-

تعريف العلم لغة وإصطلاحاً

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

العلم

يُعتبر العِلم أحد الأعمدة التي تبنى بها الأُمم، حيث يساعد العِلم على تقدّم الأُمم والنهوض بها، كما يعمل على القضاء على الفقر، والرجعيّة، والتخلّف، والأُميّة، والجهل، لأن العِلم ضرورة من ضروريات الحياة مثل الطعام والشراب، والنوم، وهو أساس تطور المجتمع، وإنتاج الوسائل التي تُمكّن الإنسان من مواكبة العصور المزدهرة، وينقسم العِلم إلى قسمين، هما: العِلم التاريخي الذي يستمده الإنسان، ويتم تناقُله عبر الأجيال، من الأجداد للآباء، والقسم الآخر هو العِلم المُعاصر والحديث الضروري من أجل بلوغ الغايات بالحياة، ومن أجل أن يستطيع الإنسان اكتساب علم غزير، ومُسايرة العالم الذي يعيش به.[1]

كما أنّ العِلم لا يُكتسب بإرادة الإنسان فقط، بل هناك العديد من الوسائل والمقومات التي تساعده على اكتساب العِلم، سواء كان ذلك في العصر الحديث أو القديم، ومن أهم تلك المقومات الأُسرة، لأنها الركيزة الأساسية في معرفة الإنسان للعديد من نواحي الحياة، ومن الممكن المحافظة على المعرفة وتنميتها عن طريق استخدام الحاسب الآلي والإنترنت، والوسائط التقنية التي تساعد الإنسان على الحصول على عدد كبير من المعلومات، الأمر الذي يُعرف بالعصر الحديث باسم ثورة المعلومات.[1]

تعريف العِلم

العلم في اللغة هو عكس الجهل، وهو إدراك الأمور كما هي بشكل جازم. أما في الاصطلاح فيُعرّف بمصطلحات كثيرة، وهي كالآتي:[2][3]

  • العِلم هو المعرفة، وهو عكس الجهل.
  • يعرف العِلم الشرعي بأنه ما أنزل الله على النبي -صلى الله عليه وسلّم- من الهدى والبيّنات.
  • العِلم سلسلة من القوانين المُترابطة والأُطر النظرية التي تنتج من المحاولة والملاحظة بشكل مُنتظِم.
  • العِلم هو النشاط الإنساني الذي يهدف إلى زيادة قُدرة الإنسان على السيطرة على الطبيعة.

خصائص العِلم

يتميز العِلم بعدة خصائص، هي:[4]

  • قابلية حقائقه للتعديل: يكتشف الإنسان الحقائق العلمية بشكل مجزأ، وهي مُعرَضة للخطأ والصواب، لذا فإنّ الحقائق العلمية نسبية وليست قطعية أو مُطلقة، وتحتاج للتعديل عليها لعدة أسباب، منها:
  • قدرة العلم على تصحيح ذاته بذاته: تتطور المعرفة العلمية بشكل مُستمر، لذا كُلما توفّرت البراهين والأدلّة فإن العديد من التغيرات والتعديلات تظهر على الحقائق العلميّة، لذا يجب أخذ الحركة الديناميكية بعين الاعتبار، وذلك بالنظر إلى الاعتبارات الآتية:
  • العِلم ذو بناء تراكمي: حيث إنّ الباحث العلمي تبدأ دراسته من الموقع الذي انتهى به من سبقه في ذلك المجال، فيقوم الباحث بالرجوع إلى الدراسات السابقة وبحوث العلماء السابقين في الجوانب المُختلفة لتلك الدراسات، ولهذا تعتبر الدراسة مُشابهة للبناء الذي يُشيد طابقاً تلو الطابق، من أجل أن ترتقي الظواهر العلميّة الأخرى.
  • العِلم نشاط عالمي: يمكن القول إنّ المعرفة العلمية لا تخُص الإنسان وحده؛ حيث إنّها ناتج البحث العلمي، ولذلك لا يمكن اعتبارها موضوعاً فردياً أو شخصياً، ولذا بمُجرد أن تظهر المعرفة فإنها تصبح ملكاً ومشاعاً للجميع، فيستطيع الفرد أو المؤسسات استخدام وتطبيق النظريات العلميّة في الجوانب المختلفة في الحياة.
  • العِلم مُتجرِّد ودقيق: يمتاز العِلم بأنه دقيق وموضوعي، حيث إن الباحث يقوم بتحديد المُشكلة ثم يُحدد الإجراءات الخاصة بدراسته بشكل مجرّد وموضوعي من خلال استخدام لُغة علميّة تستند إلى العلاقات الرياضية، والطُرق الكميّة، وهذا الأمر يُساعد الباحث على الابتعاد عن الذاتية في حلّ تلك المُشكلة.
  • إن الإنسان يصيب ويخطئ.
  • حداثة ورقيّ وسائل البحث المستخدمة.
  • إنّ التكامل في الفروع المُختلفة للبحوث العلمية يحتّم وجوب اكتشاف صحّة تلك الحقائق من عدمها.
  • دراسة نموّ النظريات العلميّة وتطورها التاريخي.
  • تصحيح الحقائق العلمية الموجودة في الكُتب المدرسية بشكل متواصل، وذلك في حال اكتشاف ما ينقُصها.
  • عدم تمسك الإنسان بالحقائق العلمية الموجودة في الكتاب المدرسي، إذ إن تلك الحقائق قابلة للتعديل أو التغيير.
  • تنمية المهارات الخاصة بالاطلاع على الجوانب العلميّة، من أجل مواكبة التطوّر وزيادة المعرفة فيما يتعلّق في مفاهيم العِلم أو أفكاره.

