العالم المسلم أبو جعفر محمد الخوارزمي
محمد الخوارزمي
وُلد العالم المسلم أبو جعفر محمد الخوارزمي سنة 781م، وتوفي سنة 232ه، وهو يعتبر من أوائل علماء الرياضيات المسلمين، حيث ساهم بدور كبير في مجال الرياضيات في عصره، واتصل بالخليفة العباسي المأمون، وعمل في بغداد في بيت الحكمة وكسب ثقة الخليفة، حيث ولاه بيت الحكمة، كما أنّه عهد إليه برسم خارطة للأرض، ووجد فيها أكثر من 70 موقعاً جغرافياً، وكان لديه الكثير من المؤلفات في مجال الفلك، والجغرافيا، وأهمها كتاب الجبر والمقابلة، ويعتبر هذا الكتاب من أهم كتبه.
حياة محمد الخوارزمي
انتقل مع عائلته من مدينة خوارزك الأوزبكية الموجودة في إقليم خراسان الإسلامي إلى العراق، وأنجز الكثير من الأبحاث بين عامي 813 و833 في دار الحكمة التي أسسها الخليفة المأمون، وعينه الخليفة على خزانة كتبه، وعهد إليه بتقديم وجمع الكتب اليونانية وترجمتها، وقد استفاد الخوارزمي من هذه الكتب التي كانت متوفرة في خزانة المأمون، حيث درس الرياضيات، والفلك، والتاريخ، والجغرافيا، وغيرها الكثير، وأحاط الخوارزمي نفسه بالمعارف اليونانية والهندية، ونشر كل أعماله باللغة العربية التي كانت تعتبر لغة العلم في ذلك الوقت.
أعمال محمد الخوارزمي
ساهم الخوارزمي في تقديم الكثير من الإنجازات في مجال الرياضيات، والفلك، والجغرافيا، وعلم رسم الخرائط، كما أنّ لديه أسلوباً منهجياً في حل كافة المعادلات الخطية والمربعية التي أدت إلى الجبر، وهي كلمة مشتقة من عنوان كتابه، وهو المختصر في حساب الجبر والمقابلة، كما أسس الكثير من أساسيات الجبر وعلم المثلثات.
في سنة 825م ألّف الخوارزمي كتاب الجمع والتفريق، وكان مسؤولاً بشكل رئيسي عن نشر نظام ترقيم الهندي في كافة أنحاء الشرق الأوسط وقارة أوروبا، وتمّ شيع مصطلح الخوارزمية نسبة إلى اسمه.
نظم الخوارزمي وصحح بيانات بطليموس عن الشرق الأوسط وقارة أفريقيا، ويعتبر كتاب صورة الأرض من كتبه الرئيسية، وعمل فيه إحداثيات للأماكن التي تستند على جغرافيا بطليموس، لكن مع تحسين القيم عن آسيا، وأفريقيا، والبحر الأبيض المتوسط، كما أنّه كتب في الأجهزة الفلكية، مثل المزولة، والأسطرلاب، وساعد على مشروع تحديد محيط كوكب الأرض، وعمل خرائط للعالم في فترة العهد العباسي حيث طلب منه الخليفة ذلك.
مؤلفات محمد الخوارزمي
ضمّت مولفات الخوارزمي العديد من الكتب مثل كتاب الحمع والتفريق في الحساب الهندي، وكتاب تقويم البلدان، وكتاب رسم الربع المعمور، وكتاب الأسطرلاب، وكتاب صورة الأرض الذي اعتمد فيه على كتاب المجسطي لبطليموس، وأضاف إليه شروحات وتفصيلات كثيرة، كما أعاد كتابة كتاب الفلك الهندي الذي يُطلق عليه اسم السند هند الطبير، وتُرجم إلى اللغة العربية في زمن الخليفة المنصور فكتبه الخوارزمي وأضافه إليه وسُمي باسم السند هند الصغير.