-

وسائل المحافظة على البيئة في الإسلام

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

الوعي البيئيّ

البيئة هي المحيط الذي يعيش فيه الإنسان، ومنها يحصل على الطعام، والشراب، والهواء، والكساء، وفيها يتفاعل مع الكائنات والمكوّنات، والإنسان دائماً يستخدم معارفه ومهاراته التي أودعها الله فيه للبحث في هذه البيئة عن حاجاته ومتطلّباته، والبيئة متوازنةٌ كما خلقها الله، وتستطيع تأمين الإنسان بما يلزمه لاستمراريّة حياته بالإضافة للكائنات الأخرى، ولكنّ تصرّفات الإنسان غير المنضبطة مع البيئة أفقدتها توازنها، وأحدثت عديداً من المشاكل، لذلك يلزم تحقيق وعيٍ بيئيٍّ من قِبل المسؤولين عن البيئة بالإضافة إلى أبناء المجتمع؛ ليعملوا سويّاً على إيجاد حلٍّ لهذه المشاكل، ومن الخطوات المتّبعة لتحقيق وعيٍ بيئيّ ٍما يأتي:[1]

  • تربيته الإنسان على احترام البيئة، وتوجيهه للتعامل معها من منطلقٍ إيمانيٍّ، وتعزيز هذا الجانب عنده.
  • توجيه الإنسان للعلاقة الإيجابية بينه وبين البيئة، وما فيها من كائناتٍ ومكوّناتٍ، بحيث يصبح لديه انتماءٌ صادقٌ في نفسه لها.
  • العمل على توفير معلوماتٍ بيئيّةٍ صحيحةٍ مبسّطةٍ وسهلةٍ للأفراد والمجتمعات، والعمل على نشرها بطرقٍ ووسائل تربويّةٍ وإعلاميّةٍ وإرشاديّةٍ.
  • ربط العلوم البيئيّة بتعاليم الدّين الإسلاميّ؛ ليتحقّق النفع من تعلّمها واستخدامها.

وسائل المحافظة على البيئة في الإسلام

أمر الإسلام بالإضافة إلى جميع الأديان السّماويّة الإنسان بالمحافظة على البيئة؛ وذلك لأنّ الحفاظ عليها يصبّ في مصلحة الفرد خاصّةً والمجتمع عامّةً، فخلق الله تعالى الكون، وجعل له نظاماً دقيقاً بديعاً، فقال: (صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ)[2] فأوجد الله الجبال؛ لتحافظ على توازن الأرض، وخلق النباتات بأنواعٍ وأعدادٍ؛ لتسدّ احتياجات الكائنات الحيّة، وأوجد الله كلّ شيءٍ؛ ليحدث توازناً في الكون، والكون كلّه مسخّرٌ للإنسان فلذلك من واجب الإنسان الحفاظ عليه، وعلى نظامه الذي خلقه الله عليه؛ لأن أيّ خللٍ فيه يحدث اضطراباً وعدم توازنٍ يؤثّر على الإنسان وعلى الكائنات الأخرى، ولقد اهتمّ الإسلام بكلّ النواحي البيئيّة، فمن الناحية الزراعيّة لم تغفل السنّة عن الدعوات لحماية البيئة من آثار الظواهر الطبيعية التي تهدّدها؛ كالانجراف، والتصحّر، والجفاف؛ فأوصى الرسول -عليه الصلاة والسّلام- بغرس الأشجار، وجعل أجرها كأجر الصدقة، وحثّ الإسلام الإنسان على الزراعة حتّى لو قامت القيامة، وأمره بإحياء الأرض المِوات، وجعل أجراً لمن يقوم بذلك فقد قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (مَن أحيا أرضاً ميتةً فله بها أجرٌ وما أكَلتِ العافيةُ فله بها أجرٌ)،[3] كما أمر الإسلام بالمحافظة على أماكن التنزّه، ونهى الناس أن يقضوا حاجتهم في طريق الناس، أو في ظلال الأشجار، وحثّ على تنظيف أفنية وساحات البيوت؛ لأنّ الله نظيفٌ طيّبٌ يحبّ الطيّب والنظافة، ولقد أوصى رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بالمحافظة على نظافة الشوارع والطرقات، وأمر بإزالة الأذى والقاذورات عنها، ووعد من يفعل ذلك بالثّواب والأجر من الله؛ فإماطة الأذى عن الطريق صدقةٌ، وحثّ الرسول الكريم أيضاً على حماية البيئة وما فيها ومن شواهد ذلك؛ وصيّته لجيشه في غزوة مؤتة حين أمرهم بألّا يحرقوا النّخل، ولا يقلعوا الأشجار، ولا يهدموا البيوت، وذلك كان في وقت حربٍ، فالحال في الأوقات والأوضاع العاديّة يكون أولى، وأمر الإسلام بالرفق والحفاظ على الحيوانات، وتوعّد بعقاب من يعذّبهم أو يتسبّب بأذى لهم، وحثّ على المحافظة على المياه ومصادر الشرب؛ فقد نهى الرسول -عليه السّلام- من أن يبول الإنسان في ماءٍ دائمٍ؛ أي الذي لا يجري، كما نهى الإسلام عن الإسراف في الأكل والشرب وفي كلّ شيءٍ، ولكنّ عبث الإنسان وطمعه ورغبة بعض الدول بالاستحواذ على المياه مثلاً أو تعطيل النظام المائيّ لدولٍ أخرى كلّ ذلك خلق حالةً من عدم التوازن، فبعض الدول تفتقر إلى الماء النظيف، كما نهى الإسلام أيضاً عن الفساد وإهلاك الحرث والنسل، ولكنّ الحروب البيولوجيّة والكيميائيّة والنووية التي أخذت تظهر في العالم كلّها تسبّب الدمار والهلاك.[4][5][6][7]

