الفول السوداني
الفول السوداني
يُعدُّ الفول السوداني (الاسم العلمي: Arachis hypogaea) من البقوليات التي يعود أصلّها إلى أمريكا الجنوبية، وقد زُرِعَ لأولَ مرة من قِبَلِ حضارات البيرو، وإنكا، في الاحتفالاتِ الدينيَّة، وليس للفول السوداني (بالإنجليزيّة: Peanut) علاقة بالمُكسَّرات، فهو مُرتبطٌ بالبقوليّات؛ كالفاصُولياء، والعدس، وفول الصويا، ونادراً ما يُؤكل الفول السودانيُّ نيِّئاً في الولايات المُتّحدة؛ حيث إنّه يُستهلَك مُحمَّصاً، أو يُتناول على شكل زبدة الفول السوداني، ومن منتجاته الأُخرى؛ الزيّت، والدقيق، وبروتين الفول السودانيّ، والتي تُستخدَمُ في الحلوياّت، والكيك، والوجبات الخفيفة، والصلصات، وغيرها، ويُستخدمُ الفول السوداني تجاريَّاً لإنتاج الزّيت، كما يمكن إضافة العديد من المركبّات الوظيفية له؛ كالبروتينات، والألياف، والبوليفينولات (بالإنجليزيّة: Polyphenole)، ومضادات الأكسدة، والفيتامينات، والمعادن، ومن الجدير بالذكر أنَّ الهندَ تُعتبر ثاني أكبر مُصدِّر للفول السودانيّ في العالم، حيثُ إنّها تُنتجُ سنويَّاً 7.131 مليون طنٍ مربَّع، ومن الجدير بالذكر أنّ أنواع الفول السوداني تختلف بالنكهة والحجم ومحتواها من الزيت بالاضافة إلى شكلها.[1][2]
فوائد الفول السوداني
يُعدُّ الفول السودانيّ ذا قيمةٍ غذائيَّةٍ عاليةٍ؛ حيثُ إنّهُ مصدرُ ممتازٌ للبروتين النباتيّ، والألياف، والعديد من الفيتامينات، والمعادن، ويتميّز بأشكالٍ عديدةٍ؛ كالفول السوداني المُحمَّص، والمُملَّح، والمغلَّف بالشوكولاته، وكذلك زبدة الفول السوداني، وتختلفُ القيمة الغذائية، والفوائد الصحيّة للفول السوداني تِبعاً للنوع المُتناول، وتجدُر الإشارة إلى أنَّهُ يُعدُّ غنيّاً بالسعرات الحرارية؛ لذا يَجِبُ تناوله باعتدالٍ للتمتُّعِ بفوائده الصحيّة، ويُعدّ الفول السوداني النيئ من الأنواعِ الصحية، وتعتبرُ زبدة الفول السوداني كذلك خياراً جيّداً عند تناولها باعتدالٍ، كما يُمكن تناول الأنواعِ المُحمَّصةِ، والمُمَّلحةِ باعتدالٍ؛ إذ إنَّ الاستهلاكَ المُرتفع للصوديوم يرتبطُ بارتفاع ضغط الدم، والإصابة بأمراض القلب، ويُفضَّلُ تناول الفول السوداني النيئ الذي يحتوي على القشرة الخارجية؛ وذلك لاحتوائِها على مضادات الأكسدة التي تحمي خلايا الجسم من التَّلف الناتج عن الجذور الحرة، وتبيّن النقاط الآتية بعض الفوائد الصحيّة الأخرى للفول السودانيّ:[3]
- تعزيز صحة القلب: إذ يحتوي الفول السوداني على نسبةٍ أكبر من الدهون الصحيّة الأحادية غير المُشبعة (بالإنجليزيّة: Monounsaturated fats)، والدهون المتعددة غير المُشبعة (بالإنجليزيّة: Polyunsaturated fats)، مقارنة بالدهون المُشبعة، مما يجعلهُ مفيداً للقلب مقارنةً بمصادر الدهون التي تحتوي على نسبةٍ أعلى من الدهون المُشبعة، وبيّنت دراسة أنَّ تناول 46 غراماً من الفول السودانيّ، أو زبدة الفول السودانيّ يوميَّاً قد يُحسِّنُ صحة القلب لدى مرضى السكري.
