كيف تتخلص من الوسواس القهري
الوسواس القهري
يُعدّ اضطراب الوسواس القهري (بالإنجليزية: Obsessive Compulsive Disorder) واختصاراً (OCD) أحد اضطرابات القلق، ويتجسّد ذلك بتكرار أحاسيس، أو هواجس، أو أفكار غير مرغوبة، تدفع المصاب للقيام ببعض الأفعال والسلوكيات على نحو متكرر أيضاً، وتكمن المشكلة في عدم قدرته على التوقّف عن التفكير بتلك الهواجس أو الامتناع عن تلك السلوكيات، وبالإضافة إلى ذلك تؤثر الإصابة بهذه الحالة في أنشطتهم وحياتهم الاجتماعية، ومن الأمثلة على ذلك التنظيف المستمرّ والزائد لكل شيء حوله خوفاً من الجراثيم والملوّثات، ويُذكر أنّ متوسط العمر الذي تبدأ عنده أعراض الوسواس القهري بالظهور هو 19 عاماً.[1]
التخلص من الوسواس القهري
يُعتبر مرض الوسواس القهري من الأمراض التي لا يمكن أن لا يتم شفاؤها تماماً، وقد يُضطر المريض للاستمرار بالعلاج طيلة حياته، إلا أنّه من الممكن السيطرة على الأعراض المرتبطة بالمرض ووقف تأثيرها في حياة الشخص، ويكون العلاج عادة باستخدام العلاج النفسي، أو الدوائي، أو كليهما.[2][3][1]
العلاج الدوائي
تُستخدم الأدوية النفسية لعلاج مثل هذه الحالات، حيث إنّ هذه العلاجات تساعد على التخفيف من أعراض الوسواس القهري وتحسين حياة المريض، وتُعتبر أدوية مثبطات استرداد السيروتونين (بالإنجليزية: Serotonin reuptake inhibitors) من أبرز العلاجات الفعّالة في هذه الحالة، ومن الأدوية المستخدمة لعلاج الوسواس القهري من هذا النوع الفلوكسيتين (بالإنجليزية: Fluoxetine)، والسيرترالين (بالإنجليزية: Sertraline)، والفلوفوكسامين (بالإنجليزية: Fluvoxamine)، وغالباً ما تُستخدم هذه الأدوية بجرعاتٍ أعلى من تلك المستخدمة في علاج الاكتئاب، وقد تستغرق مدة تتراوح بين 8-12أسبوعاً لإظهار مفعولها، كما يُمكن استخدام دواء الريسبيريدون (بالإنجليزية: Risperidone) والأدوية المضادة للاكتئاب ثلاثية الحلقات (بالإنجليزية: Tricyclic antidepressant) تحديداً كلوميبرامين (بالإنجليزية: Clomipramine) في علاج هذه الحالة.[1][2][3]
ومن الجدير بالذكر أنّه عند وصف تلك الأدوية يترتب على المريض التحدّث مع الطبيب أو الصيدلي لفهم فوائدها وأعراضها الجانبية، كما يجب الانتباه إلى الأدوية الأخرى التي يتناولها المريض، وفي حال وجود أي تعارض أو تداخل دوائي بينها وبين الأدوية النفسية التي ستُستخدم، كما ينبغي تنبيه المريض إلى ضرورة عدم التوقف عن تناول تلك الأدوية بشكل مفاجئ ودون استشارة الطبيب نظراً لما قد يترتب على ذلك من حدوث آثار انسحابية أو تأثير انتكاسي (بالانجليزية: Rebound effect)، وهذا بحد ذاته يكون سبباً في استياء حالة المريض.[1][2][3]
العلاج النفسي
يُعتبر العلاج النفسي (بالإنجليزية: Psychotherapy) فعّالاً للأشخاص البالغين والأطفال المصابين بمرض الوسواس القهري، بحيث يتمّ إجراء هذا النوع من العلاج في جلسات فردية، أو جماعية، أو عائلية، ويوجد العديد من العلاجات التي تندرج ضمن هذا النوع وتُستخدم لعلاج تلك الحالة، ومن أبرزها التدريب على عكس العادة (بالإنجليزية: Habit Reversal Training)، والعلاج السلوكي المعرفي (بالإنجليزية: Cognitive-behavioral therapy)، وأهمها التعرّض ومنع الاستجابة (بالإنجليزية: Exposure and response prevention)، أمّا علاج التعرّض ومنع الاستجابة فإنّه يتطلّب جهداً وممارسة حيث إنّه يقوم في مبدأه على تعليم الشخص الطرق الصحيحة حول كيفية التعامل مع الهواجس والأجسام المرعبة وإدارتها، وذلك عن طريق تعريض المريض بشكل تدريجي إليها.[1][2][3]
