-

تقرير عن ظاهرة الشعر الحديث

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

الشعر الحديث

الشعر الحديث هو الشعر الذي قيل ضمن الإطار الزمني الحديث والذي تتميّز به معالم حياة مغايرة تماماً عن العصور والأزمنة السابقة، ويعتبر الشعر الحديث آخر حلقة في السلسلة الزمنيّة الراهنة المتعلّقة بالشعر (العصر الحديث، والنهضة، والانحطاط، والعباسي، والأموي، وصدر الإسلام، والجاهلي).

أطلق عليه اسم الشعر الحديث لأن مؤرخي العرب صنفوه على حسب الفترة الزمنيّة، كما أنهم صنفوا الشعر بحسب الأمصار والمدن، التي قيل فيها الشعر، وقد اعتاد الباحثون في الشعر العربي تصنيفه إلى نوعين رئيسيين، هما شعر قديم وشعر حديث.

كما أن الشعر الحديث هو كل شعر قيل بعد عصر النهضة، ويختلف عن القديم في مضامينه وأساليبه، إضافةً إلى الموسيقى والبنية الفنيّة، ويختلف أيضاً في أنواعه المختلفة والمستجدة ومواضيعه المنوعة بتنوع العصر الحالي.

الشعر القديم

كل شعر قيل قبل عصر الانحطاط، إضافةً إلى كل شعر صيغ على نفس النمط لاحقاً، ويطلق عليه أيضاً الشعر التقليدي، ذلك أنه يسير في مركب التقليد والتبعيّة، ويسمى كذلك بالشعر العمودي، في إشارةٍ إلى أسلوب كتابة أشطر أبياته المتنظرة بشكلٍ عمودي.

أصناف الشعر الحديث

تمّ تصنيف الشعر الحديث إلى مجموعةٍ من الأصناف، من ضمنها ما يلي:

  • تصنيف بحسب الأسلوب، كالشعر الحر والمرسل والحداثة والمعاصر والتفعيلة والنثريّة.
  • تصنيف بحسب الأجيال، كشعر الستينات والسبعينات والثمانينات ..ألخ.

لكن بعض التصنيفات للشعر الحديث لا تعني شيئاً سوى وجود رغبةٍ في التصنيف، تكون في بعض الأحيان على شكل صراعات متبادلة بين أطرافٍ متنازعة من نقّادٍ ومبدعين، لكن الأهمّ في هذا الأمر توفر العديد من السمات والخصائص الفنيّة والمواضيع المنوّعة بين النصوص الشعريّة لكل فئة.

الصعوبات التي تعترض الشعر الحديث

يقصد بالشعر الحديث هو ما كتبه العديد من الشعراء من شعر مغاير للمنهاج الاتباعي أو التقليدي أو ما يعرف بالكلاسيكي في أدب اللغة، وقد ظهر هذا النوع من الأدب في نهاية النصف الأوّل من القرن المنصرم، وتحديداً على أيدي الشعراء العراب المهاجرين إلى عددٍ من الدول الأوروبيّة التي استقروا بها كالسيّاب، والريحاني، والملائكة، وعلى وجه الخصوص دول بريطانيا، وفرنسا، وإيطاليا تليها الولايات المتحدة، وكانت المآخذ التي أخذت على هؤلاء هو قضيّة الأصالة والمعاصرة.

لاحظ العديد من النقاد ومن بينهم الناقد السوري الدكتور محمّد ياسر شرف، أنه قد مضى ثلاثين عاماً على الشعر العربي الحديث بدءاً من النصف الثاني للقرن العشرين، وما زال الكتاب يتجاذبون الاتهامات حول ما يطلق عليه الأصالة والمعاصرة، أضيفت لها تجاذباتٍ أخرى حول الحداثة والتقليد، ما لبثت بعده إلا أن حدثت الثورة المعلوماتيّة والتكنولوجيّة التي اختتمت القرن العشرين باندلاعها، وكانت هذه الثورة من أهم إنجازات القرن المنصرم، والتي ساهمت بشكلٍ كبير إلى نشر المعارف بين الناس، وأتاحت أساليب تواصلٍ حديثة عبر الدول والقارات.

رأى الدكتور شرف في تصريحات الكثير من الشعراء الروّاد المتعارف عنهم جودة إنتاجهم لدى غالبيّة النقّاد، أنّ هذا الأمر يشير إلى أنّ العرب قد فقدوا اهتمامتهم بالإنتاج الشعري بالدرجة الأولى، وهذا ناتجٌ عن التقدّم العلمي وانصراف الناس إلى متابعة كافة العلوم الحديثة واتجاهات السوق وحركة الاقتصاد، هذا بالإضافةِ إلى جمود الأفق في المادة الشعريّة، وقد أدى هذا الأمر إلى إضعاف التجارب الشعريّة الجيدة التي لا يمكن إنكار وجودها وظهورها في حركة التراكم الشعري في الثقافة العربيّة.

أضاف الدكتور شرف بأنّ الحركة العشريّة للثقافة العربيّة لا زالت بطيئة في مسيرتها، ومن هنا طرح تساءله حول ما ستؤول إليه هذه الحالة لوضع الشعر العربي الاقتصادي المجتمعي الفني المتدهور باستمرار، وهل يمكن تلافي هذا الأمر والسير به نحو أفق النجاح؟