باتجاه الجنوب والشرق؛ وذلك بعد مشاهدة إمبراطوريّة تشارلز الخامس تتوسع وتنمو على حساب الدولة الإسلاميّة، وتوجه إلى الجهة الغربيّة لتكون وجهته في معظم حملاته الحربيّة.
- قضى معظم مراحل حياته في الغزوات والفتوحات، وكانت بداية غزواته فتح بلجراد، وانتهت بفتح سيكتوار، واحتل هذا السلطان مكانة مرموقة ومميزة بين سلاطين الدولة العثمانيّة.
- ذكر المؤرخون أنَّ سليمان فتح العديد من الأحصنة، والقلاع، والمدن، وبلغ عدد الحصون المفتوحة على يديه 360 حصناً.
- شهد عهده وصول جيش المسلمين إلى وسط أوروبا، وتحديداً عند أسوار فيينا مرتين، ولذلك لُقب بمجدد جهاد الأمة.
- أولى عناية شديدة للإسلام، حتّى ذكر أحد المؤرخين أنَّ عالم البشر في القرن السادس عشر أوشك أنْ يكون كله مسلماً.
- أحرز تطوراً كبيراً في المجال السياسيّ والعسكريّ، وهذا ما انعكس على تطور الحياة الاقتصاديّة، والحياة الاجتماعيّة، والحياة الثقافيّة.
- ساهم في تشكيل قوة أوروبا الحديثة، حتّى كان للأوروبيين رغبة كبيرة في تأسيس دولة عالميّة على نفس هيئة الدولة العثمانيّة، وهذا ما دفعهم إلى أن يُلقبونه بالسلطان العظيم.
- لُقّب بالقانوني واقترن هذا اللقب باسمه؛ وذلك بسبب دوره العظيم في وضع القوانين التي نظّمت الحياة في دولته الكبيرة، وكان حريصاً على موافقة تلك القوانين للشريعة الإسلاميّة السمحاء.
وفاة السلطان سليمان
يُذكر أنَّ السلطان سليمان مرض مرضاً شديداً في أواخر حياته، وكان قد تجاوز العقد السابع من عمره، وأوصله المرض إلى عدم القدرة على ركوب الخيل، ولكن عندما علم بهجوم الملك هابسبرج على ثغور المسلمين أصرَّ على قيادة جيش المسلمين بنفسه، والثأر لهم، ووصل إلى مدينة سكتوار المجريّة، وأظهر قوة أمام أعدائه، وتوفّي أثناء الغزوة في الخامس من شهر أيلول عام 1566م، وكانت إحدى عباراته الشهيرة (أحب أنْ أموت غازياً في سبيل الله).[3]
المراجع
- ↑ أ.د. فريدون أمجان، سليمان القانوني سلطان البرين والبحرين، القاهرة: دار النيل ، صفحة 14-16. بتصرّف.
- ↑ "سليمان القانوني"، www.alukah.net، 5-12-2009، اطّلع عليه بتاريخ 15-8-2018. بتصرّف.
- ^ أ ب نهى عودة (29-9-2015)، "سليمان القانوني .. سلطان العالم"، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 15-8-2018. بتصرّف.