-

كيفية حماية التربة من التصحر

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

التصحر

التصحر هو تآكل التربة والتدهور المتواصل للنظم الإيكولوجيّة للأراضي الجافة؛ وذلك بسبب التغير في المناخ الجوي والأعمال البشرية المختلفة، وتحتل الأراضي الجافة التي يعيش فيها ثلث السكان في عام 2000م نصف مساحة الكرة الأرضية تقريباً، وفي جميع أنحاء العالم يؤثر التصحر في رزق الملايين من الناس الذين يعتمدون على المنافع التي تزودها النظم الإيكولوجية للأراضي الجافة.[1]

في الأراضي الجافة يؤثر شُح المياه على إنتاج الأعلاف والمحاصيل والخشب والخدمات الزراعية الأخرى التي توفرها النظم الإيكولوجية للإنسان؛ ولذلك فإنّ الأراضي الجافة معرّضة بدرجة كبيرة للزيادة في الضغوط البشرية والتغيرات المناخية، وخاصةً في المناطق الجافة التي تقع جنوب الصحراء الكبرى وآسيا الوسطى. وقد تدهورت نسبة تتراوح من 10% إلى 20% من الأراضي الجافة، ويهدد التصحر المستمر أفقر سكان العالم؛ لذلك فإنّ التصحر هو من أكبر التحديات البيئية حالياً، ويحول دون تلبية الاحتياجات الإنسانية الرئيسية في الأراضي الجافة.[1]

أسباب التصحر

تنقسم أسباب التصحر إلى أسباب طبيعية وأسباب بشرية، وهي كالآتي:[2]

أسباب طبيعية

  • زحف الكثبان الرملية: إنّ زحف هذه الكثبان يؤدي إلى التعرية ويُسبب نقل التربة وترسيبها على شكل كثبان رملية إلى الزحف نحو الأراضي الزراعية مؤديةً إلى تدهورها.[2]
  • التقلبات المناخية: تعرضت الأرض لتغيّر في المناخ خلال تاريخها الجيولوجي، وهذه التغيرات المناخية ساهمت في خلق ظاهرة التصحر.[2]

أسباب بشرية

ساهمت العوامل البشرية في ظهور التصحر، ومن أهم أسباب التصحر البشرية ما يلي:[2]

  • إجهاد التربة: إنّ زيادة السكان والطلب العالمي للغذاء والسعي المستمر لاستغلال التربة أدّى إلى إنهاك التربة وفقدان موادها العضوية وتدهور بنائها وتراصها.
  • حركة الآلات بشكل كبير في المناطق الصحراوية: يؤدي ذلك إلى تدمير الغطاء النباتي وتدهور التربة.
  • الري المفرط: يؤدي الري المفرط في ظل المناخ الجاف خاصةً إلى ترسُّب الأملاح على سطح التربة.
  • تدني كفاءة قنوات الري: يعمل الماء المُهدر على تملُّح التربة المروية وزيادة مشاكلها.
  • الزراعة الحدية: ينتشر هذا النوع من الزراعة على أطراف المناطق الجافة، وتعتمد الزراعة الحدية على الأمطار التي تتساقط بشكل متذبذب مما يؤدي في بعض الأحيان إلى فشل الزراعة وزيادة سطح التربة تفككاً وتعريض الأرض لعناصر المناخ المختلفة وتطاير المادة العضوية الموجودة بها.
  • استغلال المناطق الصحراوية لأغراض ترفيهية: يؤدي ذلك إلى التأثير في الغطاء النباتي، ووجود خلل في التوازن البيئي مما يُعرض تلك الأرض للتصحر.
  • الاحتطاب وقطع الأشجار: يُسبب ذلك إزالة الغطاء النباتي أو التأثير فيه، مما يؤدي إلى تدهور النظام الأيكولوجي للتربة وتعرضها للتصحر.

