-

حكم مس المصحف دون وضوء

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

حكم مس المصحف دون وضوء

أفتى جمهور علماء الأمّة الإسلاميّة من الشافعية والحنابلة والمالكية والحنفية بوجوب الطهارة في حق من يمس المصحف، وأنّه لا يجوز مسّه لمن كان غير طاهراً من الحدث الأصغر أو الأكبر، وقد استدلوا على ذلك بما جاء في كتاب الله تعالى: (لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ)،[1] حيث استدل العلّامة الشيخ ابن تيمية بهذه الآية على عدم جواز مس القرآن للمحدث، قياساً على أنّ اللوح المحفوظ في السماء لا يمسُّه إلّا الملائكة المطهرون، فحكم مسّ الكتاب الذي في السماء ينطبق على حكم مسّ الكتاب الذي في الأرض؛ لأنّه من جنسه، وقد خالف علماء الظاهرية وبعض علماء التابعين جمهور علماء الأمّة، فأفتوا بجواز مسّ المصحف لمن كان محدثاً حدثاً أصغر.[2]

حكم مس غلاف المصحف من غير وضوء

ذهب جمهور علماء الأمّة من الشافعية والحنابلة والمالكية والحنفية إلى عدم جواز مسّ الغلاف الذي يكون متصلاً بالمصحف عن طريق اللصق أو الخياطة لغير المتوضئ؛ لأنّ له حكم المصحف، كما لا يجوز مسّ الحواشي التي تشتمل على الكتابة من أوراق المصحف، أمّا حكم ما كان منفصلاً عن القرآن، مثل: الجراب الذي يوضع فيه من أجل حفظه، فقد ذهب جمهور العلماء إلى جواز مسّه للمحدث، كما ذهب العلّامة الشيخ ابن باز -رحمه الله- إلى القول بعدم جواز مسّ المصحف للمحدث الذي يريد نقله من مكان إلى آخر، واستثنى من ذلك نقل القرآن بحائل؛ كأن يضعه في علّاقة أو جراب أو نحوه، فحينئذ يجوز ذلك.[3]

حكم مس المصحف المفسر

يختلف حكم مسّ المصحف المُفسّر عن المصحف الذي لا يشتمل على غير القرآن، ذلك أنّ النهي اختص بمصحف القرآن لا مصحف التفسير، فكتاب التفسير لا تشترط الطهارة لمسّه إذا كان كلام التفسير أكثر من القرآن، بينما إذا تساوى كلام التفسير والقرآن، أو كانت آيات القرآن أكثر من التفسير، فالأولى حينئذٍ عدم مسّه إلا بطهارة.[4]

المراجع

  1. ↑ سورة الواقعة ، آية: 79.
  2. ↑ خالد بن عبد الله المصلح (2010-9-30)، "ما حكم مس المصحف بدون وضوء "، www.islamway.net ، اطّلع عليه بتاريخ 2019-1-31. بتصرّف.
  3. ↑ "حكم مس المصحف من الغلاق من غير وضوء "، www.islamqa.info، 2008-2-6، اطّلع عليه بتاريخ 2019-1-31. بتصرّف.
  4. ↑ "حكم مس المصحف المفسر "، www.islamweb.net، 2003-6-4، اطّلع عليه بتاريخ 2019-1-31. بتصرّف.