التأقلم والمساعدة الذاتية
يوجد العديد من التقنيات والوسائل التي يمكن للمريض الاستعانة بها، والتي تساعده على التخفيف من أعراض الإصابة بهذا المرض، ومن أبرزها تقنيات الاسترخاء الأساسية والتي تتمثل في اليوغا، والتأمل، والتدليك، والتخيّل، إضافة إلى الحفاظ على نمط الحياة الصحي والتعرّف على كيفية التعامل مع الأعراض في حال عودتها.[3]
التحفيز العميق للدماغ
يُلجأ إلى التحفيز العميق للدماغ (بالإنجليزية: Deep brain stimulation) في بعض الحالات التي تفشل فيها استجابة المريض للأنواع الأخرى من العلاجات، وتعتمد هذه الطريقة على زرع قطبين كهربائيين في الدماغ، تكون مهمّتهما تحفيز أجزاء من الدماغ بشكل مستمر ومتكرر، إلّا أنّ الفوائد على المدى الطويل والآثار الجانبية الناتجة عن استخدام هذه التقنية ما زالت غير معروفة كون هذه التقنية ما تزال قيد الدراسة.[4]
أسباب الوسواس القهري
في الحقيقة حتى الآن لم يحدّد السبب الرئيسي للإصابة بالوسواس القهري، ولكن يمكن القول إنّ الإصابة به ناجمة عن مجموعة من العوامل الجينية، والبيولوجية، والنفسية، والبيئية وفيما يلي بيان لبعض منها:[5][6]
- اضطرابات الجهاز العصبي: حيث بيّنت بعض الدراسات بأنّ وجود اضطراب أو عدم اتّزان في مستويات السيروتونين (بالإنجليزية: Serotonin) وهو الناقل العصبي المسؤول عن تنظيم التركيز، والنوم، والقلق، والذاكرة، قد يكون سبباً للإصابة بالوسواس القهري، ومن الممكن أن ينتج ذلك عن وجود طفرة في جين ناقل السيروتونين البشري (بالإنجليزية: Human serotonin transporter gene).
- العوامل السلوكية: فقد يربط الشخص بعض المواقف والأشياء بالخوف، فيبدأ باتباع سلوكيات معينة بهدف تجنّبها وتقليل الخوف المرتبط فيها، وقد يحدث ذلك في فترات المِحَن، والقلق، والتوتر الشديد.
- العوامل الجينية: حيث تشير بعض الأبحاث إلى وجود احتمال أن يكون لدى الشخص المصاب بالوسواس القهري قريب من أفراد العائلة مصاب بهذه الحالة، لكن حتى الآن لم يتم تحديد الجين المسؤول عن الإصابة بالمرض.
- العوامل البيئية: حيث إنّ التعرض لإصابات الدماغ الرضيّة (بالإنجليزية: Traumatic brain injury) يرتبط بزيادة احتمالية الإصابة بالوسواس القهري، وتشير دراسات إلى أنّ الاكتئاب قد يسبّب الإصابة باضطراب الوسواس القهري.
- المناعة الذاتية: قد يحدث اضطراب في جهاز المناعة، يؤدي إلى قيامه بإنتاج أجسام مضادة تهاجم أجزاءً معينة من الدماغ، ويحدث ذلك بعد تعرّضه للعدوى وتحديداً التهاب الحلق الناتج عن البكتيريا المكورة العقدية (بالإنجليزية: Streptococcal infections) وانفلونزا الخنازير، مما يؤدي لظهور أعراض الوسواس القهري خلال فترة تُقدّر بأسبوعين من العدوى، خاصة لدى أولئك الذين يملكون استعداداً جينياً للإصابة به.
المراجع
- ^ أ ب ت ث ج "What Is Obsessive-Compulsive Disorder?", www.psychiatry.org,7-2017، Retrieved 10-3-2018. Edited.
- ^ أ ب ت ث "Obsessive-Compulsive Disorder", www.nimh.nih.gov, Retrieved 10-3-2018. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج "Obsessive-compulsive disorder (OCD)", www.mayoclinic.org, Retrieved 10-3-2018. Edited.
- ↑ "brain stimulation therapies", www.nimh.nih.gov, Retrieved 10-3-2018. Edited.
- ↑ "What is obsessive-compulsive disorder?", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 10-03-2018. Edited.
- ↑ "What causes OCD?", /www.ocduk.org, Retrieved 10-03-2018. Edited.