أهداف العِلم

يمكن تقسيم أهداف العِلم إلى أربعة أهداف أساسية، هي:[3]

  • الوصف (بالإنجليزية: Description): يهدف العِلم إلى وصف الظواهر المُختلفة باستخدام الأدوات الخاصة به، والأجهزة العلميّة بالاعتماد على الملاحظة.
  • التفسير (بالإنجليزية: Explanation): يعتمِد تفسير العِلم على دراسة المُتغيرات التي تتسبب في حدوث الظاهرة العلمية.
  • التنبؤ (بالإنجليزية: Prediction): يحاول العِلم من الاستفادة من التعميمات التي تُفسّر الظواهر المُختلفة التي تساعد على التنبّؤ، وهو استخدام المعلومات الموجودة سابقاً من أجل التنبؤ بالنتائج المُستقبليّة.
  • التحكّم (بالإنجليزية: Control):هي ضبط الظروف التي تجعل ظاهرة ما تتم أو يُمنع حدوثها، وذلك بما يكون به مصلحة للإنسان، ومن الجدير بالذكر أنّ التحكم بظاهرة معينة يعتمد على تفسيرها والتنبؤ بها.

فضائل العِلم

يتميز العِلم بالعديد من الفضائل، وهي كما يلي:[2]

  • إن العِلم هو إرث الأنبياء، حيث لم يورّث الأنبياء لا درهماً ولا ديناراً بل ورثوا العِلم.
  • إنّ العِلم يبقى والمال يفنى، والدليل من السنّة عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال، إن رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- قال: (إذا مات الإنسانُ انقطع عملُه إلا من ثلاثٍ؛ صدقةٍ جاريةٍ، أو علمٍ يُنتَفَعُ به، أو ولدٍ صالحٍ يدْعو له).[5]
  • إن العِلم لا يتعب صاحبه في حراسته؛ حيث إنّ محلّه القلب، وهو لا يحتاج إلى مفاتيح أو صناديق فهو محروس بالنفس والقلب.
  • يتوصّل الإنسان بالعِلم إلى أن يكون من شُهداء الحقّ، والدليل على ذلك قوله تعالى: (شَهِدَ اللَّـهُ أَنَّهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ).[6]
  • يُعتبر أهل العِلم من ولاة الأمر الذين تجب طاعتهم، والدليل على ذلك قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّـهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّـهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا).[7]

المراجع

  1. ^ أ ب أحمد الشايب (16/1/2014)، "بالعلم تنهض الأمم وتواجه العقبات"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 24/3/2018. بتصرّف.
  2. ^ أ ب محمد بن صالح العثيمين (1408هــ)، كتاب العلم، صفحة 2-7. بتصرّف.
  3. ^ أ ب حيدر حاتم فالح العجرش (1/6/2012)، "ماهية العلم"، www.uobabylon.edu.iq، اطّلع عليه بتاريخ 23/3/2018. بتصرّف.
  4. ↑ ابتسام جعفر جواد كاظم الخفاجي (31/10/2016), "خصائص العلم"، www.uobabylon.edu.iq، اطّلع عليه بتاريخ 24/3/2018. بتصرّف.
  5. ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 793، خلاصة حكم المحدث: صحيح.
  6. ↑ سورة آل عمران، آية: 18.
  7. ↑ سورة النساء، آية: 59.