-

نقص اليود

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

اليود

يُعدّ اليود (بالإنجليزية: Iodine) من المعادن الزّهيدة (بالإنجليزيّة: Trace mineral)، ويتمّ الحصول عليه من الغذاء، كما يضاف إلى بعض الأطعمة، ويمكن استهلاكه أيضاً على شكل مكملاتٍ غذائيةٍ، ويعتبر اليود من أهم العناصر الحيوية لجسم الإنسان، حيث إنّه يدخل في تكوين هرمونات الغدة الدرقية المسؤولة عن عملية التمثيل الغذائي، كما تساهم هذه الهرمونات في تصنيع البروتين داخل الجسم، بالإضافة إلى ذلك يلعب اليود دوراً مهماً في تطور الجهاز العصبي المركزي والهيكل العظمي لدى الطفل خلال مرحلتي الحمل والرّضاعة، وقد يؤدي نقص اليود إلى الإصابة بقصور الغدة الدرقية (بالإنجليزية: Hypothyroidism)، وفي بعض الحالات ينتج القصور من زيادة كميته، وتزداد احتمالية نقص معدن اليود لدى النساء الحوامل، والأشخاص الذين يعانون من نقصٍ في المواد الغذائية مثل؛ الحديد، والسيلينيوم، وفيتامين أ، كذلك الأشخاص الذين يستهلكون كمياتٍ عالية من الأغذية التي تحتوي على مُحْدِثُ الدُّراق (بالإنجليزية: Goitrogen)، وهي مادة تحدّ من قدرة اليود على الوصول إلى الغدة الدرقية.[1]

نقص اليود

يمكن أن يُسبب نقص اليود العديد من الأعراض والتي قد تكون شديدةً في بعض الأحيان، ونذكر من أبزرها ما يأتي:[2]

  • تورّم الرقبة: إذ يحدث هذا التوّرم نتيجة تضخّم الغدّة الدرقية (بالإنجليزية: Goiter)، ويُعدّ من أكثر الأعراض شيوعاً لنقص اليود، حيث تلجأ الغدّة الدرقية إلى إنتاج هرموناتها نتيجة إفراز الهرمون المُنشّط للدرقية، ويُعتبر اليود ضرورياً في هذه المرحلة؛ حيث يؤدي انخفاضه إلى نمو خلايا تلك الغدة وانقسامها بشكلٍ أكبر، مما يُسبب تضخمها، وقد تبين أنّه يمكن علاج هذه الحالة عن طريق زيادة استهلاك اليود، إلاّ أنّ تجاهل العلاجٍ لفترةٍ طويلة قد يُسبّب تلفاً دائماً في الغدّة الدرقية.
  • زيادةٌ غير مبررةٍ في الوزن: حيث تحدث نتيجةَ نقصِ اليود الذي يؤدي إلى انخفاض مستويات هرمونات الغدة الدرقية التي تساهم في التحكم بسرعة عمليّات الأيض، وهي العمليّات التي يستفيد منها الجسم من الغذاء عن طريق تحويله إلى حرارةٍ وطاقة، فتقلّ عمليّة حرق السعرات حرارية خلال فترات الراحة، مما يؤدي إلى تخزين الفائض من السعرات الحرارية على شكل دهون، ويمكن من خلال زيادة استهلاك اليود التخفيف من هذه المشكلة وزيادة إنتاج هرمونات الغدة الدرقية.
  • الإرهاق والضعف: حيث أظهرت دراسةٌ أجريت على 2456 شخصاً أن الشعور بالإرهاق والضعف هما من أكثر الأعراض شيوعاً بين أولئك الذين تنخفض لديهم مستويات هرمون الغدة الدرقية بشكلٍ كبيرٍ أو بسيط، وذلك لأن هرمونات الغدة الدرقية تساعد الجسم على إنتاج الطاقة، لذلك فإنّ انخفاض مستوياتها يقللّ من قدرة الجسم على إنتاج الكميّات التي ينتجها عادةً، مما يؤدي إلى انخفاض مستويات الطاقة والشعور بالضعف.
  • تساقط الشعر: حيث يؤدي نقص اليود مع مرور الوقت إلى تساقط الشعر، وذلك لأنّ هرمونات الغدة الدرقية تساهم في التحكم في نمو بصيلات الشعر، لذلك عندما تنخفض مستوياتها تتوقف بصيلات الشعر عن التجدد، وقد تبيّن أنّ تناول كمياتٍ كافيةٍ من اليود يمكن أن يعالج هذه المشكلة، ويوقف تساقط الشعر بعد إعادة هرمونات الغدة الدرقية إلى مستوياتها الطبيعية.
  • تجديد خلايا البشرة: حيث ينتج عن انخفاض مستويات هرمون الغدّة الدرقية الناتج عن نقص اليود تقليل تجديد خلايا البشرة عن معدله المعتاد، وهذا قد يؤدي إلى جفاف البشرة وتقشُّرها، وبالإضافة إلى ذلك فإنّ الأشخاص المصابين بنقصٍ في هرمونات الغدة الدرقية ينتجون كمياتٍ أقل من العَرَق الذي يرطب البشرة، ممّا يتسبّب بجفاف البشرة أيضاً.
  • زيادة الشعور بالبرد: حيث إنّ انخفاض مستويات هرمونات الغدة الدرقية يؤدي إلى تباطؤ عملية الأيض، ممّا ينتج عنه انخفاضٌ في توليد الحرارةٍ داخل الجسم، مما قد يمنح شعوراً بالبرودة أكثر من المُعتاد، بالإضافة إلى ذلك فإنّ هرمونات الغدة الدرقية تساعد على تعزيز نشاط الدهون البُنيّة (بالإنجليزية: Brown Fat)، وهو النوع من الدهون المسؤول عن توليد الحرارة في الجسم، لذلك فإنّ انخفاض تلك الهرمونات يُسبب تعطّل عمل هذه الدهون.
  • تغيّر معدل نبضات القلب: حيث تؤثر مستويات اليود في الجسم على معدل نبضات القلب؛ ويُسبب نقصه تباطؤ نبضات القلب، في حين تؤدي زيادته إلى تسارع النبضات، بالإضافة إلى ذلك فإنّ النقص الحاد في اليود يُسبب تباطؤاً كبيراً في معدل نبضات القلب، وهذا قد يؤدي إلى الشعور بالضعف، والإرهاق، والدُّوار وربما الإغماء أيضاً.
  • مشاكل في القدرة على التعلم والتذكّر: حيث تساعد هرمونات الغدة الدرقية على نمو وتطور الدماغ، لذلك فإنّ نقص اليود اللازم لإتمام عمل تلك الهرمونات قد يقللّ من تطوّر الدّماغ، وقد لوحظ في الدراسات أنّ الحُصَين (بالإنجليزية: Hippocampus)، وهو جزءٌ من الدماغ يتحكم في الذاكرة طويلة المدى، أنّه يبدو أصغر لدى الأشخاص الذين يعانون من انخفاضٍ في مستويات هرمون الغدة الدرقية.
  • عدم انتظام فترة الطمث: حيث أظهرت الأبحاث أنّ النساء اللواتي تنخفض لديهنّ مستويات هرمونات الغدة الدرقية النّاتجة عن نقص اليود يتعرضنّ لدورة حيضٍ متكررة مصحوبةٍ بنزيفٍ حاد؛ وذلك لأنّ انخفاض مستويات هرمونات الغدة الدرقية قد يعطّل إشارات الهرمونات التي تلعب دوراً في تنظيم دورة الحيض الشهريّة.

