-

كيفية طريقة صلاة الاستخارة

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

صلاة الاستخارة

يحتار المرء أحياناً بين فعل شيئين، فيلجأ إلى الاستشارة ممَّن يعرفهم، أو من ذوي المعرفة في الشيء الذي احتار فيه؛ حيث إنّ الاستشارة من الأمور الواردة في الإسلام، وهناك أمور كثيرة كان يستشير فيها النَّبيُّ عليه الصَّلاة والسَّلام أصحابه، أو أزواجه، إلا أنّ الإسلام شرع شيئاً آخر لهذه المواقف، ألا وهي صلاة الاستخارة، ولذلك سنبيِّن في موضوعنا هذا معنى الاستخارةِ لغةً وشرعاً، وكيفيَّة أدائها، وبعض أحكامها.

معنى الاستخارة لغةً واصطلاحاً

  • الاستخارة لغةً: هي طلب الخِيرةِ في الشَّيء، وهي طلب الفعل منه، أي استفعال منه، فيقال: استخر الله يَخِرْ لك، [ابن الأثير في النِّهاية (91/2)].
  • الاستخارة شرعاً: هي طلب صرف الهمَّة لما هو المختار عند الله والأولى، بالصَّلاةِ، والدُّعاء الوارد في الاستخارة، [ابن عثيمين في شرح رياض الصَّالحين (161/4)].

كيفية أداء صلاة الاستخارة

لقد بيَّن النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم كيفيّة أداء صلاة الاستخارة، ونصُّ دعائها في الحديث الذي رواه البخاريُّ في صحيحه عن جابرٍ رضي الله عنه، قال: (كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يعلِّمُنا الاستِخارةَ في الأمورِ كُلِّها كما يعلِّمُنا السُّورةَ منَ القرآنِ، يقولُ: إذا همَّ أحدُكُم بالأمرِ، فليركَعْ رَكْعَتينِ مِن غيرِ الفَريضةِ، ثمَّ يقولُ اللَّهُمَّ إنِّي أستَخيرُكَ بعِلمِكَ، وأستَعينُكَ بقُدَرتِكَ، وأسألُكَ من فضلِكَ العظيمِ، فإنَّكَ تقدِرُ ولا أقدِرُ، وتَعلمُ ولا أعلَمُ، وأنتَ علَّامُ الغيوبِ، اللَّهمَّ إن كُنتَ تعلمُ إنَّ هذا الأمرَ خيرٌ لي في ديني ومَعاشي وعاقِبةِ أَمري - أو قالَ: في عاجِلِ أَمري وآجلِهِ - فاقدرهُ لي، ويسِّرهُ لي، ثمَّ بارِكْ لي فيهِ، وإن كنتَ تعلمُ إنَّ هذا الأمرَ شرٌّ لي في ديني، ومَعاشي، وعاقبةِ أَمري - أو قالَ: في عاجلِ أَمري وآجلِهِ -، فاصرفهُ عنِّي، واصرِفني عنهُ، واقدُرْ لي الخيرَ حيثُ كانَ، ثمَّ أرضِني بِهِ، قالَ: ويسمِّي حاجتَهُ) [صحيح النسائي].

شروط صلاة الاستخارة

استنبط العلماء من الحديث كيفيّة أداء صلاة الاستخارة، ومتى يكون الدُّعاء، وهي كالآتي:

  • الطَّهارة الكاملة، في الثياب، والمكان، والجسد.
  • استقبال القبلة، واستحضار النِّيَّة أيضاً من شروط صحَّتها.
  • صلاةُ ركعتين كاملتين من دون صلوات الفرائض الخمسة، وقد ذهب الحنفيَّة، والمالكية، والشافعية إلى استحباب قراءة سورة الكافرون بعد الفاتحة في الرَّكعة الأولى، والإخلاص بعد الفاتحة في الرَّكعة الثانية، وأمّا الحنابلة وغيرهم من بعض الفقهاء لم يحددوا قراءة شيءٍ معيَّن.
  • قراءة دُعاء الاستخارة بعد التَّسليم من الصلاة مباشرة، وقد ذهب لهذا القول جمهور العلماء (المالكية، والشَّافعية، والحنابلة)، وقد نقل الشَّوكاني في كتابه (نيل الأولطار 89/3) أنّ الإجماع على ذلك، ولكن رآى بعض العلماء بأنَّ الدعاء يكون قبل التَّسليم وبعد الصلاة الإبراهيمية في الصَّلاة نفسها أفضل من أن يكون بعد التَّسليم كشيخ الإسلام ابن تيميّة في الفتاوى الكبرى (265/2).

بعض أحكام صلاة الاستخارة

  • يجوز تكرار صلاة الاستخارة ودعاءها إذا لم يتبيَّن اختيار أمر، وهذا ما ذهب إليه جمهور العلماء (المالكية، والشَّافعية، والحنابلة)، وذلك قياساً على صلاة الاستسقاء؛ لأنّ صلاة الاستسقاء جاز تكرارها إن لم يُسقوْا [الشوكاني في نيل الأوطار (3/90)].
  • لا يجوز أداء صلاة الاستخارة في أوقات النَّهي، وهذا باتِّفاق المذاهب الفقهية الأربعة.
  • لا يُشرع النِّيابة في صلاة الاستخارة ودعائها، كأن يصلِّي الزوج عن زوجته، أو الوالد عن ابنه، وإنّما صلاة الاستخارة تكون فقط من صاحب الأمر فقط [ابن باز (فتاوى على الدَّرب 83/11)، وقال بذلك اللَّجنة الدائمة [المجموعة الثَّانية (156/6).
  • يجوز الدُّعاء بالاستخارة من دون صلاة ركعتين، ولكن الأفضل أن يكون الدُّعاء مع الركعتين لأنّ هاتين الرَّكعتين من التَّقرُّب إلى الله [1].