- المحافظة على الوزن: وذلك لأنَّه غنيٌّ بالدهون الصحيّة، والبروتين، والألياف؛ مما يجعله من الوجبات المُشبعة، وبيّنت إحدى الدراسات أنَّ النساء اللواتي تناولنَ المُّكسرات؛ بما فيها الفول السودانيّ مرَّتين أُسبوعيَّاً مدَّة 8 سنوات كانت لديهنَّ احتماليَّةُ زيادة الوزن، والسُّمنة أقلَّ مقُارنةً بالنساء اللواتي نادراً ما تناولنَ المُكسَّرات، كما بيَّنَت دراسةٌ أًخرى أنَّ تناول الفول السودانيّ، والمُكسَّرات الأُخرى قد يُقلِّلُ خطر الإصابة بالسُّمنة مدة تصل إلى 5 سنوات.
- التحكم بمستويات سكر الدّم: حيثُ إنَّ الفول السوداني يُعدُّ غذاءٌ ممتازٌ للأشخاص الذين يعانون من مرض السكري، أو ممّن لديهم خطر الإصابة به، فهو ذو مؤشِّرٌ جلايسيميٍّ (بالإنجليزيَّة: Glycemic index) مُنخفضٌ؛ وبالتالي فإنّه لا يرفع سكر الدّم بشكلٍ كبير، وذلك لأنَّه مُنخفضٌ نسبياً في الكربوهيدرات، وغنيٌّ بالبروتين، والدهون، والألياف التي تُبطِئُ عملية الهضم؛ مما يجعل تحرير الطاقة أكثر ثباتاً، كما يحتاجُ البروتين وقتاً أطولَ للهضم مُقارنةً بالكربوهيدرات البسيطة، وبيَّنت دراسةٌ أنَّ تناول زبدة الفول السودانيّ، أو الفول السوداني قد تساعد النساء المصابات بالسمنة، والذين يملكون خطراً أعلى للإصابة بمرض السكري النوع الثاني على التحكم بمستويات السكر في الدّم.
- خفض خطر الإصابة بحصوات المرارة: (بالإنجليزيَّة: Gallstones)؛ حيثُ بيَّنَت دراسةٌ شاركت فيها 80718 امرأة مدَّة عشرين عاماً أنَّ التناول المتكرر للمكسرات بشكل أكثر من 5 مرات أسبوعياً قد قلَّلَ من خطر اسْتِئْصَالِ المَرَارةِ (بالإنجليزيَّة: Cholecystectomy) الناتج عن الإصابة بحصوات المرارة بنسبة 25% مقارنةً بالذين لم يستهلكوا الفول السوداني، كما وضحّت دراسةٌ أُخرى أنَّ الرجال الذين استهلكوا 5 حصصٍ من المكسرات أو أكثر أُسبوعيَّاً قلَّت لديهم احتمالية الإصابة بأمراض حصى المرارة بنسبة 30% مقارنةً بالذين نادراً ما تناولوا المكسرات.[4]
- المساهمة في الوقاية من الإصابة بالألزهايمر: حيثُ إنَّ الفول السوداني غنيٌّ بالنياسين (بالإنجليزيَّة: Niacin) الذي يسبب هذا التأثير تجاه الإصابة بالأمراضِ المرتبطةِ بالعمر مثل القصور الإدراكي (بالإنجليزيَّة: Cognitive decline)، وألزهايمر.[5]
القيمة الغذائية للفول السوداني
يوضِّحُ الجدول الآتي المواد الغذائية الموجودة في كوبٍ واحد من الفول السوداني النيء، أو ما يُعادل 146 غراماً: [6]
محاذير استهلاك الفول السوداني
يتلوَّث الفول السوداني في بعض الأحيان بأنواعٍ من العفن التي تُنتِجُ مُرَّكبات الأفلاتوكسين (بالإنجليزيّة: Aflatoxin)، ومن الأعراض الرئيسيّة للتسمُّمِ بهذه المُرَّكبات فُقدان الشهية، وتغيُّرِ لون العينين، أو اليرقان (بالإنجليزيّة: Jaundice)؛ وهي إحدى علامات مشاكل الكبد؛ لذا يُمكن أن تؤدِّي إلى فشلٍ كلويٍّ، وسرطان الكبد، ويزدادُ خطرُ تلوُّثِ الفول السوداني بالأفلاتوكسين بالظروف الدافئة، والرطبة؛ وخاصة في المناطق المدارية، ويمكن منع التلوُّث بهذه المُرَّكبات بتجفيف الفول السودانيّ بعد الحصاد، والحفاظ على درجة حرارةٍ، ورطوبةٍ مُنخفضة أثناء عمليّة التخزين، ومن الجدير بالذكر أنَّ الفول السوداني يحتوي على عدد من مضادات التغذية (بالإنجليزيّة: Antinutrients)؛ وهي مواد تُضعِفُ قدرة الجسم على امتصاص المُغذِّيات، وتُقلِّلُ من القيمة الغذائية مثل حمض الفيتيك (بالإنجليزيّة: Phytic acid)؛ الذي يُقلِّلُ من توافر الحديد والزنك في الفول السوداني؛ مما يقلل من قيمته الغذائية بشكل طفيف.[1]