كيفية حماية التربة من التصحر

فيما يلي أهم طرق حماية التربة من التصحر، وهي:[3]

  • تطوير الري: من خلال منع فقدان المياه عن طريق التبخر، ومنع تراكم الملح، وتنطوي هذه التقنية على تغييرات في تصميم أنظمة الري لمنع المياه من التجمع أو التبخر بسهولة.
  • تناوب المحاصيل: هو تناوب المحاصيل المختلفة على نفس قطعة الأرض في مواسم النمو المختلفة، وتساعد هذه التقنية في الحفاظ على إنتاجية التربة؛ من خلال تجديد المغذيات التي تمت إزالتها خلال الحصاد.
  • مصيدة الملح: تحتوي على طبقات فراغ من الحصى والرمال في أعماق معينة من التربة، إنّ مصيدة الملح تمنع الأملاح من الوصول إلى سطح التربة وتساعد أيضاً على منع فقدان المياه.
  • تجميع الحزم: وضع خطوط من الحجارة على طول الارتفاعات الطبيعية؛ فهي تساعد على التقاط الأمطار قبل أن تجري على السطح، وتحول دون التآكل بسبب الرياح عن طريق الحفاظ على التربة ثقيلة ورطبة.
  • مصدات الرياح: هي إنشاء خطوط من الأشجار سريعة النمو مزروعة في زوايا قائمة على الرياح السطحية السائدة، وهي تُستخدم في المقام الأول لإبطاء تآكل التربة التي تحركها الرياح، ويمكن استخدامها لتثبيط التعدي على الكثبان الرملية.
  • المصاطب: إنشاء مستويات متعددة من الأرض المسطحة التي تظهر كخطوط طويلة مقطّعة إلى سفوح التلال، وتبطئ هذه التقنية وتيرة الجريان السطحي، مما يقلل تآكل التربة وفقدان المياه.
  • تثبيت الكثبان الرملية: الحفاظ على المجتمع النباتي الذي يعيش على طول جانبي الكثبان الرملية، إذ تساعد الأجزاء العلوية من النباتات على حماية التربة من الرياح السطحية، بينما تحافظ الشبكة الجذرية السفلية على التربة.
  • الرعي الدوراني: هو عملية الحد من ضغوط الرعي للماشية في منطقة معينة، وغالباً ما تنتقل الثروة الحيوانية إلى مناطق الرعي الجديدة قبل أن تسبب أضراراً دائمة للنباتات والتربة في منطقة واحدة.
  • تطوير تحويل الفحم: تشمل استخدام الصلب أو أفران الطين أو الضغط العالي؛ لضغط الخشب ومخلّفات النباتات الأخرى في قوالب، وتحتفظ هذه الطريقة بجزء أكبر من إمكانية التدفئة بالخشب.
  • تغطية التربة بالمحاصيل: تمنع تآكل التربة بسبب الرياح والمياه، كما أنها يمكن أن تقلل من الآثار المحلية للجفاف، ويمكن أن يساعد الغطاء النباتي على الحفاظ على أنماط هطول الأمطار الطبيعية، وقد تكون تلك المحاصيل نباتات معمرة، أو سنوية سريعة النمو.

المناطق المتأثرة بالتصحر

أهم المناطق التي تتأثر بالتصحر هي:[3]

  • أراضي الرعي: التي تتضرر من الرعي الجائر وضغط التربة والتآكل.
  • الأراضي الزراعية المروية: التي غالباً ما تتدهور بها التربة بسبب تراكم الأملاح.
  • الغابات الجافة: التي تعاني من الإفراط في استهلاك خشب الوقود.
  • الأراضي الزراعية التي تتغذى على الأمطار: التي تعاني من هطول أمطار غير ثابت، وتتآكل بها التربة بسبب الرياح.

المراجع

  1. ^ أ ب "Desertification", greenfacts, Retrieved 2018-2-19. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث علي السعيدي (2009-12)، "المفهوم والمنظومة الجغرافية لظاهرة التصحر "، مجلة ميسان للدراسات الأكاديمية، العدد 15، المجلد 8، صفحة 172، 173، 174، 175، 176. بتصرّف.
  3. ^ أ ب John P. Rafferty, Stuart L. Pimm (2018-1-29), "Desertification"، britannica, Retrieved 2018-2-19. Edited.