بحث عن صلاة العيد
حكم صلاة العيد
إنّ حكم صلاة العيد عند كثير من أهل العلم أنّها فرض على الكفاية، ويجوز للفرد أن يتخلف عنها إلا أنّ مشاركته لإخوانه المسلمين وحضوره لصلاة العيد سنة مؤكدة، وهي عند بعض أهل العلم فرض عين مثلها مثل صلاة الجمعة فلا يجوز التخلف عنها للرجل الحر، وهذا الرأي أقرب للصواب، وأظهر في الأدلة عند الإمام ابن باز، ويسن للنساء حضور صلاة العيد مع ضرورة الالتزام بالحجاب، وترك الزينة والتطيب،[1] وفي الصحيحين من حديث أم عطية: (أمرنا أن نخرج في العيدين العواتق والحيض ليشهدن الخير ودعوة المسلمين وتعتزل الحيض المصلى )،[2] وقيل كذلك في حكم صلاة العيد أنّها سنة مؤكدة عند جمهور الفقهاء على كل من تجب عليه صلاة الجمعة، وهو كل مسلم ذكر عاقل بالغ، مقيم، صحيح، خالٍ من الموانع والأعذار التي تمنعه من حضور الصلاة في المكان الجامع، وقد واظب النبي عليه الصلاة والسلام على صلاة العيد، وأمر الناس بالخروج إليها، ولم يثبت عنه أنّه تخلف عنها، أما خروج النساء إليها فمستحب إذا انعدمت الفتنة، أما الحيض فيشهدن الخير مع اعتزال الصلاة.[3]
وقت صلاة العيد
يكون وقت صلاة العيد عند ارتفاع الشمس قدر رمح أو رمحين، وهذا الوقت هو وقت حل النافلة، وينتهي قبل الزوال أي قبل صلاة الظهر بقليل.[3]
مكان صلاة العيد
من سنة النبي عليه الصلاة والسلام أن تصلى صلاة العيد في الصحراء في حالة عدم وجود عذر يمنع الصلاة فيها كالبرد أو المطر، أو في حالة المشقة، وقد كان النبي الكريم يترك مسجده مع أفضلية الصلاة فيه ويذهب إلى الصحراء لأداء صلاة العيد، وذلك الفعل يؤكد على سنة أداء صلاة العيد في الصحراء إذا خلت الموانع وانعدمت المشقة، باستثناء أداء صلاة العيد في المسجد الحرام فإنّها باتفاق علماء المسلمين أفضل من الصلاة في الصحراء، وفي السنة: (كان رسول الله صلَّى الله عليه وسَلَّم يَخرج يوم الفطر والأضحى إلى المصلى، فأول شيء يبدأ به الصلاة )،[4] والمصلى هو عبارة عن أرض فضاء كانت آخر المدينة عند البقيع.[3]
صفة صلاة العيد
صفة صلاة العيد أن يحضر الإمام إلى الصلاة فيصلي بالناس ركعتين إذ قال عمر رضي الله عنه: (صلاة العيد ركعتان، وصلاة الأضحى ركعتان تمام غير قصر على لسان نبيكم وقد خاب من افترى)،[5] وفي الحديث كذلك: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج يوم الفطر والأضحى إلى المصلى فأول شيء يبدأ به الصلاة)،[4] وتكون بداية الصلاة بتكبيرة الإحرام، ثمّ يكبر بعدها ست تكبيرات أو سبعة، وفي الحديث عن السيدة عائشة رضي الله عنها: (التكبير في الفطر والأضحى الأولى سبع تكبيرات وفي الثانية خمس تكبيرات سوى تكبيرتي الركوع)،[6] ثمّ يقرأ في الركعة الأولى سورة الفاتحة، ثمّ بعدها يقرأ سورة ق، ثمّ يقوم مبكراً إلى الركعة الثانية، وعندما ينتهي من القيام يكبر خمس تكبيرات، ثمّ يقرأ الفاتحة، ثمّ يقرأ سورة (اقتربت الساعة وانشق القمر)، وإن شاء قرأ في الركعة الأولى بسورة الأعلى، وفي الركعة الثانية بسورة الغاشية، حيث ورد أنّ النبي عليه الصلاة والسلام قد قرأ بهما في الصلاة،[7] وصلاة العيد ليس لها أذان أو إقامة، و لا يقال فيها ما اعتاد المؤذنون على أن يقولون عند الإقامة مثل الصلاة جامعة أو الأنوار ساطعة، ودليل ذلك من السنة حديث جابر: (أن لا أذانَ للصلاةِ يومَ الفطرِ. حين يخرجُ الإمامُ ولا بعدَ ما يخرجُ. ولا إقامةَ. ولا نداءَ. ولا شيءَ. لا نداءَ يومئذٍ ولا إقامةَ)،[8] وبالنسبة للتكبيرات يستحب عند أكثر الفقهاء أن ترفع اليدين عند كل