وتجدُر الإشارة إلى أنَّ بعض الأشخاص يعانون من حساسية الفول السوداني؛ حيثُ تُعدّ من أكثر الأسباب شيوعاً لنوبات الحساسية (بالإنجليزيّة: Allergy attacks) الشديدة، ويُمكن لأعراض حساسية الفول السوداني أن تُهدِّدَ الحياة وقد تُسبِّبَ ردَّ فعلٍ خطيرٍ تجاه الكميّات الضئيلة منه، ومن الجدير بالذكر أنَّ حساسية الفول السوداني تزدادُ عند الأطفال أيضاً، ولتفادي الأعراض فإنّه يجب تجنُّبَ الفول السودانيّ، ومنتجاته كالمُثلجات، والأكلات الآسيوية، والإفريقية، والمكسيكسة، وبعض أنواع البيتزا، والأغذية النباتية، وغيرها، كما يجبُ قراءة الملصقات الغذائية لتحديد مكونات الفول السودانيّ، وعادة ما تحدث ردود فعل الحساسية في غضونِ دقائق بعد التعرض للفول السودانيّ، ويمكن أن تشملَ الأعراض الآتية:[7][8]
- سيلان الأنف.
- مشاكل جلدية؛ كالشرى (بالإنجليزيّة: Hives)، واحمرار، أو انتفاخ الجلد.
- الحكة، أو الوخز؛ داخل، أو حول الفم، والحنجرة.
- مشاكل في الجهاز الهضميّ؛ مثل الإسهال، وتشنُّجات المعدة، والغثيان، أو التقيؤ.
- ضيق في الحلق.
- ضيق في التنفس، أو الأزيز (بالإنجليزيّة: Wheeze).
- صدمة الحساسية (بالإنجليزيّة: Anaphylaxis) نتيجة حساسية الفول السوداني وتتطلب العلاج عن طريق أنواع من الحُقَّن، ومن أعراضها التضيق القصبيّ، وتورُّم الحلق، والذي يجعل التنفس صعباً، وانخفاضٌ حادٌّ في ضغط الدم، أو بما يُعرف بالصدمة، وتسارعٌ في نبضات القلب، والدوخة، أو الدوار، أو فقدان الوعي.
المراجع
- ^ أ ب Atli Arnarson (7-5-2019), "Peanuts 101: Nutrition Facts and Health Benefits"، www.healthline.com, Retrieved 29-5-2019. Edited.
- ↑ Shalini S. Arya, Akshata R. Salve, and S. Chauhan (19-9-2015), "Peanuts as functional food: a review", Journal of Food Science and Technology, Issue 1, Folder 53, Page 31–41. Edited.
- ↑ Lana Burgess (18-4-2019), "What are the nutritional benefits of peanuts?"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 30-5-2019. Edited.
- ↑ Emilio Ros (24-7-2010), "Health Benefits of Nut Consumption", Nutrients, Issue 7, Folder 2, Page 652–682. Edited.
- ↑ Smitha S. Dutt (11-10-2016), "Health Benefits of Peanuts"، www.medindia.net, Retrieved 21-6-2019. Edited.
- ↑ "Basic Report: 16087, Peanuts, all types, raw", www.ndb.nal.usda.gov, Retrieved 29-5-2019. Edited.
- ↑ "Peanut allergy", www.mayoclinic.org,(13-11-2018)، Retrieved 31-5-2019. Edited.
- ↑ "PEANUT ALLERGY", www.foodallergy.org, Retrieved 31-5-2019. Edited.