-

بحث عمر بن الخطاب

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

عمر بن الخطاب

هو عمر بن الخطاب بن عبد العزى بن رياح بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي، أبو حفص العدوي القرشيّ، من بني عدي، ثاني الصحابة مكانةً بعد أبي بكر الصديق، كان شيخ المسلمين واختاره أبو بكر الصديق ليكون خليفة للمسلمين لما عُرف بقوّته، وزهده، وشجاعته، وحكمته، وعلمه، وورعه، وشدّته، وعدله، وحازمه في أمر الله، وقد عُرف أبوه الخطاب بجلافة طبعه، وقساوة قلبه، وورث عمر عن أبيه هذه الصفات.

إسلام عمربن الخطاب

ولد عمر بن الخطاب في السنة 42 قبل الهجرة، وكان عمره يوم بعث النبيّ صلّى الله عليه وسلّم (27) سنة، وأسلم في ذي الحجة من السنة السادسة من البعثة النبوية، وكان إسلامه بعد إسلام حمزة رضي الله عنه بثلاث أيّام، فبلغ عدد المسلمون عندها أربعين رجلاً وإحدى عشرة امرأة، وكان سفير قريش بينها وبين القبائل الأخرى، وكان متمسّكاً بالجاهلية، فأخذ من خاله أبو جهل طابع العداء الصريح للإسلام، والوقوف في وجه الإسلام، وكان قد نوى قتل الرسول، ولكنه تراجع عن ذلك، بعد إسلامه على يد أخته فاطمة، وطلب مقابلة الرسول صلّى الله عليه وسلّم، فا أخذوه إلى دار الأرقم بن أبي الأرقم، فلمّا رآه الصحابة خافوا، فقال الرسول صلّى الله عليه وسلّم للصحابة اتركوه، فلمّا رآه النبيّ أمسكه من ثوبه فهزّه فسقط عمر على ركبتيه وقال له: أما آن لك يا ابن الخطاب أن تسلم، أما آن لك يا ابن الخطاب أن تشهد، قال: بلا أشهد أنّ لا إله إلّا الله وأنّك رسول الله.

لم يستطع المسلمون أن يصلوا في الكعبة المشرفة إلّا بعد إسلام عمر، وبمجرد إسلامه تجرأ المسلمون للصلاة فيها، وقد رأى عمر أنّ الوقت قد حان لكي تصبح الدعوة إلى الإسلام دعوة علانية فوافقه الرسول صلّى الله عليه وسلّم على ذلك، وأطلق عليه الفاروق لتفريقه ما بين الحق والباطل.

هجرة عمر بن الخطاب

هاجر عمر بن الخطاب كما هاجر غيره من المسلمين، غير أنّه هاجر بشكل علنيّ، وصل عمر قباء، فنزل عند بني عمرو بن عوف ونزل أهله معه، وفيما بعد لحق به الرسول صلّى الله عليه وسلّم وبصحبته أبي بكر الصديق، واستقبلهم عمر وعمل معهم ومع المسلمين على بناء المسجد وبناء بيت رسول الله، وعمل الرسول على التأخي بين المهاجرين والأنصار ليؤلف بينهم، فأخى بينه وبين عتبان بن مالك، فبذلك عزّزت المؤاخاة مكانة المسلمين في المدينة.

وفاة عمر بن الخطاب

دخل المدينة شخص يسمّى الهرمزان وقد كان أسيراً وعاش في المدينة ورجلٌ آخر اسمه أبو لؤلؤة المجوسي ورجل يدعى جفينة، هؤلاء الثلاثة كانوا يخطّطون لمؤامرة كبيرة وقتها، وعندها كان عمر قد رأى رؤية أنّ ديكاً ينقر في رأسه نقرتين فرأى فيها دنو أجله، ولا يراها على يد رجل مسلم، مرّت الأيّام وبدأ أبو لؤلؤة التقرّب من عمر بن الخطاب، وذات يوم أحضر أبو لؤلؤة خنجراً ذو رأسين وقد سمّه واتفق الثلاثة عندها على قتل عمر، وفي أواخر ذي الحجة كان عمر يصلي في الناس صلاة الفجر، وكان أبو لؤلؤة يخطّط تلك الليلة وينتظر ولما تقدّم عمر ليصلي في الناس وبدأ بالصلاة دخل بين الصفوف وضربه في كتفه والضربة الثانية في خاصرته، فسقط عمر ومسكه الصحابة ورفعوه وأشار إلى ابن عوف ليكمل الصلاة، وحُمل عمر لبيته وهو ينزف ويقول الحمد الله الذي لم يجعل قتلي على يد مسلم، فطلب من عائشة أن يدفن عند الرسول صلّى الله عليه وسلّم وأبو بكر الصديق.