تكبيرة، وأن يفصل الإمام بين كل تكبيرة وأخرى بسكتة حتّى يتمكن المأموم من التكبير، ويستحب أن يذكر المصلي ربه بين التكبيرات، ومن الذكر قول (سبحان الله وبحمده، وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك)، أو أن يقول (الله أكبر كبيراً، والحمد لله كثيراً)، وسنة الذكر تلك عند الشافعية، وجماعة من الفقهاء على اختلاف مذاهبهم، ولأنّ صلاة العيد ليس فرضا فلا يصلى صلاة راتبة قبلها أو بعدها،[3] وقد جاء في السنة:(خرج رسول الله صلَّى الله عليه وسَلَّم يوم العيد فصلى ركعتين، لم يصلِّ قبلها ولا بعدها)،[9] وبعد أن ينتهي الإمام من الصلاة يخطب في الناس خطبة يسن فيها أن يوجه نصائح للنساء فيأمرهن وينهاهن لفعل النبي عليه الصلاة والسلام،[7] وتكون الخطبة بعد الصلاة لحديث جابر: (إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ يَوْمَ الْفِطْرِ فَبَدَأَ بِالصَّلاةِ قَبْلَ الْخُطْبَةِ)،[10] كما جاء في الحديث: (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْرُجُ يَوْمَ الْفِطْرِ وَالْأَضْحَى إِلَى الْمُصَلَّى فَأَوَّلُ شَيْءٍ يَبْدَأُ بِهِ الصَّلاةُ ثُمَّ يَنْصَرِفُ فَيَقُومُ مُقَابِلَ النَّاسِ وَالنَّاسُ جُلُوسٌ عَلَى صُفُوفِهِمْ فَيَعِظُهُمْ وَيُوصِيهِمْ وَيَأْمُرُهُمْ فَإِنْ كَانَ يُرِيدُ أَنْ يَقْطَعَ بَعْثًا قَطَعَهُ أَوْ يَأْمُرَ بِشَيْءٍ أَمَرَ بِهِ ثُمَّ يَنْصَرِفُ).[11]
قضاء صلاة العيد لمن فاته وقتها
من فاتته صلاة العيد فإنّه يصليها في وقتها أداء، ووقتها من طلوع الشمس إلى الزوال، وأما من فاته وقتها فإنّ في ذلك خلاف بين العلماء وفيما إذا كان يشرع له قضاؤها أم لا ورد عن النووي قوله أنّ الصحيح من مذهبنا أنّه يستحب أن يقضيها أبداً، وحكى العبدري نقلاً عن أبو حنيفة ومالك وداود والمنذري أنّها لا تقضى، ويصليها من فاتته في وقتها أو بعده ركعتين كما يصليها مع الإمام.[12]
المراجع
- ↑ "حكم صلاة العيد "، الموقع الرسمي لسماحة الإمام ابن باز ، اطّلع عليه بتاريخ 2018-1-7. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أم عطية نسيبة الأنصارية، الصفحة أو الرقم: 883، خلاصة حكم المحدث صحيح.
- ^ أ ب ت ث تامر عبد الفتاح (2009-9-19)، "صلاة العيدين "، شبكة الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 2018-1-7. بتصرّف.
- ^ أ ب رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم: 956، خلاصة حكم المحدث صحيح.
- ↑ رواه النووي، في المجموع، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم: 5/15، خلاصة حكم المحدث حسن.
- ↑ رواه الألباني، في إرواء الغليل، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 639، خلاصة حكم المحدث صحيح.
- ^ أ ب الشيخ محمد صالح المنجد (2006-10-20)، "صفة صلاة العيد "، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 2018-1-7. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن جابر بن عبد الله وابن عباس، الصفحة أو الرقم: 886، خلاصة حكم المحدث صحيح.
- ↑ رواه النسائي، في صحيح النسائي، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 1586، خلاصة حكم المحدث صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم: 958، خلاصة حكم المحدث صحيح .
- ↑ رواه البخاري ، في صحيح البخاري ، عن أبو سعيد الخدري ، الصفحة أو الرقم: 956، خلاصة حكم المحدث صحيح .
- ↑ "حكم من فاتته صلاة العيد "، إسلام ويب، 2003-12-9، اطّلع عليه بتاريخ 2018-1-7. بتصرّف.