علاج نقص اليود

يمكن لمعظم الأشخاص الذين يعانون من نقص اليود إصلاح هذه المشكلة عن طريق تغيير نظامهم الغذائي، واتباع نظامٍ يحتوي على مصادر اليود، ومن جهة أخرى فإنّ الاشخاص الذين يتّبعون أنظمةً غذائيةً نباتية أو النساء الحوامل يكونون أكثر عرضةً لنقص معدن اليود في غذائهم، ويمكن في هذه الحالة استخدام المكملات الغذائية كمصدرٍ لليود، ويُوصى باستخدام المكملات التي تحتوي على اليود والبوتاسيوم معاً؛ والتي يسهُل على الجسم التعامل معها وامتصاصها.[3]

تعتمد التوصيات على عدّة عواملٍ منها العمر، والجنس، وعوامل أخرى لدى النّساء، مثل: الحمل أو الإرضاع؛ فالنساء الحوامل أو المرضعات بحاجةٍ إلى كمياتٍ أعلى من اليود، ويبين الجدول الآتي الحاجة اليومية من اليود لكل فئةٍ عمريةٍ حسب توصيات مجلس الغذاء والتغذية في معهد الطب (بالإنجليزية: The Food and Nutrition Board at the Institute of Medicine):[4]

الفئة العمرية
الكمية الموصى بها (ميكروغرام/ يوم)
الرُّضع إلى عمر 6 أشهر
110
الرُّضع بعمر 7-12 شهراً
130
الأطفال بعمر 1-3 سنوات
90
الأطفال بعمر 4-8 سنوات
90
الأطفال بعمر 9-13 سنوات
120
الذكور بعمر 14 سنة فأكثر
150
الإناث بعمر 14 سنة فأكثر
150
النساء الحوامل بجميع الأعمار
220
النساء المرضعات بجميع الأعمار
290

مصادر اليود

توضّح القائمة الآتية مجموعةً متنوعةً من الأغذية الغنية باليود:[5]

  • الطحالب البحرية.
  • سمك القدّ (بالإنجليزية: Cod Fish)، وسمك التونا.
  • منتجات الألبان مثل؛ الحليب، واللبن، والجبن.
  • الملح المُدعّم باليود.
  • الروبيان.
  • البيض.
  • الخوخ المجفف.

المراجع

  1. ↑ Angela Lemond (7-5-2018), "Iodine Defined: Why You Need the Nutrient and Why Iodine Deficiency Can Be Harmful"، www.everydayhealth.com, Retrieved 27-1-2019. Edited.
  2. ↑ Ryan Raman (11-11-2017), "10 Signs and Symptoms of Iodine Deficiency"، www.healthline.com, Retrieved 27-1-2019. Edited.
  3. ↑ Erica Cirino, "What You Should Know About Iodine Deficiency"، www.healthline.com, Retrieved 27-1-2019. Edited.
  4. ↑ "Iodine in diet", www.medlineplus.gov,1-7-2017، Retrieved 27-1-2019. Edited.
  5. ↑ Kaitlyn Berkheiser (2-2-2018), "9 Healthy Foods That Are Rich in Iodine"، www.healthline.com, Retrieved 27-1-2019. Edited.