تلوث البيئة

البيئة هي الموجودات المرئيّة وغير المرئيّة التي تُحيط بالإنسان، وهي خارجةٌ عن كيانه، وتتمثّل بالأوساط الجغرافيّة والمكانيّة والإحيائيّة التي يعيش فيها، وقد سبق ذكر أنّ للبيئة نظاماً وتوازناً دقيقاً، إلّا أنّها تعرّضت لاختلال هذا التوازن وتعرّضت للتلوّث بسبب الإنسان، وإنّ الشرك والمعاصي والفساد الذي يسود الأرض في الفترة الحالية سببٌ رئيسيٌّ للفساد في العالم، حيث قال الله تعالى: (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ)،[8] ومن أخطر أنواع التلوّث البيئيّ:[9]

  • تلوّث الهواء: يتكوّن الهواء الذي يتنفّسه الإنسان من غازيّ؛ الأوكسجين والنتروجين، وإذا حدث تغيّرٌ في تركيبته أو اختلط بالشوائب أو الغازات الأخرى، فإنّه يعتبر ملوّثاً حينها، ويدخل الهواء الملوّث للإنسان عن طريق الجهاز التنفسيّ، أو عن طريق مسام الجلد، أو الجهاز الهضميّ، والتقدّم التكنولوجيّ سبب رئيسيٌّ لهذا التلوّث.
  • تلوّث الماء: لا يخفى مدى أهمّية الماء لحياة الإنسان والكائنات الحيّة، فلا يستطيع الإنسان العيش بدون الماء، وقد يحدث تلوّث الماء نتيجة تلّوث أجزاءٍ من الغلاف الجويّ، والتي تعمل على تلوّث جزءٍ من مياه الأمطار التي كانت تعتبر من أنقى المياه، بالإضافة إلى دخان المصانع وعوادمها التي تطرح في المسطّحات المائيّة، كلّ هذه الأمور تسبّب هذا التلوّث.
  • تلوّث الغذاء: إنّ استخدام الموادّ الكيميائيّة والمبيدات الحشريّة أثناء الزراعة، تسبّب تلوّثاً في غذاء الإنسان؛ إذ إنّها تؤثر على الحيوانات والنباتات التي يتناولها الإنسان، وتعتبر مصدراً أساسياً لغذائه.

المراجع

  1. ↑ د.صالح بن علي أبو عرَّاد، "أهمية تنمية الوعي البيئي وكيفية تحقيقه"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 2018-11-11. بتصرّف.
  2. ↑ سورة النمل، آية: 88.
  3. ↑ رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج صحيح ابن حبان عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم: 5203، صحيح.
  4. ↑ د.حسني حمدان الدسوقي حمامة (2014-1-28)، "قضايا البيئة من منظور إسلامي"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2018-11-11. بتصرّف.
  5. ↑ د.بدر عبد الحميد هميسه، "الإسلام والبيئة"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 2018-11-11. بتصرّف.
  6. ↑ "تعاليم الإسلام أسبق دعوة للحفاظ على البيئة"، www.islamweb.net، 2002-7-27، اطّلع عليه بتاريخ 2018-11-11. بتصرّف.
  7. ↑ د.عوض الله عبده شراقه (2014-1-23)، "توازن وتلوث البيئة في القرآن الكريم"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2018-11-11. بتصرّف.
  8. ↑ سورة الرّوم، آية: 41.
  9. ↑ د.مسلم محمد جودت اليوسف، "تلوث البيئة في العالم العربي ما بين الجهل و التجهيل"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 2018-11-11. بتصرّف.